الخبر وما وراء الخبر

عتمة في خطاب السيد قائد الثورة خمسة أعوام من الصمود

23

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 1 ابريل 2020مـ -8 شعبان 1441هـ ]

بقلم || عبدالملك المساوى

تعتبر مديرية عتمة من أكبر المديريات في محافظة ذمار ويبلغ تعداد سكانها ما يقارب تعداد سكان محافظة مارب مجتمعة تقريبا وتعد من المديريات ذات المنسوب العالي من الامطار الموسمية وهي منطقة زراعية بامتياز وقد شهدت هذه المديرية أحداثا مختلفة في الماضي منها الصراعات المسلحة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي فيما عرف آنذاك بحرب السلطة في صنعا مع عناصر ما كان يسمى بالجبهة الوطنية الديمقراطية التي تنتمي الى الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم في عدن أنذاك وعرفت تلك الأحداث باحداث المناظق الوسطى و كان شعار الرفاق آنذاك ( نجران جيزان اليمنية لن نتركها للرجعية) والكلام عن تفاصيل كل تلك الأحداث يطول شرحه.

فقط نشير إلى ماخلفته تلك الاحداث من دمار وتشريد في أوساط سكان المنطقة كما في غيرها من المناطق التي شهدت أحداث مماثلة بحيت مثلت نتائج تلك الاحداث فيما بعد مقدمة لتشكل مرحلة اخرى شهدت فيه المنطقة اتساع وتوغل للمد الوهابي التكفيري وكذلك الاخواني في أوساط المجتمع المحلي للمديرية إضافة إلى اتساع شبكة المصالح التي كان يديرها نظام عفاش ضمن لعبة القط والفأر_الديمقراطية وأخواتها_ وليس ذلك موضوع حديثنا في هذه السطور لكننا نخلص من ذكر ما تقدم لتوضيح كيف شكل نجاح ثورة ال21 من ستمبر 2015 المباركة أهمية خاصة لأبناء المنطقة وأبناء اليمن عموما.

لقد لاقى المجاهدون استقبالا حافلا وترحيبا كبيرا في مديرية عتمة كغيرها من المناطق التي أيدت الثورة ورحبت بالمجاهدين على كافة المستويات، إلا أنه وبعد أن بدأ العدوان الامريكي الصهيو سعودي إماراتي على اليمن في 26 مارس 2015 وقعت في جزء من المديرية أحداث تلك الفتنة التي حاولت دول العدوان إشعالها في بعض مناطق الداخل للنيل من صمود وتماسك الجبهات المواجهة للعدوان في المحاور الرئسية للقتال فحركت عملاءها ومرتزقتها للقيام بأعمال تخريبية وفتح بؤر للصراع هنا أو هناك تحت عناوين خيانية مختلفة وزائفة كما حدث في كشر حجة.

إلا أنه ونتيجة لحالة الوعي لدى كل الناس الشرفاء وما لمسه الجميع من فساد النظام السابق وحالة التباينات في الساحة خصوصا بعد ثورة الشباب 2011 التي تم اختطافها من قبل حزب الأخوان والمنتفعين، إضافة إلى الوعي بخطورة العدوان على بلادنا واتضاح أهدافه الاستعمارية أيضا من خلال ماشاهده الناس من القتل والدمار الواسع الذي لحق بالشعب اليمني جراء هذا العدوان المتوحش، كل ذلك كان سببا كافيا لرفض أبناء المنطقة لمشعلي الحرائق والفتن التي خطط لها العدوان وعملائه المأجورين، حيث فشلوا وباؤوا بالهزيمة والخسران وتم إخماد الفتنة بعون من الله ويقظة القيادة الثورية والسياسية التي حرصت على إنهاء هذه الفتنة وردم بؤرتها الخبيثة بأسرع وقت فتحرك المجاهدون وكل الشرفا من ابناء المديرية، وقدموا أدوارا بارزة ومهمة وريادية في سبيل تأمين المديرية ونشر السكينة في كل ربوعها.

وها هي اليوم عتمة مستمرة في تقديم العطاءت الصادقة في الرفد والاسناد لجبهات العزة والكرامة، وأبناؤها المجاهدون متواجدون في مختلف جبهات البطولة والشرف يتصدون لهذا العدوان الامريكي الصهيو سعودي إماراتي الغاشم مع إخوانهم الجيش واللجان الشعبية ويحققون الانتصارات العظيمة بعون من الله وتأييده.

إننا اليوم وبعد مرور خمسة أعوام من الصمود اليماني في وجه العدوان الغاشم نتحدث عن مديرية عتمة بكل فخر واعتزاز، نتحدث عن عطاء وتضحيات الشهداء والباذلين والقائمين بمهام القيادة والريادة أفرادا وقادة وجميعهم من عشاق الشهادة سلام الله عليهم، نتحدث عن إلتزامهم وتسليمهم لله وللقائدالعظيم السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه نتحدث عن جهادهم وتضحياتهم في سبيل الله ومن أجل عزة وكرامة هذا البلد العزيز.

ولعل مايضاعف من أهمية هذا التناول وهذا الحديث عن هذه المديرية العزيزة ويزيد أبناء المنطقة شرفا واعتزازا هو ذكر عتمة في خطاب السيد قائد الثورة عبدالملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله الذي ألقاه بمناسبة يوم الصمود الوطني 26_3_2020، حيث ورد ذكر منطقة عتمة في سياق الخطاب في معرض حديثه سلام الله عليه عن فشل دول العدوان في زعزعة تماسك الجبهة الداخلية للبلاد، كماحدث في عتمة وفي كشر وفي مناطق أخرى فشل فيها العدوان وانتصرت ارادة الشعب اليمني المؤمن.

نعم لقد حمل ذكر عتمة في خطاب السيد القائد دلالة مهمة وتذكير بحالة اليقظة والوعي التي يتحلى بها أبناء الشعب اليمني المؤمن في هذه المناطق التي رفضت أشكال العمالة والخيانة واخلصت لله وممثلة بأبناءها المؤمنين الصادقين مع الله ومع القيادة الربانية القرآنية الحكيمة في ملحمة الصمود والعنفوان اليماني الجهادي المؤيد من ملك السماوات والارض لتحقيق الانتصارات المتتالية التي ستستمر بعون الله حتى تصل بنا جميعا وبهذا البلد العزيز بل وبالأمة كلها إلى الانتصار الكبير والحاسم بإذن الله وعونه وتأييده وصدق القائل “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”.