الخبر وما وراء الخبر

خطاب القائد للعام الخامس .. والرسائل المتعددة

25

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 27 مارس 2020مـ -3 شعبان 1441هـ ]

بقلم / علي القحوم

أطل علينا اليوم سماحة السيد القائد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في خطاب تاريخي ومفصلي ..

وفي محطة من أهم المحطات التاريخية لليمن والمنطقة.. وفي ذكرى يوم الصمود الوطني الذي سعت دول العدوان الى أن يكون يوما للنكبة والمأساة ليصبح محفورا في الذاكرة بهذه الصورة .. لكن العظمة والشموخ اليماني وقوة الارادة وحكمة القيادة تحول هذا اليوم الى يوم من الصمود الشعبي والوطني.. حيث يحيي الشعب اليمني هذا اليوم بشكل من أشكال التزود والوعي والعزم والقوة .. والانطلاق لمواجهة اخطر استعمار وتحالف دولي على رأسه أمريكا لم يحصل مثله في التاريخ ..

من اجل ان لا يكون هناك إسهاب في الكتابة.. سنكتفي بالتطرق والخوض في صلب الموضوع وعلى اهم الرسائل.. وسنعرج قليلا عن شخصية هذا القائد الذي اذا تحدث صمت الأخرون .. فسماحة السيد هو غني عن المدح والثناء والتعريف.. فهو خطيبا مصقعا وبارعا وإشاراته لها المدلول الكبير .. ولغة الجسد تعبر في كل مرة وفِي كل خطاب على قائد أتسم بروح العطاء والبذل والتضحية وتجسيد القيم والاخلاق والمعنويات العالية .. فكيف لا وهو القائد الذي اذا قلت ان كل من يتابعة في الداخل والخارج منبهر يتسأل من اي مدرسة تخرج.. فهو ذاك القائد المحنك والسموح والشجاع والمخطط والمدبر والمجاهد الذي لا يهدء له بال .. يعمل ويجتهد من اجل وطنه وشعبه لا يكل ولا يمل ولا يبحث عن المكاسب الشخصية او الدنيوية .. فهو ذاك القائد المتواجد بين أوساط شعبة يألم ويعاني ويجاهد ويسهر ويجوع ويتلقى المخاطر وحاله من حال شعبه .. فمثل هؤلاء القادة هم من يصنعون التاريخ والمجد للأمة والأجيال المتعاقبة ..

ولهذا سماحة السيد يعد من اشجع القادة الذي عرفتهم الانسانية عبر العصور الماضية والحاضرة .. وهنا ما يؤكد ان القيادة لها دور كبير في تعزيز الصمود والتحدي والمواجهة .. فيا شعبنا اليمني لا تكترث ما دام وقائدكم سماحة السيد القائد / عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظة الله فالنصر باْذن الله حليفكم وانتم باذنه منتصرون ..

اليوم وما أكده سماحة السيد القائد حفظه الله في هذا الخطاب التاريخي يثبت وبجلاء عظمة القيادة ودورها في مواجهة المستكبرين والطغاة .. ودور وتحرك الشعب اليمني العظيم والمعطاء .. وتضحيات الشهداء وبطولة وبسالة رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية .. وقوات الامن ورجال القبائل وكل الشرفاء في هذا الوطن ..

وبالتالي المضامين كانت واضحة ولا تحتاج الى تفسير .. فالسيد حرص كل الحرص على ان توصل الرسائل واضحة وبدون لَبْس .. ولا تكون المضامين غامضة وتحتاج الى فك شفراتها .. فكان الخطاب على عدة اتجاهات الاول ركز على مضامين ونقاط ورسائل هامة للعدو الخارجي .. وتحدث وبشكل واضح على ان هذا العدوان أمريكي إسرائيلي بامتياز وان الآخرين لايمثلون إلا اداة قذرة ..

ايضا وفِي سياق الاتجاه الاول وللعدو الخارجي دعاه الى الإعلان العملي لوقف العدوان وفك الحصار .. وليس فقط لمجرد التصريحات والاستهلاك الاعلامي والسياسي فعدوانه فاشل .. كما ذكر العدو بما قاله لهم في اول خطاب في بداية العدوان ان هذا العدوان خاسر وسيجر الويلات على المعتدين .. ليتحدث سماحته بشكل متدرج عن خسائر العدو البشرية الكبيرة وعن خسائره في الميدان من معدات طائرات ودبابات واليات وغيرها دمرت واحترقت .. وان العدو اضطر الى عقد صفقات وشراء المرة تلو الاخرى للتعويض عما خسروه في هذا العدوان .. وهذا ما انعكس سلبا على وضعهم الاقتصادي وبدأت دول العدوان تتخذ سياسة الجرع والتقشف وابعاد حالة الترف .. فهل ستأخذ دول العدوان هذا الكلام بعين الاعتبار بعد خمسة أعوام من عدوانهم الظالم على اليمن أرضا وإنسانا ..

