الخبر وما وراء الخبر

خمس سنوات صمود وتحدٍ

13

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 25 مارس 2020مـ -1 شعبان 1441هـ ]

بقلم / زيد البعوة

أحداث ومتغيرات ومظلومية وانتصارات ودموع وابتسامات وصمود في مختلف المجالات خمس سنوات من الصراع الشامل معارك حامية لا تخبو نيرانها وحصار اقتصادي لم يستثن أي جانب من جوانب العيش وجرائم في غاية البشاعة ودمار لا يبقي على شيء، هجمة همجية عدوانية شنتها أمريكا وحلفاؤها منذ خمس سنوات على شعب اليمن المؤمن الميمون بدون وجه حق أو سبب سوى انه يرفض الذل والاستعمار والوصاية والاحتلال والخيانة والعار، ولأنه كذلك ويتمتع بقيم عظيمة وسامية فقد سطر أروع البطولات وصنع أعظم المعجزات وحطم كبرياء الطاغوت والاستكبار وصمد صموداً تعجز عن فعله الصخرات الصماء.

من خلال ما ورد في الإحصائية التي اعلنها العميد يحيى سريع في ذكرى مرور خمس سنوات من العدوان وبمناسبة اليوم الوطني للصمود وجدنا أن الإحصائيات هائلة ومذهلة وكبيرة، وان الخمس السنوات كانت حافلة بالأحداث والمتغيرات الكبيرة التي لم يحصل مثلها في العالم، ومن يتأمل حجم الهجمة وحجم العدوان على اليمن وحجم إمكانيات الأعداء ومرور خمس سنوات من الصمود والثبات والتحدي والعزيمة رغم الجرائم والحصار والدمار سيجد أن الشعب اليمني شعب عظيم بثقته بالله وعظيم بقيادته ورجاله والمجاهدين وشهدائه العظماء ومواقفه المشرفة وثباته الأسطوري، خمس سنوات حصلت فيها اكبر المعارك وابشع الجرائم واستخدمت فيها أفتك وأحدث الأسلحة وحصار اقتصادي بل حرب اقتصادية شملت شتى جوانب الحياة المعيشية، ومع ذلك شق الشعب اليمني طريقه بعزيمة فولاذية وصمود منقطع النظير.

خمس سنوات كان الأعداء فيها يطمحون إلى استعمار اليمن أرضا وإنسانا والسيطرة على القرار السياسي والسيادي ونهب الثروة واستعباد الإنسان اليمني وتجريده من كل قيم العزة والكرامة والحرية والاستقلال، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك واصطدموا برجال ثابتة كالجبال التي لا تهزها الزلازل والعواصف والمحن، لم تحصل هجمة عالمية شاملة على شعب كما حصل في العدوان على اليمن على مر التاريخ، هجمة عسكرية وأمنية واقتصادية وسياسية وإعلامية وحتى إنسانية ضمت كل الطواغيت والمستكبرين وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات الدول التي لديها ثروات طائلة ونفوذ سياسي وإمكانيات عسكرية ضخمة وجيوش كبيرة العدد وغير ذلك، ولكنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم لأن الشعب اليمني يملك مقومات قوة لا يمكن قهرها أو التغلب عليها.

ومن اهم المقومات التي ساعدت الشعب اليمني على الصمود والثبات الثقة بالله والاعتماد عليه والقيادة الحكيمة والشجاعة والقضية المحقة والثقافة والمنهجية القرآنية والمشروع العظيم والاستعداد الكبير للتضحية والصبر على الحق وبذل الجهود في مواجهة العدو والاعتماد على النفس وتطوير القدرات العسكرية الدفاعية والهجومية والنفس الطويل والثبات على الموقف، لهذا من يملك هذه المقومات ومن يستمر في الصعود ويصر على مواقفه ويملك اليقين بأحقية ما هو عليه لا يمكن أن يهزم أو يقهر بل هو الذي يتمكن من صناعة النصر على أعدائه مهما كان حجمهم ومهما كانت إمكانياتهم، ولدينا كشعب يمني تجربة من الصراع خلال هذه الخمس السنوات مع دول تحالف العدوان رأينا الكثير من الآيات والمعجزات والانتصارات والإنجازات التي يحققها الله على أيدي رجال اليمن المجاهدين الأحرار في مختلف المجالات.

وفي نهاية العام الخامس من الصمود وبداية العام السادس من العدوان، الشعب اليمني اليوم اقوى من أي وقت مضى، لديه تجربة عملية مستمرة في الصراع ولديه توجه جاد في صناعة النصر وتحقيق الاستقلال، وعلى دول تحالف العدوان أن تدرك أنها بعدوانها على اليمن تهلك نفسها وتهدر طاقتها وجهودها وإمكانياتها ولن تصل إلى النتيجة التي ترجوها لأنها تحارب شعباً على علاقة كبيرة مع الله القوي العزيز الذي وعد ووعده لا يتخلف بنصر عباده المؤمنين.