الخبر وما وراء الخبر

الاحتلال الاسرائيلي واستغلال “كورونا”.. تهويد ومصالح سياسية

28

 منذ نشأة الكيان الاسرائيلي واحتلاله للأراضي الفلسطينية وهو يدأب دائماً لاستغلال اي فرصة لتوسيع استيطانه واحتلاله واغتصابه للاراضي الفلسطينية، وكانت دائما الدول الكبرى مثل بريطانيا وأمريكا تدعم الكيان الصهيوني بشكل لا محدود لكي يتوسع داخل الدول العربية ولاتزال تقدّم له نفس الدعم مع الأخذ بعين الاعتبار بأن دولاً عربية بدأت تدعم الصهاينة في خططهم التوسعية التهويدية، وآخر هذه المشاريع تم طرحه مؤخرا يهدف إلى اختراق القدس من شرقها الى غربها عبر سكة حديد تخترق أحياء القدس وتصل لتخوم الاقصى، ويترافق هذا الأمر مع استغلال آخر لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بالتزامن مع تفشي “فيروس كورونا” داخل الاراضي المحتلة، لتشكيل حكومة جديدة في ظل انشغال العالم بمحاربة هذا الفيروس القاتل.

قطار يخترق القدس

غاب الحديث عن “صفقة القرن” بينما العالم يشهد “كارثة كورونا” التي ربما تغير مسار العالم إلى أجل غير مسمى، ولكن الصهاينة لم يغب عنهم “الاستغلال والطمع والجشع” الذي اعتادوا عليه منذ نشأتهم، ليستمروا في مخططاتهم التهويدية، ويتحدثوا عن تنفيذ مخطط غايته تهويد القدس بالكامل عبر بناء نفق سكة حديد تحت الأرض في مدينة القدس المحتلة يصل إلى تخوم المسجد الأقصى.
وفي هذا الاطار قال “المركز العربي للتخطيط البديل” إن المخطط بدأ التحضير له في فترة الطوارئ التي أعلن عنها من قبل الحكومة الإسرائيلية بسبب فيروس “كورونا”.
وأشار “المركز” إلى أنه جرى الإعلان عن قرار اللجنة القطرية للبنى التحتية الإسرائيلية الصادر عن جلستها يوم 17 مارس (آذار) الماضي.
وقال المركز المختص في مجالات الأرض، والتخطيط والتنمية، إن المشروع الأول يتعلق ببناء نفق سكة حديد تحت الأرض يصل ما بين غرب القدس ومنطقة باب المغاربة وصولاً إلى تخوم المسجد الأقصى، بينما يتعلق الثاني ببناء سكة حديد فوق الأرض في أحياء القدس المختلفة.

اعتقالات في حالة الطوارئ

رغم انشغال “اسرائيل” والعالم في محاربة فيروس كورونا إلا ان الصهاينة الذين تغيب عنهم اي صفة انسانية، استمروا في مضايقة الفلسطينيين واعتقالهم، وحتى الانتقام منهم عبر السماح لعمال فلسطينيين بالعودة الى الضفة الغربية دون اخضاعهم للحجر الصحي او الفحوصات المطلوبة للكشف عن ان احدا منهم يحمل فيروس كورونا.

وفي الوقت نفسه لا تسمح “اسرائيل” لأي مسؤول فلسطيني بإجراء اي خطوة احترازية لمكافحة هذا الفيروس وهذا ما فعلته مع محافظ القدس لدى السلطة الفلسطينية عدنان غيث الذي اعتقلته شرطة الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد من منزله ببلدة سلوان شرق مدينة القدس المحتلة للتحقيق معه حول ممارسة نشاط “غير قانوني” في المدينة، بحسب ادعاء الصهاينة.

وأكد المتحدث باسم الشرطة الاعتقال، وقال إن غيث “اعتقل صباح اليوم لممارسته نشاطاً فلسطينياً في القدس وهو أمر غير قانوني”.

وقال رامي غيث محامي المحافظ إن الأخير قيد التحقيق، ورجّح أن سبب اعتقاله يتمحور حول نشاطات لمكتب المحافظ في المدينة تتعلق بفيروس كورونا المستجد.

وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت صباح الجمعة الماضي وزير شؤون القدس لدى السلطة الفلسطينية فادي الهدمي للاشتباه بتنفيذه “أعمالاً حكومية من قبل السلطة الفلسطينية بالقدس في ظل أزمة كورونا”، وفق ما أفاد بيان للشرطة.

وبالعودة إلى السكة الحديدة المقرر بنائها، اشار “المركز العربي للتخطيط البديل” إلى أن وزارة المواصلات الإسرائيلية عرضت بدائل تخطيطية أمام اللجنة القطرية للبنى التحتية خلال جلستها يوم 17 فبراير (شباط) الماضي، وأعلنت الوزارة أنها ستفحص البدائل ووضع المخططات التفصيلية. وتابع: “وعليه؛ نشرت اللجنة الإعلان عن تحضير المخططات المذكورة، وفرضت قيوداً بحسب بنود (77) و(78) لقانون التنظيم والبناء، والتي تنص على تجميد استصدار رخص بناء وتنفيذ أي أعمال ضمن حدود هذه المخططات خشية أن تعرقل تنفيذ المخطط لاحقاً”.
ولفت “المركز” إلى أنه وفقاً للفحص الأولي، تبين أنّ “النفق المزمع بناؤه يخترق الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس، في باطن الأرض، وبشكل محدد أحياء البلدة القديمة وسلوان وأبو طور، وكما يبدو؛ ستكون له تأثيرات جمّة على مجالات حياتية عديدة تخص هذه الأحياء يقوم المركز بمتابعتها ودراستها تباعاً”.
ونوه بأن مشروع بناء نفق القطار تحت الأرض وصولاً إلى مشارف الأقصى وحي سلوان، ينضم إلى سلسلة مشاريع غامضة وخطيرة أخرى يتم تنفيذها بالخفاء في هذه المنطقة الحساسة، مثل (نفق الهيكل) الذي يمتدّ تحت أحياء البلدة القديمة ويهدد سلامتها واستقرارها، ومشروع (مدينة داود) الذي تهدد منشآته المختلفة سلوان ومنطقة باب المغاربة.
وذكر أن مسار نفق القطار المقترح ضمن هذا المشروع يقع تحت مسار خط السلال الطائرة “التليفريك” الذي تمت المصادقة عليه العام الماضي بوصفه مشروع بنية تحتية قُطرية، والذي يصل غرب القدس المحتلة، مع منطقة الأقصى الشريف، تحت حجة تسهيل وصول السياح اليهود.
وأعلن المركز أنه سيواصل متابعة المخطط والاطلاع على تفاصيله وتحليلها، وتحديد الأضرار الناجمة عنه على الأحياء العربية، ونشر كل المعلومات ذات الصلة للجمهور حتى تتم مواجهة المخطط ومخاطره المادية والمعنوية. وينضم هذا المشروع إلى سلسلة مشاريع أخرى في المدينة مثل النفق تحت الأقصى والقطار الهوائي.
وفي يوليو (تموز) الماضي، افتتحت مؤسسة “مدينة داود” اليهودية نفقاً تحت الأرض، وقالت إنه كان طريقاً للحج إلى المعبد اليهودي الثاني في القدس قبل نحو 2000 عام. وتتبنى هذه الرواية ضرورة إعادة بناء “الهيكل” مكان الأقصى. ونفذت أعمال المشروع لنحو 6 سنوات تحت حي فلسطيني في الشطر الشرقي من المدينة