الخبر وما وراء الخبر

مملكة سلفني جيشاً

113

غمدان الشوكاني


 

الصراع الذي في بلادنا اليمن والذي يغذيه ويقوده علناً العدو السعودي وحلفاؤه هو صراع ما بين الإنسان والمال.
السعودية تعمل جاهدة على فرض وصايتها على اليمن مجدداً والإنسان اليمني يناضل من أجل حريته وفرض إرادته على أرضه.
الإنسان في اليمن لا يريد سوى رؤية خيرات بلاده من ثروات معدنية ونفطية وغاز وأسماك وتشغيل الموانئ وعمل نهضة زراعية لتعم خيراتها الجزيرة العربية بأكملها.. إلا أن آل سعود لا يريدون ذلك، يريدون أن يبقى اليمن تابعاً لها في كل شيء في السياسة والاقتصاد والتنمية والصناعة وغيرها.
الثروة الأهم في اليمن الثروة البشرية “العقول” فاليمنيون متفوقون في كل المجالات في الصناعة والتجارة وعلوم الطب والهندسة والاقتصاد وغيرها، والأكاديميون اليمنيون في الداخل والخارج كثر وتزخر بهم اليمن، والأيدي الماهرة والعاملة هائلة وتغطي احتياجات السوق اليمنية والخليجية.
هناك مخزون بشري هائل في الجزيرة العربية تكتنزه اليمن تخافه كل دول الخليج وتعمل على تحجيمه وتقزيمه وإلغائه بهذا العدوان الغاشم الذي استهدف كل شيء في اليمن، البنية التحتية والطرق والموانئ والمصانع والأحياء السكنية والمدنيين بحجة إعادة الشرعية.
مليارات من الدولارات تنفقها مملكة “سلفني جيشاً” لتهلك الحرث والنسل في اليمن دون جدوى وإن كان هناك من يؤيد هذا العدوان من الداخل فهو خاسر لا محالة وسيكتشف في المستقبل القريب أن هذه المملكة تعمل منذ زمن بعيد بما تملكه من مليارات الدولارات شراء وبيع الذمم وليس لها حليف حقيقي سوى المال الذي تبعثره في كل اتجاه وتلهث وراءه كبريات دول العالم إلا قليل منها.
صراع المال والإنسان طويل ومرير خاصة وأن ثروة مملكة النفط كبيرة، لكن سيبقى الإنسان وسيفنى المال مهما طال الزمان، أما الخلاف الداخلي فسيلملم جراحاته اليمنيون فيما بينهم وسيتفقون لأن الحكمة متجذرة فيهم فالحكمة يمانية والفقه يمان كما أخبر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.