الخبر وما وراء الخبر

كربلاء العصر استشهاد السيد حسين بدرالدين الحوثي

1٬421

في الأيام الأخيرة من الحرب الأولى عام 2004 حوصر الشهيد القائد ومعه أطفاله ونساؤه داخل (جرف سلمان) في منطقة مران بمحافظة صعدة، وجرى ضخ البنزين إلى داخل الجرف وإشعال النيران فيه
 خرج الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي من (جرف سلمان) وهو مثخن بالجراح، ومعه أطفاله ونساؤه، ثم قاموا بإطلاق الرصاص عليه من كل جهة، وأعلنوا قتله في الـ 26 من شهر رجب 1425 للهجرة، الموافق الـ 10 من سبتمبر 2004م
بدأ السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه مشروعه القرآني بتأسيس جيل شاب مؤمن جهادي من ‏أنصار الله مطلقا صرخته الاولى التي كشفت زيف ديمقراطية امريكا ووحشيتها الاستعمارية وعمالة النظام اليمني الحاكم آنذاك لأمريكا، حيث بدأتِ محاضراتُ الشـهِيد القائد السـيد حسين بدر الدين الحوثي تُثمِرُ في المجتمع، فأعقبها التحرك الجاد والمسؤول في الميدان، فبدأ طلابُهُ برفع الشعار المناهض لأمريكا وإسرائيل خلال تلك الفترة على جُدران المباني والمؤسسات الحكومية، وفي وسائل المواصلات المختلفة وفي البيوت والشوارع، وأصبح الطلاب يردِّدونه في العديد من المدارس بأمانة العاصمة، فضلاً عن غيرها من المناطق.
*انزعاج أمريكي للبدايات الأولى لتحرك المجاهدين:*
وهنا قَرَّرَ السفيرُ الأمريكي في الـيَـمَـن آنذاك (أدموند هول) زيارة محافظة صعدة ليتفاجأَ به المواطنون في سوق الطلح يرافقُه بعضُ المشايخ في المنطقة، حيث قام بجولةٍ ميدانيةٍ في السوق ولمعرفة ما يباع من الأسلحة، وعلى خلفية هذه الزيارة نظّم مجموعة من التجار لجمع السلاح الثقيل والمتوسط من السوق وقام السفير الأمريكي بشرائه بمبالغ مغرية شجّعت التجار على إخراج كُلّ ما لديهم من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وبيعها، ومن ثم عاد السفيرُ الأمريكي إلى مبنى المحافظة وعقد اجتماعاً مغلقاً مع المحافظ العمري، وقامت السلطاتُ المحلية بالمحافظة بعدها بتكليفِ حملة عسكرية لمسح الشعارات وإزالتها من السيارات والبيوت والطرقات كما قامت السلطة باعتقال كُلِّ مَن يردِّدُهُ.
لم يتوقفْ طلابُ السَّـيِّـد حُـسَيْن بدر الدين عن نشاطهم في نشر الملازم في القرى والمجالس على الرغم من امكانياتهم البسيطة، وخلال الفترة من عام 2002 إلى 2004 أصبح شعار السَّـيِّـد حُـسَيْن منتشراً بشكل كبير وواضح في محافظة صعدة ومحافظات أخرى، وبدأ العديد من المواطنين يرددون الصرخة بعد صلاة الجمعة في المساجد.
وواجه طلابُ السَّـيِّـد مضايقاتٍ كثيرةً في بداية الأمر أثناء ترديد الصرخة، فهددهم مديرُ الأمن السياسي بتسجيل أسمائهم وسجنهم وكذا قطع مرتباتهم، وقد كان البعض يعارضون ترديد الشعار في المساجد، حينها اتصل البعض بالسَّـيِّـد حُـسَيْن يخبره بما حصل، فأجابه السَّـيِّـد حُـسَيْن: بأنه إذا كان المواطنون يعارضون أن ترفعوا الشعار فاخرجوا إلى جامع آخر ولو كان صندقة وارفعوا الشعار وإذا كانت الدولة هي التي تمنع هذا الشعار أو أَي شخص يرتدي زياً عسكرياً فارفعوا الشعار وسلّموا أنفسكم وقولوا لهم (نحن نكبر الله.. ونلعن اليهود).
وواصلت سلطةُ محافظ صعدة آنذاك محاصَرة المكبّرين، ومضايقة كُلّ من يرفع الشعار أو يردده، وفي ظل الاجراءات التعسفية التي مارستها السلطات الحكومية في محافظة صعدة خلال تلك الفترة لم ترصد حالة واحدة من أتباع السَّـيِّـد حُـسَيْن واجهوا تلك الممارسات باستخدام السلاح، بل لجأوا إلى الطرق السلمية في كُلّ ما يحدث، واعتقلت السلطاتُ الأمنية 800 شخصاً من المكبرين الذين كانوا يرددون الصرخة عقب صلاة الجمعة في جامع الإمام الهادي بصعدة والجامع الكبير بصنعاء، كما أغلقت السلطة بمحافظة صعدة 6 مدارس حكومية وورّدت مرتبات 15 معلماً إلى البنك؛ بسبب رفعهم شعارات منددة بأمريكا وإسرائيل.
