الخبر وما وراء الخبر

في رحاب الشهيد القائد الحلقة (1).

29

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 19 مارس 2020مـ -24 رجب 1441هـ ]

بقلم الاستاذ / فاضل الشرقي

تعتبر دراسة ومعرفة شخصية السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) حاجة ضرورية باعتباره المؤسس للمسيرة القرآنية ومن أرسى دعائمها في وقتنا الحاضر، وباعتباره الملهم لهذه اليقضة والصحوة الإسلامية الكبيرة التي يشهدها اليمن، وامتداداتها وتداعياتها وتأثيراتها الإقليمية والدولية، إضافة إلى ما تحتويه شخصيته القرآنية من صفات قيادية عليا، ولما تمتع به من مواصفات إيمانية وأخلاقية عالية، ولكي نكون انعكاساً حقيقياً، ومثلا راقيا، وصورة ناصعة لهذه القيادة الإلهية، كما أن قراءة ودراسة المشروع القرآني الذي قدمه السيد حسين بدرالدين الحوثي وتسير عليه المسيرة القرآنية اليوم بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أصبح حاجة ملحة وواقعاً قائماً وماثلاً بنفسه يحتاج للقراءة والدراسة والبحث من قبل الكتاب والباحثين والمهتمين بموضوع وخاصة مراكز الدراسات والبحوث، وهو في الحقيقة مشروع قرآني أي أنه من الله وقد عنونت كل هذه الدروس والمحاضرات بإسم (دروس من هدي القرآن الكريم) وتبرز الأهمية والحاجة من عدة جهات.

أولاً: أن الساحة اليوم مليئة بالمشاريع والكتابات والثقافات والرؤى والنظريات التي غالباً ما تكون وجهة نظر وعبارة عن اجتهادات ورؤى ونظريات وأحكام وقوانين وضعية أو مستمدة من نظريات وفلسفات مادية بحتة.

ثانياً: أن شعوب الأمة العربية والإسلامية تعيش حالة فراغ وتخبط خطير يعبر عن فقدان الذات والهوية، وغياب الرؤية والمشروع، وتتجاذبها الثقافات الضالة، والمفاهيم الخاطئة، والعقائد الباطلة، وتتداعى عليها الأمم الكبرى بنهم وشراسة مما أفقدها توازنها وتماسكها.

ثالثاً: أنه لم يعد هنالك نموذج إسلامي حضاري منافس بالحد الأدنى، يقدم ويشكل النموذج والجاذبية خاصة في هذا العصر، عصر الحضارة والتفوق والسباق العلمي والحضاري … إضافة لعدة أسباب وعوامل أخرى يفرضها هذا الواقع، ونحن في هذه الحلقات نحاول تسليط الأضواء على أهم مشروع إسلامي وقرآني حضاري مستقل قوي وجذاب فرض حضوره في الساحة المحلية أولاً والإقليمية والدولية ثانياً؛ وهو يتعرض لضربات شديدة ومستمرة للحيلولة دون نهوضه، بل بهدف طمسه والقضاء عليه، وأوجه الدعوة هنا لكل الكتاب والباحثين داخل المسيرة القرآنية وخارجها إلى العمل الجاد لإبراز معالم وركائز هذا المشروع القرآني الحيوي النهضوي الذي ما من شك أن حياة ومصير الأمة مرتبط به باعتبار أن هدى الله يعتبر مشروعه المقدس والمنقذ والمخلص للناس، وحتى تعم الثقافة القرآنية وتسود على كل الرؤوى والنظريات والثقافات، ونتعرض لمحطات خالدة، وصفحات مشرقة من حياة وسيرة الشهيد القائد “رحمه الله” بأسلوب مختصر ومفيد، وغيري يعرف الأكثر والأهم..