الخبر وما وراء الخبر

وسط تجاهل الأمم المتحدة وصراع المرتزقة.. قوى العدوان تسعى لإدخال كورونا الى اليمن

22

في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الانقاذ الوطني اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع وصول وباء كورونا الى البلاد، تتعمد حكومة المرتزقة على تجاهل الكثير من الاجراءات الاحترازية في محاولة واضحة لنقل الفيروس الى داخل اليمن ضمن مخطط تحالف العدوان الامريكي السعودي.

ويتضح هذا المخطط من خلال قيام مرتزقة العدوان، اليوم الثلاثاء باعادة فتح منفذ الوديعة ودخول عدد من القادمين من السعودية الى الاراضي اليمنية.

يأتي هذا في الوقت الذي وافق فيه تحالف العدوان على زيادة عدد الرحلات الجوية الى اليمن، وتحديدا الى محافظتي عدن وحضرموت بعد أن كان برفض فتح الاجواء امام الرحلات الجوية باستثناء رحلة اسبوعية.

وقد أكدت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، أن الإجراءات غير المسؤولة لحكومة المرتزقة برفع عدد الرحلات الجوية القادمة من مصر والأردن عبر مطاري عدن وسيئون إلى خمس رحلات، كارثة خطيرة لها عواقب وخيمة في ظل تفشي كورونا.

وأدانت وزارة الصحة في لها هذه الإجراءات العشوائية .. وقالت “في الوقت الذي تحرص دول العالم بتقليص رحلاتها بل وإغلاق مطاراتها أمام القادمين إليها، تقوم حكومة المرتزقة برفع عدد رحلاتها عبر مطاري عدن وسيئون إلى ثلاث رحلات إضافية بجانب الرحلتين الاعتياديتين اليوميتين لتصبح خمس رحلات ثلاث من مصر ورحلتين من الأردن “.

وحمل البيان حكومة المرتزقة ومن خلفها تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات وأمريكا المسئولية الكاملة عن هذه الإجراءات الخطيرة في حال حدوث أي حالة اشتباه أو إصابة بفيروس كورونا في اليمن.

وطالب البيان بوقف تلك التصرفات وتحمل المسئولية الكاملة إزاء ذلك، والعمل على الحد من الرحلات الجوية ومراقبة المنافذ الحدودية والبحرية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، حفاظاً على أرواح وصحة أبناء الشعب اليمني في كافة المحافظات.

ودعا البيان الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بدرجة أساسية إلى الاضطلاع بواجبهما في التدخل السريع لإيقاف هذه التصرفات الكارثية في ظل التهاون واللامبالاة والتصرفات غير المسئولة من قبل حكومة المرتزقة.

كما دعت وزارة الصحة أبناء الشعب اليمني في المناطق المحتلة إلى الإسهام بدورهم والتحرك الإيجابي لإيقاف هذه الممارسات، كونهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس في حال انتشاره.

اليمن خاليه من فيروس كورونا
وأمام حالة التسيب والاهمال من جانب حكومة المرتزقة ، أعلنت حكومة الانقاذ السبت الماضي، حزمة إجراءات احترازية للوقاية من فيروس كورونا.

حيث أقرت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة في صنعاء، إجراء فحص طبي لجميع الوافدين للبلاد.

كما شرعت في تطبيق الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوما على القادمين من 12 دولة هي: الصين، وكوريا الجنوبية، وإيطاليا، وإيران، واليابان، والكويت، والبحرين، والإمارات، والولايات المتحدة، وفلسطين، وفرنسا.

وقامت اللجنة بالإيقاف المؤقت لجميع الرحلات الاممية الواصلة لمطار صنعاء لمدة أسبوعين، ابتداء من السبت الماضي في إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا.

واغلقت جميع المنافذ البرية القادمة من مناطق سيطرة الاحتلال

من جانبها أعلنت وزارة التربية والتعليم في صنعاء إيقاف الدراسة للفصل الدراسي الثاني على مستوى جميع الصفوف الدراسية بدءا من يوم الأحد الماضي.

كما أقرت الوزارة بدء الإختبارات النهائية لجميع صفوف النقل حتى اشعار اخر.

وجاء قرار الوزارة تنفيذاً لقرارات اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة، كإجراء احترازي، وبناءً على إعلان منظمة الصحة العالمية بأن فيروس كورونا وباءً عالمياً.