وتعرض المعتقلون للتعذيب الوحشي في سجون النظام السابق، فقد استخدمت التجويعَ والحربَ النفسية إلى جانب التعذيب، حتى أن السجانَ كان يضع الخمسة من هؤلاء الشباب في زنزانة واحدة تبلع مساحتها مترين في متر واحد، لا يتسنى لهم النوم فيها جميعاً ليقوم منها اثنان وثلاثة ينامون، ثم يكررون ذلك بالتناوب، كما لم يكن يسمح لهم بالخروج إلى الحمام لقضاء الحاجة إلا مرات قليلة جداً في اليوم الواحد.
ضغوطاتٌ وترهيبٌ وتضليلٌ إعلامي تسبِقُ الحربَ على السَّـيِّـد حسين
أظهر الرئيسُ الأسبق علي صالح انزعاجاً كبيراً لما يحدث في صعدة وتبلور الوعي الجمعي ضد الخطر الأمريكي، فاستدعى في عام 2003 السيد يحيى بدر الدين الحوثي والشيخ فارس مناع والنائب عَبدالكريم جدبان، وقال صالح مخاطباً يحيى الحوثي: (قل لأخيك يترك هذا الشعار وإلا والله لأسلطن عليكم مَن لا يرحمكم)، فحاول يحيى بدر الدين توضيحَ مقاصد السَّـيِّـد حُـسَيْن من هذه الحركة، لكن صالح لم يهتم؛ كونه كان يتعرَّضُ لضغوط أمريكية كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ النظامُ تدشينَ مرحلة الحرب، لكن سبقها تضليل إعلامي كبير.

وادعت السلطاتُ آنذاك أن السَّـيِّـدَ القائدَ حُـسَيْن بدر الدين ادعى النبوة، ثم تم اتهامه بادعاء أنه المهدي المنتظَر وبأنه لقّب نفسَه بأمير المؤمنين ورفع علَم حزب في دولة أجنبية، والحقيقة أن كُلّ هذا الادعاءات لا أساسَ لها من الصحة، غير أن الحقيقةَ التي شنت لأجلها الحرب هي إسكات طلاب السَّـيِّـد حُـسَيْن والمواطنين من ترديد شعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسْلَام).
الحرب الأولى
قبلَ يومَين من نزول الحملة العسكرية بدأ الخبرُ يأتي يقيناً إلى مسامع أهالي مران وأتباع السَّـيِّـد حُـسَيْن بدر الدين بأن هناك حملةً كبيرةً تستعدُّ لشن هجوم على مران، وبالذات على السَّـيِّـد حُـسَيْن بدر الدين الحوثي.
وفي ليلة الأحد الموافق 17 / 6/ 2004 وبعد مضي منتصفها رأى أهالي مران عدداً هائلاً من السيارات تظهَرُ بنورها المضيء الصاعدة من سهل تهامة (الملاحيط) وتحديداً وادي ليه، وحين كانت الساعة تشيرُ إلى الواحدة ليلاً جاء اتصالٌ إلى الشيخ حسن حمود غثاية يؤكد عليه ضرورة لقاء قائد المنطقة الشمالية الغربية بحرض، حينها عزم الشيخ على المغادرة للقاء القائد، محاولاً الصلح، ومضت تلك الليلة وظهرت شمس يوم الأحد 17 / 6/ 2004 وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً بدأت الحملة العسكرية بتوجيه أوامرها لكتيبة الدبابات بإطلاق قذائفها، وكذا إطلاق مجموعة من الصواريخ على مران.
ومع استمرارِ القصف وفي الأيام الأولى لبدء الحرب صعد جنود وضباطٌ إلى إحدى التباب للتسلل إلى مواقع أنصار السَّـيِّـد حُـسَيْن بدر الدين الحوثي، وهنا استطاع أنصارُ السَّـيِّـد أن يأسروا هؤلاء الجنود دون أَية خسائر بشرية من الطرفين، فاتصل أنصارُ السَّـيِّـد حُـسَيْن به وأخبروه أن هناك أسرى، فسألهم هل هناك ضحايا، فقالوا: لا، فقال: أطلقوا سراحَهم، وقولوا لهم: نحن إخوة ولا نريد القتال معكم، نحن نكبّر الله ونلعن اليهود، وأوصاهم بألا يأخذوا عليهم أَي شيء.
