الخبر وما وراء الخبر

……….فيروس الرِبا……….

28

الشاعر || معاذ الجنيد

عقَّمتُمُ الأجسادَ والأبوابا
ونسيتمُ الأرواحَ والألبابا

طهَّرتُمُ الأيدي ولم تتنبَّهوا
معها لتطهيرِ القلوبِ مَتَابا

واستُحضِرَتْ طُرُقُ الوقايةِ كلّها
إلا الطريق إلى الهدايةِ غابا!!

أتُأمِّلُونَ الحلَّ من نُظرَائكُم!؟
وتركتُمُ القهَّارَ والغلَّابا!!

تنسُونَ خالقَ كلّ شيءٍ.. بينما
ترجون من لا يخلُقون ذُبابا!!

عودُوا إلى الله الرحيمِ لتُرحَموا
ما ضلَّ شعبٌ للإلهِ أنابا

عُودُوا إلى القرآن فهو وقايةٌ
حاشا لحامِلهِ بأن يرتابا

فالله أنزلَهُ شفاءَ صدورنا
وبِهِ فلن تلقى الصدورُ مُصابا

لا تسألوا هل من لُقاحٍ.. واسألوا
هل من صلاحٍ؟ واطلبوا الوهّابا

يا أيها الناسُ استغيثوا ربَّكُم
تُوبوا إليهِ يقِيكُمُ الأتعابا

وخُذوا هُدى القرآن من قُرنائهِ
تجِدونَ فيهِ لِما استجَدَّ جوابا:

الله حذَّركُم بأن تَذَروا الرِبا
أو فأذنوا بالحربِ منهُ عقابا

حربٌ بها الجبّارُ أنذرَكم.. ولم
تضعوا لإنذارِ الإلهِ حسابا

أُمَمٌ وأقوامٌ رمَتْ تهديدَهُ
ومضَتْ تعيشُ على الرِبا أحقابا

حتى أتى المَحقُ الإلهيُّ الذي
يمحو الرؤوسَ وينسِفُ الأذنابا

والآن سوف تبورُ كلُّ تجارةٍ
وتصيرُ أروقةُ البنوكِ خرابا

الآن لا أموالُكُم برؤوسها
سَلمَتْ.. ولا استثنى الوباءُ رِقابا

أيَّاً يكُن سببُ الوباءِ.. فعالِمُ
الغيبِ الخبيرُ يُهيِّءُ الأسبابا

هذا الجزاءُ الدُنيويُّ.. لعلَّكم
أن تعلنوها رجعةً ومئابا

اليوم أغلقتُم لهُ أبوابكُم
وغداً جهنمُ تفتحُ الأبوابا

أولم تروا أنّ الـ(كُرُونا) كالرِبا
مُتزايداً مُتضاعِفاً نهَّابا

أولم تروهُ مُسالِماً أطفالكم
ومضى يُصيبُ كهولةً وشبابا

فالله عدلٌ في الجزاءِ وقد بنى
بين الطفولةِ والوباءِ حجابا

عدلٌ يُجازَى من عصاهُ بما عصَى
ومن اتَّقاهُ يُثابُ غيرَ مُحَابَى

فلتتقوا الله الذي هو ربُّكُم
واستغفِروا.. تجِدونهُ توَّابا

عِشتُم كأنّ الله لا يعني لكم
شيئاً وكذّبتُم بهِ كِذّابا

مُستهتِرين بكلِّ توجيهاتِهِ
بل واتّخذتُم دونهُ أربابا

سبحانهُ وهو الغنيُّ وإن أرا
دَ.. أعادَ من فوق التُرابِ تُرابا

إن شاءَ يُذهِبكُم وجاء بغيركُم
وأذاقكُم يوم الحسابِ عذابا

سبحانهُ وهو العزيزُ وإنّهُ
لهُوَ الأحقُّ بأن يكون مُجَابا

عُودوا إلى الإسلامِ فهو نجاتُكم
ومن ارتجى بسواه ديناً خابا

وتوَلَّوا الأعلامَ لا تستكبِروا
فالله أورَثَهُم هُدىً وكتابا

لن تُفلحوا إلا مع العَلَمِ الذي
أذِنَ الإلهُ لهُ وقال صوابا

وخُذوا من الشعبِ اليمانيْ عبرةً
فالله يًنجِي المؤمنين ثوابا

إن لم تعُد كلُّ الشعوبِ لربِّها
سيظلُّ فيروسُ الرِبا جَوَّابا

وسيبسُطُ الله المُهيمِنُ مُلكَهُ
ويصيرُ مُلكُ العالَمِين سرابا