الخبر وما وراء الخبر

نيويورك تايمز تتساءل: هل الدين والإيمان يُشكلان ملاذًا آمنًا للحد من خطر كورونا..؟

22

قالت صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الاثنين إن الدين والإيمان هما الملاذ الآمن لمن يبحثون عن مهرب من فيروس “كورونا”؛ إلا أن ما يفيد الروح ليس بالضرورة أن يُفيد الجسد.

وفي تقريرها الذي حمل عنوان “في خضم انتشار جائحة: الدين قد يكون ملاذاً وضرراً في نفس الوقت”.
متابعًا: أثرت تبعات كورونا على الحياة اليومية وسبل كسب الرزق، وبدت الحاجة لمباركة الأمة بأكملها ضرورية، فالدين هو الملاذ لملايين الأشخاص الذين يواجهون انتشار جائحة كورونا المستجد الذي لا يزال العلماء والرؤساء والمجتمعات العلمانية إلى الآن بعيدين عن الوصول إلى إجابات كافية عنه. وفي ظل نقص المعقمات والقيادة، دفع الخوف من الفيروس المتدينين في العالم ليكونوا أكثر تمسكاً بالدين والشعائر الدينية.

وتطرق التقرير إلى بعض الحالات التي ربطت الدين بالنجاة من الفيروس، ففي مطار لبنان سأل جندي الكاهن مجدي علاوي إذا كان لديه قناع ومُطهر الأيدي، وأجاب القس علاوي، الذي ينتمي للكنيسة المارونية الكاثوليكية: “المسيح هو حمايتي. هو مطهري”.

وفي ميانمار، أعلن راهب بوذي بارز أن تناول جرعة واحدة من الليمون وثلاث من بذور النخيل -لا أكثر ولا أقل- ستُحصِن المناعة ضد الفيروس، وفي إيران، صُوِّر بعض الحجاج وهم بالقرب من الأضرحة الشيعية لدرء العدوى، وفي ولاية تكساس الأمريكية، جمع الداعية كينيث كوبلاند بين التبشير والتداوي عبر التلفزيون، بعدما ظهر على الشاشة وهو يمد يداً مرتجفة ويدعي أنه بإمكانه شفاء المؤمنين من خلال شاشاتهم.

من جانبه، سافر أحمد شعبان، صيدلي مصري يبلغ من العمر 31 عاماً، إلى السعودية هذا الشهر لزيارة مسقط رأس النبي محمد (صلى الله عليه وسلَّم) وقبره، شعبان قال: “في أوقات الشدائد والخوف والذعر، إما أن تفكر: لماذا يفعل الله هذا بنا؟ أو أن تلجأ إليه للحماية والإرشاد، للنجاة”.

وفي اليوم المقرر لزيارة شعبان، أعلنت الحكومة السعودية تعليق جميع رحلات الحج والعمرة في مكة والمدينة إلى أجلٍ غير مسمى. إلى جانب ذلك، أغلق المسجد الأقصى في القدس أبوابه هذا الشهر؛ مما يعني إغلاقاً شاملاً بعد حظر زيارة أهم ثلاث مساجد إسلامية الآن.

معارضة المتدينين

وبحسب التقرير: عارض المتدينون حول العالم بقوة تحذيرات سلطات الصحة العامة بضرورة تقييد التجمعات التي تعد حجر الزاوية في العديد من الممارسات الدينية؛ لمواجهة تفشي الفيروس، وفي بعض الحالات، دفعت الحماسة الدينية البعض لاستخدام علاجات لا أساس علمي لها، وفي حالات أخرى، قادتهم إلى الأماكن المقدسة وإقامة الشعائر الدينية التي يمكن أن تزيد من مخاطر انتقال العدوى.
صيحة تنبيه للتوبة

من جانبه، قال البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إنَّ انتشار الجائحة بمثابة صيحة تنبيه للتوبة، وقال في خطبة: إذا كانت هناك اختلافات بين الناس، فهذا هو وقت المصالحة.

وقالت مونيكا مدحت، مديرة تنفيذية في مصنع خمور بمصر وهي مسيحية قبطية تبلغ من العمر 26 عاماً: “التزم بالتدابير الوقائية من الفيروس في حياتي بشكل عام.

وإن كانت الأزمة الحالية قد أسفرت عن أي شيء، فهو تقوية إيمانها، ليس إلا، وقالت مونيكا: “أنا أؤمن بأنَّ الجميع يموتون حين يحلّ قدرهم، ولا يهم إن كان ذلك من فيروس أو حادث سيارة. فليكن الله بعوننا جميعاً”، وقد يكون الناس نشروا بالفعل من دون علم الفيروس تحت ذريعة الورع.

الهند مقبلة على كارثة؟

وأشار التقرير إلى أن الهند ترفض حتى الآن إلغاء مهرجان سنوي سيبدأ يوم الأربعاء 25 مارس، تكريماً للإله رام، المعروف أيضا باسم راما، حيث يجذب المهرجان ما يصل إلى مليون شخص الذين يزورون أيوديا، في ولاية أتر برديش الشمالية، اعتقاداً بأنها مسقط رأس رام.

إغلاق دور العبادة

لقد أغلق “كورونا” دور العبادة وأصبحت فارغة، ومُنِعَت صلاة الجمعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وينادي المؤذّنون في الضفة الغربية والكويت في المسلمين للامتناع عن أداء الصلاة في المسجد والصلاة في المنزل.

فلسطين.. بلا صلاة جماعية

وفي فلسطين قُسِمَت ساحة الجدار الغربي للمسجد الأقصى إلى مناطق صلاة أصغر لتجنب التجمعات الكبيرة، وكذلك أقامت المعابد اليهودية مراسم بنسب حضور أقل، وأبلغوا الأشخاص المعرضين لمخاطر أعلى بالبقاء في المنزل، إلى جانب ذلك، أغلقت كنائس الضفة الغربية أبوابها أمام الجماهير. وفي الحرم القدسي الشريف، المعروف عند اليهود باسم جبل الهيكل، لم يُسمَح للمسلمين بالصلاة إلا في الخارج.

كوريا الجنوبية.. الكنائس سبب
ومما أثار فزع الزعماء الدينيين في كوريا الجنوبية، الذين جمعوا أغلب رعاياها خلال الاحتلال الياباني والحرب، أن دور العبادة اجتذبت قدراً غير عادي من التدقيق هناك. فقد جرى تتبع غالبية حالات الإصابة بفيروس كورونا بكوريا الجنوبية، البالغ عددها 8 آلاف و 800 حالة، إلى كنيسة كبيرة وغير تقليدية في مدينة دايجو الجنوبية الشرقية.

مصر .. رسالة إلهية

وأضاف التقرير بأن المسلمين في مصر عبروا على وسائل التواصل الاجتماعي عن يقينهم بأن الله كان يوجه الضربات إلى الدول غير المسلمة من خلال إصابتهم بالفيروس، ويبدو أنهم غير مدركين أن مصر سجلت ما يقرب من 200 حالة وربما يكون هناك الكثير لم يتم الإفصاح عنها.