وكانت اللجنة الوزارة العليا لمكافحة الأوبئة قد اتخذت حزمة إجراءات أبرزها:

– ايقاف مؤقت لجميع رحلات الركاب الواصلة الى مطار صنعاء الدولي لمدة اسبوعين ابتداء من اليوم

– إخضاع جميع القادمين للإجراءات الصحية وتشمل تعبئة كرت السفر وقياس درجة الحرارة

– يخضع القادمون من الدول الموبوءة للحجر الصحي والمنزلي لمدة 14 يوم

– منع الشيش بالأماكن العامة والكافيهات

– دراسة اغلاق المنافذ البرية أمام القادمين من الخارج خلال يومين

– عمل عزل صحي بموانئ البحر الأحمر

وقد ساهمت الاجراءات التي اتخذتها حكومة الانقاذ الى منع دخول الفيروس الخطير الى اليمن حتى هذه اللحظة.

مخاطر وصول كورونا الى عدن

ولعل اكثر ما يواجه اليمنيين من مخاطر قد ينجم عنها دخول الفيروس الى اليمن، هو الصراع المحتدم بين فصائل المرتزقة في المناطق المحتلة.

وقد دفع الخلاف القائم بين فصائل المرتزقة، حكومة هادي، الى التهديد بإغلاق مقر وزارة الصحة في عدن بذريعة عدم دفع ما يسمى بالمجلس الانتقالي مستحقات الايجار لـ6 اشهر”.

ويأتي هذا التهديد متزامناً مع اغلاق كافة المستشفيات في محافظة الضالع ، بحجة القاء قنبلة على منزل طبيب.

وكانت حكومة هادي كثفت رحلات الطيران بين عدن، المنفذ الوحيد لليمن، ودول موبوءة بالوباء كمصر. وفشل الانتقالي، الاثنين، في منع تدفق الرحلات التي وصلت إلى 7 رحلات خلال 24 ساعة.

هذا المعدل اليومي من الرحلات لم تشهده المناطق المحتلة منذ 5 سنوات في مؤشر على مؤامرة جديدة تستهدف نقل الفيروس الى اليمن..

حكومة الفار هادي تجلب الموت لليمن

قال المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية في صنعاء، يوسف الحاضري: إن «حكومة المرتزقة تجلب الموت لليمن مرة أخرى، وهذه المرة عبر كورونا».

وأضاف: «حكومة هادي المتحكمة بمطاري عدن وسيئون رفعت عدد الرحلات القادمة من مصر والأردن إلى خمس رحلات، وهي سابقة خطيرة جداً في ظل ما يعانيه العالم من تفشٍ لوباء كورونا».

وتجدر الإشارة إلى أن عدد حالات الإصابة في مصر وصلت إلى 109، توفي منها 2، وفي الأردن سجلت السلطات إصابة واحدة، وتماثلت للشفاء.

وحذر الحاضري أيضاً من أن «الإجراءات العشوائية لحكومة هادي في مواجهة كورونا سيكون لها عواقب وخيمة، وكارثة كبرى لن تستثني أحداً في شمال اليمن وجنوبه»، وحمّل حكومة هادي والتحالف السعودي كامل المسؤولية عن أي إصابة أو تفشٍ لـ«كورونا» في اليمن.

ودعا إلى الحد من الرحلات الجوية ومراقبة المنافذ الحدودية والبحرية، وفقاً للإجراءات المتعارف عليها، لمنع انتقال الفيروس، كما دعا الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية بشكل أساسي، إلى القيام بواجبها والتدخل سريعاً لإيقاف هذه الكارثة التي «قد تحدث في ظل اللامبالاة واللامسؤولية التي تقوم بها حكومة هادي»، بحسب الحاضري.

ولم تسجل إلى الآن أي حالة إصابة في اليمن، فيما تجدر الإشارة إلى أن اليمن محاصر منذ العام 2015 من قِبل التحالف السعودي.

صنعاء تمد يدها للتعاون
وحيال الصراع الدائر في الجنوب وتغاضي حكومة المرتزقة عن توفير الحماية اللازمة للمواطنين، فقد دفع ذلك السلطات اليمنية في صنعاء، الى الاعلان عن استعداداها للعمل مع مرتزقة العدوان لمواجهة وباء كورونا

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الانقاذ ، حسين العزي، أن اللجنة العليا لمكافحة الاوبئة وباقي الجهات المختصة على استعداد للانفتاح والعمل مع جميع مكاتب الصحة والمستشفيات والمنافذ في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة المرتزقة لتطوير اليات وصيغ مشتركة للتعاون وتبادل المعلومات وحشد الجهود والطاقات لمواجهة أي ظهور محتمل لكورونا ومحاصرته بأكبر جهد ممكن.

على الصعيد ذاته، دعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد الحوثي لحملة تبرع جماهيرية لصالح انشاء محاجر صحية، مشيرا في تغريدة على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي إلى عدم تجاوب المنظمات الأممية مع مناشدات صنعاء الهادفة لاحتواء الوباء.