الخبر وما وراء الخبر

الشرعية الثورية وسلاح الإعلام في ظل استمرار العدوان والحصار!

18

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 24 مارس 2020مـ -29 رجب 1441هـ ]

بقلم / عبد العزيز البغدادي

بعد غدٍ يُنهي العدوان الأقذر المغلف بأبلد شرعية مختطفة عرفها التأريخ المقيمة في فنادق عاصمة العدو التاريخي لليمن عامه الخامس ،

هذه الشرعية المحترمة انطلقت من واشنطن في 26/ 3/ 2015 معتمدة على كورونا تدمير القيم والأخلاق والنفوس والأرواح الأكثر فتكاً من كورونا (اكيوفيد19)، والأشد ضراوة من المعارك العسكرية وحروب الأوبئة الفتاكة عموماً ؛

يتجلى هذا التدمير في ظل الانحراف الوظيفي لإعلام دول العدوان الشريرة الذي مارسته منذ لحظته الأولى مستخدمة ما يطلق عليه (المال العربي) ، وهو مال الأجيال الذي تعبث به بعض الكائنات ممن يُسمون ملوك وأمراء وسلاطين العرب الذين زُرعوا في الأقطار العربية وبخاصة الخليجية المصنوعة كياناتها على أجزاء من جغرافيا اليمن والعراق وسوريا ودول أخرى ، وسياسياً من نتاج خلطة مركبة تجمع بين جرثومة فساد الشرق والغرب ليصبح القرار ملك يمين هذا المركب الجشع تتلاعب به دهاليز السياسة ذات الوجهين الظاهر والخفي ، الظاهر هو كرسي وقصر وصورة صاحب الجلالة والفخامة والسمو المعلقة !، أما الخفي فهو صاحب القرار الفعلي الذي يحرك جميع تلك الأسماء الخالية من مسمياتها ليبدو الشعب مجرد رقم في السياسة الخفية التي يطلق عليها ( اللعبة السياسية ) أي أن تسيير شئون الشعوب والأمم مجرّد لعبة بيد الحكام المعتوهين أو بأرجلهم !! ؛

ووظيفة الإعلام المنحرف هي القائمة على التضليل والكذب والتلاعب بالرأي العام وتوجيهه باتجاه مخالف للغايات المرجوة من أي إعلام أهمها إظهار الحقائق والالتزام بالمصداقية واحترام عقول الناس وحثها على الإبداع والمبادرة ونشر ثقافة الأخوة الحقيقية ونبذ الأفكار والإيديولوجيات الضيقة القائمة على الأوهام أو العنصرية والاستفادة من القراءة الواعية للتأريخ اليمني المليء بالنزاعات والدماء والحرص على علاقات الحب والوئام والتعاون بين الشعب والسلطات باعتبارها مِلْكَهُ وأداته لحفظ التوازن بين أفراده وبين مصلحة المجتمع في التعايش كوظيفة جوهرية للسلطات إذا لم تقم بها فقدت مصداقيتها وشرعيتها ، ولأن الشرعية كما سبق لها تفرعات مرتبطة بحالة الاستقرار والاضطراب فإن الشرعية الدستورية هي الحاكمة في الظروف العادية المستقرة أما الشرعية الثورية فإنها نتاج الظروف الاستثنائية وكل فرع لا تستقيم أركانه إلا بتطبيقه على الظرف الذي يناسبه ، إلا أن التجربة اليمنية فريدة من نوعها وفرادتها تأتي من حرص القيادة الثورية على المزج بين الشرعيتين ومحاولة تجنيب البلاد تبعات الإعلان الحاسم لحالة الطوارئ كمظهر من مظاهر الشرعية الثورية حيث يعلَّق فيها الدستور وتطبَّق الأحكام العرفية التي بموجبها تمارس السلطة السياسية والتنفيذية صلاحيات التشريع والتنفيذ بما يحقق المحافظة على الأمن والنظام العام والسكينة العامة ، وهي حالة يعتقد البعض أنها تطلق يد هذه السلطات من أي قيود وهو اعتقاد خاطئ جداً أما لماذا ؟ فلأن قيام السلطة التنفيذية والسياسية بأعباء التشريع محصور في ما يحقق الظروف الاستثنائية وهي في اليمن ظروف العدوان إلى جانب مهامها كسلطة تنفيذية وسياسية تلتزم بتطبيق القوانين ويحمِّل هذه السلطات أعباء أكبر مما تتحمله في الظروف العادية كما يُحَمِّلُها مسئولية أي تجاوز في تقدير حدود المصلحة العامة والموازنة بينها وبين المصالح الخاصة للأفراد والمؤسسات !؛

ومن المثير للإعجاب أن المناطق الواقعة تحت سلطة الجيش واللجان الشعبية وحكومة الإنقاذ رغم بعض الممارسات الخاطئة والانتقادات ورغم همجية العدوان الذي يشنه تحالف من سبع عشرة دولة ضمنها أقوى دولة عسكرياً ( أمريكا ) كموجِّه وأغنى دولتين مالياً ( السعودية والإمارات ) كَمُمَوِّل ومنفذ ورغم الحصار المضروب على اليمن براً وبحراً وجواً مع ما صاحب ذلك من مئات الآلاف من الغارات وشدة الحصار الإعلامي وتآمر ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي عمل على إعطاء بعض الحيل للتبرير لنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مناطق ما يسمى بالشرعية ( الرهينة ) كوسيلة لتصعيد استخدام الحرب الاقتصادية على الشعب اليمني حيث أعقب ذلك قطع المرتبات وانخفاض سعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ، هذا المجتمع المسمى بالمجتمع الدولي يعرف جيداً أن أكذوبة الشرعية المقيمة في فنادق الرياض وأبو ظبي بلا أي شرعية حقيقية, وأن ما قامت به من استجلاب للعدوان بالموافقة اللاحقة كما صرح بذلك عبد ربه هادي خلال رحلة هروبه جريمة مدعومة من مجتمع دولي مارق وفاسد, ويعرف كذلك أن المناطق الواقعة تحت سلطة الجيش واللجان الشعبية المدافعة عن اليمن ضد هذا العدوان تتمتع بقدر من الأمن وتؤدي فيها سلطات الدولة جزءا كبيرا من وظائفها بخلاف المناطق الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي التي تحولت إلى ميدان للتنافس على نهب ثروات اليمن من ذهب ونفط ومعادن والتنكيل بأبنائه ، وتدمير للبيئة البحرية في الشواطئ وفي سقطرى على وجه الخصوص والبيئة البرية كذلك ، ونشر مليشيات الرعب والفساد بأنواعه ويا ويلك من احتلال ووصاية من هو تحت الاحتلال والوصاية !.

الفجر يداعب أهداب الشمس

والثورةُ نائمة رحم الله من أيقظها!