الخبر وما وراء الخبر

السعودية تعتمد اساليب الاماراتيين في اخضاع المحافظات المحتلة

20

يبدو أن السعوديين قرروا المضي، باستخدام نفس سياسة الإماراتيين في استقطاب الجماعات المسلحة في المناطق المحتلة جنوب اليمن.

الأنباء الواردة من مدينة عدن اليوم السبت، تفيد بحدوث تحول “دراماتيكي” في المشهد داخل عدن، فبعد أن كان “المجلس الانتقالي الجنوبي” يعربد بنزقه المألوف، ها هي مجاميع الاصلاح تسيطر على مديرية كريتر، وتحاصر قصر المعاشيق، بعد أن كان مسلحو الانتقالي يفرضون سيطرتهم الكاملة على مدينة عدن.

ويرى مراقبون أن عودة مسلحي الاصلاح بهذه القوة للسيطرة على عدن، يأتي في ضوء تفاهمات جديدة، بين السعوديين وحزب الاصلاح، لا علاقة لها بـ”اتفاق الرياض”، الذي لم تكن بنوده يوماً محل اهتمام من قبل الاحتلال السعودي، مشيرين إلى أن “الاتفاق” لم يعد أكثر من عصى يستخدمها السعوديون لجلد كل من يحاول التمرد عليهم.

صراع المصالح

في حين يعتقد محللون سياسيون، أن التحالف بين السعوديين وحزب الاصلاح، لن يدوم طويلاً، نظراً للأجندات المتباعدة بين الطرفين، حيث يعمل حزب الاصلاح على خدمة مصالح التنظيم العالمي للاخوان، والذي يريد أن يستحكم على كل شيء بلا منازع، في حين أن السعودية والامارات، لا ترى في جماعة الإخوان شريكاً مناسباً لتوجهاتها الرامية، إلى الانفراد بمصير وثروات المحافظات اليمنية المحتلة.

ويضيف المحلل والناشط السياسي جلال القدمي، أن العداء المتجذر بين النظامين السعودي والإماراتي من جهة، وجماعة الإخوان من جهة أخرى، لا يمكن أن يسمح بحدوث انسجام ومصالح حقيقية بين الطرفين، حتى وإن كانت مصالح قذرة، وأن هناك تاريخ من العداء الحافل بين الرياض وأبو ظبي، وحركة الإخوان “حزب الاصلاح”، مضيفاً أن ما يحدث من عودة لمسلحي الاصلاح إلى لا يعدو كونه، تحالف مؤقتاً، ستبدده عواصف صراع المصالح بين الطرفين.
اتباع بلا شروط

عودة المسلحين التابعين لحزب الاصلاح إلى عدن، اثارت من جديد موجة من التسألات حول مستقبل “الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، وعما إذا كانت الرياض على خلاف حقيقي مع أبو ظبي حول تمكين “الانتقالي الجنوبي” في المحافظات المحتلة جنوب اليمن ؟

وحول هذه المسألة يقول المحلل السياسي، اياد المقبلي، أن عودة حزب الاصلاح إلى عدن، لا يعني بالضرورة اقصاء “الانتقالي” حيث يبدو أن هناك توجهاً من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، لمنح الانتقالي دوراً مهماً في المحافظات المحتلة، لا تؤثر فيه مسرحيات سيطرة هذا الطرف أو ذاك، على مدينة عدن، كما أنه لا يجوز التهويل من دخول مسلحي الاصلاح إلى عدن، لأنه لم يعد هناك أي طرف من الأتباع المحلين يمتلك إرادة خاصة به، خارج رغبات دول التحالف، في حين أن دخول حزب الاصلاح إلى عدن، لايخرج عن إطار تقديمه المزيد من الوعود لدول التحالف لتعزيز فرص الهيمنة والتحكم في المحافظات المحتلة جنوب اليمن، والتي يبدو أن حزب الاصلاح قدمها، بلا للتحالف بلا شروط على عكس ما تجري به عادة المقايضة بين التحالف وجماعة الاخوان في اليمن.

الشريك المفضل
ويضيف المقبلي في حديثه، أن ماحدث خلال الأيام القليلة الماضية من نزول قوات امريكية في إلى عدن وشبوه، يبقى هو الحدث الأهم، بينما تعتبر بقية الأحداث مجرد زوابع صغيرة، لا تفضي إلى شيء، مع العلم أن الولايات المتحدة، ترى في الانتقالي شريكاً، أفضل من جماعة الاخوان المستهلكة، للمضي في مخطط احتلال اليمن، من قبل الولايات المتحدة بشكل مباشر، على أن ذلك لا يعني أن جماعة الاخوان لن تكون معيناً للولايات المتحدة في احتلال اليمن، حيث يلعب كل من جماعة الاخوان والانتقالي ادوار تبدو في الظاهر متضادة، لكن حقيقتها تصب في خدمة التوجه الأمريكي ضد اليمن، حيث يقوم حزب الاصلاح بتجميع الارهابيين، بينما يدعي الانتقالي أنه يكافح تلك الجماعات، وقد سبق للخارجية الامريكية، أن أصدرت تصريحاً في الـ22 من اغسطس العام الماضي، اتهمت فيه قوات الشرعية “الاصلاح” بتوفير مراكز للجماعات الارهابية في بيحان وعتق، بينما حذرت الخارجية الأمريكية من المساس بـ”النخبة الشبوانية” بعد سيطرة الاصلاحين على محافظة شبوه، اثناء معارك طرد الشرعية من عدن في اغسطس العام الماضي.

وهي تصريحات، تكشف حقيقة الترتيبات الأمريكية في اليمن، في اطار خطة تقسم الادوار بين اتباع التحالف المحليين في اليمن، والتي تقوم واشنطن من خلالها بالتمهيد لاحتلال البلاد.