محاولات سعودية إماراتية لإدخال كورونا إلى اليمن
يسعى النظام السعودي ومعه الإماراتي لإحداث مأساة كبرى لا تقل كارثتها عن عدوانهما على اليمن الذي لا يزال مستمرًا رغم دخول عامه السادس، إذ تحاول الدولتان إدخال فيروس كورونا إلى اليمن بطرق ووسائل عدة.
منذ أن أطلقت السعودية والإمارات عدوانهما على اليمن سيطرتا على الأجواء اليمنية والمنافذ البرية والبحرية وأطبقتا حصارهما على الشعب اليمني بشكل كامل الذي عانا ولا زال يعاني بسبب إغلاق المطارات والمنافذ ومنع الخارجين منها والداخلين.
ما إن اجتاح فيروس كورونا العالم بشكل سريع ومخيف ووصل إلى دول العدوان وأكثر من 206 دولة في العالم وبأعداد كبيرة بقي اليمن خاليًا من هذا الوباء فشكل ذلك صداعا بالنسبة للسعودية والإمارات وبدأتا باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لإدخال كورونا إلى اليمن.
أُغلقت مطارات ومنافذ الجمهورية اليمنية منذ بداية العدوان عام 2015 بشكل تام ما عدى بعض المنافذ والمطارات في المناطق المحتلة في جنوب اليمن العمل فيها بنسبة لا تتجاوز 10% تحت إجراءات مشددة من المحتل السعودي والإماراتي.
أصبحت هذه المطارات والمنافذ فجأة تستقبل آلاف الداخلين وأصبح العمل فيها جاريًا وبشكل طبيعي في الوقت الذي اتخذ العالم فيه إجراءات احترازية وأغلقت كل دولة مطاراتها ومنافذها ومن ضمنهما السعودية والإمارات.
رفعت السعودية والإمارات عدد الرحلات إلى مطار عدن جنوبي اليمن من رحلة أو رحلتين أسبوعيًا إلى أربع وست رحلات أسبوعيًا، وعلق على هذا السلوك والتصرف الغريب عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي بقوله تمنع دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه وتفرض إجراءات احترازية حتى على مواطنيها، متسائلًا لماذا الآن السماح بأربع رحلات في الوقت الذي تتوقف جميع الرحلات في أغلب دول العالم وكأنهم يحاصرون كما نحن في الجمهورية اليمنية.
وأضاف الحوثي أن دول العدوان تتعمد في المناطق التي تحتلها على عدم اتخاذ أي إجراءات احترازية ولا طارئة ولا حجر صحي ولا أي شيء وكأن لا وباء يجتاح العالم يسمى كورونا.
وعلى خلفية هذه التصرفات العدوانية حمل عضو السياسي الأعلى دول العدوان وعلى رأسهم أمريكا والسعودية والإمارات مسؤولية أي حالة في اليمن بسبب فيروس كورونا، قائلًا إنهم من يسيطرون على الأجواء والمنافذ البحرية البرية، وكذا مسؤولية عدم التأهيل واتخاذ الإجراءات.
ويؤكد الحوثي أن السماح بأربع رحلات للوصول إلى اليمن في يوم واحد بمجمل ١٠٠٠ راكب توجه قذر من قبل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه، بينما لم تسمح من بداية العدوان إلا برحلة اسبوعية إلى رحلتين وأحيانا تمر الأشهر بدون السماح حتى لطائرة اليمنية بالهبوط أو المبيت، خاتمًا تصريحاته بالقول إن من يقتل الشعب اليمني بالسلاح لن يتورع عن قتله بأقل كلفة.
وكتب رئيس وفد الجمهورية اليمنية المفاوض محمد عبد السلام في تغريدة على تويتر أن من تسبب بالمأساة الكبرى في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار لا يتورع أن يقدم على عدوان جديد بنقل الكورونا إلى اليمن، محملًا قوى العدوان كامل مسؤولية وصول هذا الوباء إلى اليمن في حال حصل ذلك.
في 26 مارس كشف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن وباء فيروس كورونا قد انتشر بين أوساط الخونة في عدد من الجبهات والمحاور وبأعداد كبيرة وأبرز هذه الجبهات جبهة ميدي، مؤكدًا أن تحالف العدوان والخونة يخفون ذلك.
وبعد خطاب السيد بمناسبة اليوم الوطني للصمود بيومين انتشرت وثيقة تتحدث عن تفشي مرض كورونا في أوساط قوات محور ما يسمى آزال التابع للمرتزقة على الحدود مع ظهران الجنوب بـ عسير.
السيد القائد وجه في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد النصيحة للمرتزقة أن يكونوا على حذر، ربما كما باعوا أنفسهم في المعارك قد يتم الاعتماد عليهم لنشر الكورونا في مناطقهم وإيصاله إلى اليمن، قائلًا “إذا لم يكن المرتزقة حذرين من الكورونا فهذا سيكون إفراطًا رهيبًا في الغباء وخسارة فادحة لهم”.
وفي سياق حديثه عن الجائحة العالمية أكد السيد أن أي وصول للكورونا إلى اليمن سيكون بفعل وإشراف أمريكي عبر أدواته السعودية والإمارات سيتم التصدي له على أنه عمل عدائي.
اللجنة الفنية لمكافحة الأوبئة أكدت أن الوافدين من الخارج بالآلاف نتيجة زيادة الرحلات من المنافذ البرية والمطارات الواقعة تحت سيطرة الاحتلال.
كما أكد أمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية عبد المحسن طاووس أن هناك أكثر من 6000 وافد يتم التعامل معهم في المعابر بالإجراءات المتاحة، مشيرًا إلى أن النظام السعودي يتعمد إعادة أعداد كبيرة من المواطنين يصعب مع ذلك إحراز تقدم في ظل الوضع الصحي الحرج في اليمن.
وفي الوقت الذي تتخذ فيه السعودية إجراءات احترازية صارمة خوفًا من فيروس كورونا تنوي إعادة آلاف المعتمرين اليمنيين والمغتربين عبر منفذ الوديعة دون إجراءات وقائية، إضافة لرغبتها في تكثيف الرحلات الجوية إلى اليمن في الوقت الذي تغلق منافذها وأجواءها.
ولاقت السعودية وحكومة ما يسمى بالشرعية انتقادات شديدة اللهجة في مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية تكثيف الرحلات وفتح المنافذ البرية في الوقت الذي العالم أغلق مطاراته ومنافذه.
علاوةً على ذلك تمنع السعودية سكانها في الثلاث عشرة محافظة الخروج منها أو الانتقال لمنطقة أخرى للحد من انتشار كورونا، بالإضافة إلى منع الدخول والخروج من المدن التالية (الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة) ومنع التجول لساعات طويلة في اليوم.
ومددت تعليق الرحلات الجوية الدولية ورحلات الطيران الداخلية وكذلك تعليق الحضور لمقرات العمل في الجهات الحكومية وكذلك في القطاع الخاص حتى إشعار آخر وذلك في إطار جهود احتواء انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى تمديد تعليق نشاط الحافلات وسيارات الأجرة والقطارات حتى إشعار آخر.
وأمام هذا كله من الإجراءات تسعى جاهدةً إدخال فيروس كورونا إلى اليمن، حيث اتخذت السعودية أساليب قذرة وجديدة لكن هذه المرة ليس عبر المطارات والمنافذ إنما قام طيرانها بإنزال كمامات ومواد أخرى على محافظتي الحديدة والمحويت والعاصمة صنعاء في ظل مخاوف من انتشار وباء كورونا.