السعودية تقتل مرتزقتها اليمنيين وتترك جثثهم للكلاب
بثت قناة الجزيرة أمس الأحد فيلما وثائقيا تحت عنوان “موت على الحدود”، كشف خفايا وكواليس التجنيد العشوائي، لمرتزقة يمنيين والمعاناة التي يتلقونها بداية من الحشد ونهاية بالمقابر الجماعية، وكذا تفاصيل المعارك على طول حدود السعودية مع اليمن.
وكشف الفيلم بأن السعودية، أسست ألوية عسكرية من المرتزقة اليمنيين، منذ بداية الحرب على اليمن في 26 مارس 2015، تتوزع على جبهات عديدة على حدودها مع اليمن.
وأكد الفيلم بأن المرتزقة اليمنيين في الحدود السعودية تنطبق عليهم التعريفات الدولية لمصطلح “مرتزقة”، لأنهم بأرض دولة اخرى وبالأجر اليومي او الشهري، ولا تصرف لهم مرتبات الابعد أن يقاتلوا حتى وان أدى القتال لأبادتهم جميعاً.
الحشد والتدريب العشوائي للمرتزقة
وقالت قناة الجزيرة، بأن الكثير من المرتزقة يتم نقلهم عبر مهربين باتجاه منفذ الوديعة، مقابل الحصول على 500 ريال سعودي (133 دولار) عن كل مقاتل مرتزق، وبأن المبلغ تم تخفيضه منذ عام 2018م إلى مبلغ 20 ألف ريال يمني (80 دولار) عن كل مقاتل مرتزق.
ووثق الفيلم الوثائقي لحظة عبور المرتزقة اليمنيين إلى الجانب السعودي، إذ يتم نقل المقاتلين مباشرة وبرفقة قوة عسكرية سعودية دون المرور بالمنفذ اليمني أو تسجيل الخروج رسميا.
وقال الفيلم أن العقيد اليمني بشير الجزمي قدم استقالته من منصبه في قوات التحالف، في 13 سبتمبر 2019، حيث كان يشغل منصب المسؤول عن الحشد في معسكر التحالف بمنفذ الوديعة.
وأكدت الفيلم بأن قناة الجزيرة تمكنت من مقابلته، بعد اضطراره للتخفي بسبب المضايقات الأمنية بعد استقالته.
وأوضح الجزمي إنه قدم استقالته من العمل بقوات التحالف عن قناعة؛ لأنه كان ممن استبشروا خيرا بقدوم “عاصفة الحزم”، وصدّق أنها جاءت للقضاء على أنصارالله، إلا أن ما حصل لا يرضى به كل يمني حر لديه كرامة (حسب كلام الجزمي).
وأفاد الجزمي بأن نسبة المرتزقة الذين لديهم خبرة قتالية، لا تتجاوز 15%، أما البقية فهم مجرد مواطنين لم يحصلوا على أبسط أنواع التدريب، مشددا على أن التدريب لا ينال المستوى المطلوب، خاصة أنه لم يتم كسر حاجز الخوف لدى المجندين، مضيفاً أن عدد المجندين في معسكر الوديعة كان قرابة عشرين الف مجند يمني، يتبعون السعودية، ولا علاقة لليمنيين بهم.
وانتقد الجزمي آلية تدريب اليمنيين الذين يُستقطبون للمحاربة في صفوف السعودية.
واعتبر الجزمي أن من أهم نقاط ضعف هذا التدريب أنه تدريب افتراضي لا يتم فيه إطلاق نار حقيقي بحيث يتم كسر حاجز الخوف لدى المقاتل المرتزق، حيث يتم إعطائهم بنادق خشبية.
كما أظهر الفيلم المقاتلين اليمنيين وهم يحملون أثناء تدريباتهم أعوادا خشبية بدلا من الأسلحة الحقيقية.
وأكد اللواء محسن خصروف “المتحدث الرسمي السابق لقوات “حكومة هادي” الذي قدم استقالته مباشرة على التلفزيون الرسمي لأحدى القنوات التابعة لـ”حكومة هادي”، أن نقل المرتزقة اليمنيين للحدود السعودية مخالف للقوانين والأعراف، لأن المرتزق حقوقه مهدرة” حد تعبير خسروف.
مقابر جماعية
وبث الفيلم الوثائقي، بعض التسجيلات الدينية التي تُعرض على المقاتل اليمني في معسكرات السعودية، والتي تنادي إلى “الجهاد في سبيل الله” ونشر فيديوهات أخرى لمرتزقة يمنيين، اثناء قيام السلطات السعودية بعمليات دفن جماعي لقتلى المرتزقة، حيث يتم الدفن بشكل جماعي وبدون أي هوية تحفظ خصوصيتهم، كما لا يتم السماح بترحيل جثثهم إلى اليمن ولا بزيارة أهاليهم لمقابرهم ولو لإلقاء النظرة الأخيرة عليهم.
وقال اللواء محسن خصروف، أن حرص السعودية على عدم التضحية بجنودها يدفعها إلى استبدالهم بالشباب اليمنيين.
خصروف : الشباب اليمنيين الذين يقاتلون إلى جانب السعودية لا يحملون قضية ومشاركتهم في القتال دفاعاً عن السعودية مخالف للدستور اليمني
وأوضح خصروف أنه يُفترض أن يكون المقاتلون في وضع نظامي، ولكنه وصف ما يجري في السعودية بأنه خارج إطار الإنسانية والقانون الدولي، معتبرا أن البطاقات التي يحصل عليها المقاتلون اليمنيين هي تزوير منفرد لأنه لا يوجد شكل من أشكال التنسيق مع أي هيئة نظامية عسكرية يمنية.
وأكد خصروف بأن المرتزق اليمني على الحدود السعودية ليست له قضية وطنية ولا شرعية وليست له أي حقوق قانونية محفوظة ومشاركته في القتال مع السعودية مخالف للدستور.
وكشف خصروف بأن من يقتل في الحدود السعودية لا يدفن بطريقه لائقة، وقد يترك للسباع تأكله وتنهشه الطيور والحيوانات الشاردة(حسب قوله).
السعودية تقتل مرتزقتها
إلى جانب قيام طيران السعودية الحربي بقتل مرتزقتها الفارين من المعارك، تحت مبرر نيران صديقة، وغارات خاطئة، كشف الفيلم عن جرائم قتل بالجملة يرتكبها ضباط سعوديين بحق المرتزقة اليمنيين.
السعودية تستغل الفقر والحاجة
وقال علي الهجرة والد أحد الضحايا الذين قتلوا في حدود السعودية، إن تجنيد ابنه أتى نتيجة ظروف الحاجة، معتبرا أن الرياض تستغل حاجة الناس في ظروف الحرب والغلاء الفاحش، مضيفا أنه لم يتوصل لحد الآن إلى شهادة تفيد بوفاة أوحتى وثيقة دفن ابنه.
ويروي أحد المقاتلين العائدين من الحدود حذيفة الحاتمي أنه بعد ما حصل له من خوف أصبح يصيح ليلا من الفزع ولم يعالج إلا بعد عودته إلى اليمن.
وسبق أن بثت “قناة الجزيرة” أفلاما استقصائية عن مجريات وكواليس الحرب في اليمن، ومنها فيلم “تجار جرائم الحرب” الذي بُث في يونيو 2019، وتساءل عن مدى تورط دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في هذه الحرب عبر صفقات الأسلحة التي تبيعها للسعودية والإمارات.