وللتأكيد على أن الحملة المرسلة أمريكية بامتياز، ما صرَّحَ به السفيرُ الأمريكي (أدموند هول) في مقابلة مع صحيفة 26 سبتمبر 22 يونيو 2004م، حيث قال بالحرف الواحد: (إن ما يقوم به الحوثي هو تمرُّد مجموعة محدودة ضد الحكومة، ومن المهم السيطرة عليها، وما تقوم به الحكومة واضح ومقبول، وإن تواجد مجموعة مسلحة تقف خارج القانون وخارج سيطرة الحكومة أمر مرفوض والحكومة الـيَـمَـنية تستحق فعلاً دعماً من المجتمع الدولي).
لقد فوجئ السَّـيِّـد حُـسَيْن بالحملة العسكرية في يومها الأول وهي تطلق القذائف وهو في سطح منزله، فقد كان من المستغرب لديه ولدى جميع أبناء مران أن تشن الدولة حرباً عسكرية لقمع نشاط ثقافي يرون أنه غير مجرّم لا في الدين ولا في القانون، مستغرباً في الوقت ذاته: لماذا لا توجّه إليه تهمة من قبل الحكومة، ولماذا لا يتم طلبُه عن طريق النيابة والقضاء، معتبراً أن مشروعَه سلمي، ويهدفُ لتوضيح الخطر الحقيقي للـيَـمَـنيين من أمريكا التي تحتلُّ الشعوب وتسعى للسيطرة على ثرواتها.
ومع استمرار الاشتباكات والتكتم الإعلامي لهذه القضية بدأ الصحفيون بإنزال الحملة العسكرية الضخمة وضرب المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة، وهنا سألت المذيعةُ في إذاعة BBC البريطانية عن الأوضاع التي تعيشها مران في تلك اللحظات، فأجاب السَّـيِّـد بالقول: (الحرب مستمرة في الليل والنهار، ضرب بالطائرات وبالصواريخ وبالمدافع وبالدبابات وبالرشاشات بمختلف أنواع الأسلحة وبشكل مكثف في الليل وفي النهار، الحرب مستمرة، الحصار الحصار).
اهتزت أرضُ مران وما جاورها جراء قصف القوات العسكرية بالأسلحة الثقيلة وقصفها المدفعي وقصف الدبابات والكاتيوشا، بالإضافة إلى الغارات الجوية، ومع دوي تلك الأسلحة كانت مران تعُجُّ بصراخ الأطفال والنساء، فهناك طفل يبحث عن أمه وسط الغبار، وهنا أخرى مغشي عليه، وهذه الأم تبحث عن مأوىً لها، ولأطفالها، وبعضُ الأسر تحاول أن تتوارى عن القصف وتحتمي منه بكهف أو ببرك المياه، التي كانت تستخدمُ لاستقبال مياه الأمطار، أو صخرة كبيرة تأويهم من نيران القوات العسكرية.
في اليوم الأول للزحف الذي أتى بعد القصفُ المتواصل طولَ الليل ومع بزوغ الفجر كان الجنود يزحفون تحتَ غطاء كثيف من الصواريخ والمدفعية على كُلِّ شبر في مران وما جاورها، أما أنصارُ السَّـيِّـد حُـسَيْن كانوا يصدون الزحف.

وبدأت المعاركُ الشرسةُ والداميةُ في الاتجاه الغربي والاتجاه الشرقي، وقد استمرت على هذا المنوال وقامت القواتُ العسكريةُ بملاحقة المواطنين، وأثناءَ الاشتباكات أصيب العديد من أنصار السَّـيِّـد حُـسَيْن بجروح بليغة، وكان العلاج في بداية الحرب يتوفر بكميات قليلة جداً، حيث كان عبارة عن مهدئٍ للألم وبعض المغذيات وبعض الإبر والمضادات والقطن الذي كان متوفراً في بعض الصيدليات الأهلية، ولم يكن هناك وجود لشيء آخر مثل التخدير أو غرف العمليات وغيرها، إلا أنه مع الحصار الشامل الذي فرضته القوات العسكرية نفدت تلك الكميات، وكانت تُجْرى العمليات الجراحية للمصابين من أنصار السَّـيِّـد حُـسَيْن بدر الدين بوسائلَ بدائيةٍ تحت إشرافِ طبيب شعبي من أسرة معروفة بالتجبير والعلاج الشعبي والذي يُطلق عليهم لقب (الحماس).
لحظاتُ الوداع
في الأيامِ الأخيرةِ للحرب الأولى عام 2004م، واصلت القوات العسكرية هُجُوماً على مران وتحديداً في آخر قرية سلمان وفي بعض المغارات (الجروف) التي كان بداخلها أَكْثَـر من خمسين جريحاً.