الاتجاه الثاني تحدث وبشكل واضح عما يجري في المحافظات المحتلة .. وقدم نصحه للخونة والعملاء ولبعض من المكونات التي انخرطت مع العدوان انه مهما عملتم مخلصين مع المحتل والغازي .. فمصيركم العودة الى حضن وطنكم والى جوار اخوانكم ولكم عبرة بالتاريخ .. وما جرى في مناطق كثيرة عما يعمله المحتل في البلدان الذي يحتلها وعما يعمله مع من يتعاملون معه ضد وطنهم واخوانهم .. فعلى مدى خمسة أعوام ماذا تحقق لكم غير الخسارة والقهر والامتهان .. ولن تربحوا على الإطلاق وستخسرون وقد خسرتم وستذكرون هذا الكلام وهذا النصح ان كُنتُم تعقلون ..

الاتجاه الثالث والاهم وهو الحديث عن القدرات العسكرية المتطورة التي وصلت اليها مؤسسات الجيش والأمن .. حيث حرص سماحة السيد على ذكر التطورات والصناعات اليمنية العسكرية وان لدينا صناعات متطورة الذي تجعل صواريخنا تصل الى ما بعد بعد الرياض .. وكذلك صناعة الطائرات الاستطلاعية وصناعة المدافع والقذائف والصناعات العسكرية المختلفة ..وأنه ومن خلال هذا العدوان اكتسب جيشنا ولجاننا الشعبية خبرات كبيرة وأضاف الى تطوير الدفاعات الجوية .. وانه لن يطول الوقت في انتهاك سيادة بلدنا ولا يحسب العدو انه متفوق في هذه المعركة .. وذكر الاستهداف للبوارج وتدميرها والقدرات اليمنية التي جعلت سواحلنا وشواطئنا عصية على المحتل .. وهذا كلة يدل دلاله واضحة للعدو انه مهما حاصرتوا البلد ودمرتوا بناه التحتيه فأبناؤه يعتمدون على الله وعلى سواعد الرجال المخلصين وأمام ما يتعرض له شعبنا اليمني ها نحن نستطيع ان نتطور وان نبني قدراتنا الدفاعية وصناعاتنا العسكرية التي تجعلنا ان ندافع عن حريتنا واستقلالنا .. والذي أكد عليها سماحة السيد كثيرا في الخطاب وقطع الطريق على العدو اننا لا يمكن ان نساوم على كرامتنا وحريتنا مهما كان ومهما كانت التضحيات .. فقد ضحينا بما ضحينا في سبيل الله وسبيل نيل حريتنا واستقلال بلدنا وأننا حاضرون ومستعدون للتضحية اكثر وأكثر حتى يتوقف المعتدون عن عدوانهم ويفكوا الحصار ويرفعوا اياديهم عن بلادنا ..

الاتجاه الرابع : قدم سماحة السيد القائد الاشادة للمواقف الإيجابية والواقفة مع اليمن ومظلومية شعبها العزيز وعلى رأسها الموقف العلني والقوي والمشرف للجمهورية الاسلامية في إيران كما اشاد أيضا بموقف حزب الله في لبنان والأحرار في العراق ..

الاتجاه الخامس : أكد سماحة السيد القائد موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية كمبدأ أساسي فهي القضية الاولى والمركزية .. ولايمكن أن نقبل بالتطبيع وتصفية وبيع هذه القضية كما أدان واستنكر الاجراءات الاجرامية للنظام السعودي المجرم بحق قيادات من حركة حماس والزج بهم في السجون ومحاكماتهم في تحرك مفضوح وعلني للنظام السعودي الساعي الى التطبيع وبيع وتصفية القضية الفلسطينية ..

كما تقدم سماحة القائد بمبادرة اطلاق اسرى سعوديين وهم (طيار وأربعة ضباط سعوديين ) مقابل أن يفرج النظام السعودي عن القيادات من حركة حماس التي احتجزتهم وزجت بهم في سجونها وسارعت في محاكماتهم ..

الاتجاه السادس : أكد سماحة السيد القائد جهوزيتنا اتمام صفقة الاسرى الذي تم الاتفاق عليها مؤخرا في الاْردن ..

كما ختم خطابة بالعبارة المشهورة والمعروفة في كل عام وكل خطاب ( قادمون في العام السادس ) بمفاجأت لم ولن تكون في حسبان دول العدوان وبقدرات كبيرة مع مد اليد للسلام ونحن جاهزون لذلك واليد الاخرى قابضة على الزناد في حال استمر العدوان والحصار فأننا جاهزون أيضا في الدفاع عن قضيتنا وهويتنا وديننا وبلدنا وكرامتنا وسيادتنا واستقلالنا ..