وفي وحشية أعادت الاذهان الى كربلاء الطف مرة أخرى، فقد حوصر الشهيد القائد ومعه أطفاله ونساؤه داخل (جرف سلمان) في منطقة مران بمحافظة صعدة، وجرى ضخ البنزين إلى داخل الجرف وإشعال النيران واللقاء قنابل كبيرة جدا من خلال فتحة الجرف من الأعلى كل ذلك كان محاولة لأحراق السيد حسين وأفراد عائلته ومن معهم من الجرحى، حيث قامت القوات العسكرية بضرب بوابة الكهف (الجرف) بوابل من الرصاص، وألقوا عليها عشرات القنابل المسيلة للدموع وغازات الأعصاب والقنابل الحية المتفجرة، استشهد على إثرها ما يقارب عشرة جرحى، ونتيجة لتساقط الصخور جراء القصف على مَن بداخله خرج خمسة آخرون من الجرحى إلى بوابة الكهف، وإذا بالجنود يملئون المكان، وقاموا بإطلاق النار عليهم وتم إعدامُهم مباشرة، ولم ينجُ من هؤلاء الخمسة إلا شخص واحد.
وقبل استشهاد السَّـيِّـد القائد حُـسَيْن بدر الدين الحوثي، كان ثلاثةٌ من أنصاره يقاتلون أعلى الجرف الذي بداخله، حيث قاتلوا حتى نفدت الذخيرة، وكانوا عاطشين جداً؛ لأن لهم يومين بدون ماء، فاقترب منهم الجنود، وتم إلقاؤهم مباشرة إلى أمام الجرف وهو أحياء، كجزءٍ من الترهيب النفسي للسيد حُـسَيْن، واستشهد الثلاثة الأبرار بوحشيةٍ لا نظيرَ لها.

كربلاء تعود من جديد
خرج الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي من (جرف سلمان) وهو مثخن بالجراح، ومعه أطفاله ونساؤه، ثم قاموا بإطلاق الرصاص عليه من كل جهة فسقط وهو مثخنا ًبالجراح ومضرجاً بالدماء في مشهداً كربلائياً يجسده الحسين لتتكرر نفس المظلومية ونفس المأسة بحق آل بيت رسول الله الطاهرين .
وأعلنوا قتله في الـ 26 من شهر رجب 1425 للهجرة، الموافق الـ 10 من سبتمبر 2004م
وبحسب روايات الجنود الذي شهدوا اللحظات الأخيرة “تم قتل الـ 10، الذين قالوا إنهم آخر من تبقّى في الداخل، ليخرج السيد حسين الحوثي مسنوداً باثنين من أتباعه، والجروح بادية في رأسه وقدمه”.
يطلب الأسير السيد حسين الحوثي استعداده للمثول لمحاكمة علنية. يخرج العميد جواس هاتفه، ويجري اتصالاً بالجنرال محسن:
-“آلوووه… يافندم حسين الحوثي ومن معه في الجرف بين أيدينا”.
– محسن: “تخلّص منه”
– جواس: “يا فندم هو أسير وجريح ”
– محسن: “أقلّك تخلّص منه. فخامة الرئيس سيعفي عنه مثلما عفا عنك”.
إمتثالاً لأمر الجنرال محسن، أخرج جواس مسدّسه وأطلق الرصاص على رأس حسين الحوثي. سقط “السيد” أرضاً مضرّجاً بالدماء، لينقل جثمانَه الجنود إلى المروحية الرابضة في القمّة، ويقتادون 15 أسيراً إلى مروحية أخرى. أطلقت زخّات الرصاص معلنة حسب كلامهم “إخماد الفتنه”. ونزلت نسوة من مران لمواراة جثامين من استشهدوا في محيط الجرف، من رفاق السيد الشهيد حسين بدرالدين الحوثي.
وهكذا ودع سيد المجاهدين قرين القرآن وسليل بيت النبوة القائد والمؤسس للمسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه هذه الحياة وقد أسس لبناء أمة القرآن أمة الإسلام وقلبه مليء بالثقة بنصر الله لهذه المسيرة الإلهية مهما كانت التضحيات، لقد كان يقسم بأنه واثق من نصر الله حتى لو وصل جنود السلطة الظالمة إلى باب الجرف الذي كان فيه , وهكذا ختم حياته الدنيا كما ذكر من كان معه وهو يردد هذا الدعاء : ( اللهم ثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ).
لقد قاتَلَ السَّـيِّـد حتى الرمَـق الأخير، ولم يستسلمْ أبداً حتى استشهد، وباستشهاده توقّفت حربُ صعدة الأولى، وظن النظامُ أنه قضى على المنهجِ الفكريِّ القُــرْآني للسيد القائد الشَّـهِيْد، غير أن المشروعَ استمر، ومضت الأيامُ والأعوام، ها هم اليمانيون على درب الحُـسَيْن، حيث توالت الانتصارات المذهلة لمشروعه القرآني وانتشرت الثقافة القرآنية بفضل الله.