الخبر وما وراء الخبر

الاستاذ/ محمد طاهر أنعم – عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد لـ (الثورة) :لا يوجد أمامنا خيار غير الصبر والثبات في المواجهة

161

نحن بحاجة إلى حكومة ونتمنى أن يتجاوز أنصار الله والمؤتمر عقدة المجلس
– روسيا دولة كبيرة وعظمى ولها ثقل في مجلس الأمن, نتمنى أن يكون لها موقف
– من ارتبط بالسعودية وأيد العدوان عودته إلى جادة الصواب صعبة
– ندعم الأستاذ عبده الجندي وندعوه إلى التحمل والصبر
– أبناء تعز مع الوطن ويمنيون حتى النخاع والقلة التي تسترزق لا تمثل أبناء تعز
– الحل في جلوس اليمنيين فيما بينهم دون تدخل الخارج

لا يرتقي شعب إلى أوج العُلا ….. ما لم يكن بانوه من أبنائه
حب الوطن من الإيمان, هكذا درسنا وعلى هذا القياس كانت فكرتنا عن المعتقد والوطن, وأنهما متلازمان يسيران في اتجاه واحد بانسجام تام.
أتت الديمقراطية في مراحل لاحقة من حياتنا كرؤية متطورة لتنظيم حياتنا وإنعاش حالة التنافس في ما بين الجماعات والأفراد وكوعاء ينظم ويضبط هذا التنافس وفق المصلحة الوطنية أيضاً.
انبهرنا بأنموذجها الغربي ورويداً رويداً اقتنع بها الجميع أو هكذا حاولوا أن يظهروا .. ما الذي حدث ولماذا أصبح حب الوطن يتعارض مع استقامة إسلامنا؟
لماذا انحرف خطى المعتقد والوطنية؟ لماذا تبدل الانسجام بينهما إلى تضاد لدى البعض؟
كيف تحول ديننا الإسلامي السمح إلى بضع وسبعين, فرقة واحدة فقط هي التي على الصراط المستقيم والبقية في جهنم والعياذ بالله؟
لماذا تسابقنا لاعتلاء رقاب بعضنا البعض باسم الدين والوطنية والنظرة الدونية لبعضنا البعض؟
أسئلة كثيرة تدور في ذهنك حين تقف على الواقع الذي تعيشه مع شخصية بحثت وتتبعت مراحل التاريخ الإسلامي والجماعات الدينية..
ضيفنا هو الأستاذ/ محمد طاهر أنعم – عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي الذي تحدث لنا مطولاً حول المشهد الراهن اليوم وتعقيداته الماثلة .. في الحلقة الأولى من الحوار وتطرق في الحلقة الثانية إلى قضايا شائكة تتعلق بنشأة الجماعات الدينية .. ومرجعياتها .. وعلاقتها بالسياسة .. نتابع:

حاوره/ جمال أحمد الظاهري –

* هل تعتبر نفسك من المتفائلين؟
– الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يحب أن يتفاءل في كل شيء، حتى أنه كان في غزوة الخندق والناس حوله من جميع القبائل حوله وهو وأقاربه وجماعته وأصحابه وأتباعه والوضع خطير جدا، كان يبشر أصحابه أنه سيفتح لهم بلاد كسرى وستفتح لهم بلاد قيصر إذا ثبتوا على هذا الدين، وأن الله لن يخذل عباده وأولياءه، وروى عنه أنه كان يحب التفاؤل في كل وقت.
ليس أمامنا إلا التفاؤل، لماذا نتشاءم؟ لن نتشاءم إن شاء الله أبدا.

* بداية .. هل تعرضت لتهديد أو ترغيب بسبب مواقفك من العدوان؟
– لم أتعرض لأي تهديد بمفهومه الحرفي, ولكن هناك بعض المتشنجين من الشباب يرسلون لنا بعض الرسائل من قبيل – لماذا تقولون ولماذا تفعلون- ونعتبر ذلك نوع من التنفيس عن غضبهم, ولو حدث فإن ما قد يعترضنا يهون في سبيل المبادئ التي نؤمن ونعمل بها.
* وماذا عن الترغيب؟
– كانت هناك إغراءات وعروض قدمت لنا بالسفر إلى الخارج ولكنها لم ترق لنا كوننا قد سافرنا إلى بلدان كثيرة وعرفنا أن الحياة في الوطن هي غاية لمن يبحث عن السكينة والراحة.
* هناك مؤشرات توحي بنوع من التقارب بين المؤتمر وأنصار الله .. برأيك هل الفرصة مواتية لتشكيل حكومة تحت أي مسمى؟
– نحن ندعو ودعونا من البداية الإخوة في الجبهة الداخلية إلى أن يتجاوزوا خلافاتهم وأن يشكلوا حكومة، حكومة وحدة وطنية بالموجود والممكن والمتاح من جميع القوى التي هي موجودة في الداخل وما زلنا.
أنا مثل الكثيرين أتابع الأخبار والأوضاع، وأعرف أنه يوجد نوع من الخلافات الأساسية، لكن إن شاء الله سيتم تجاوزها قريبا، هذا الخلاف يتعلق بعودة مجلس النواب، لكن إن شاء الله يتجاوزون ذلك، نتمنى أن تكون التوقعات في محلها, وتكون هذه الخطوة البداية للم شمل اليمنيين.
لابد أن تشكل حكومة بالموجودين, ومن ثم يدعى الآخرون من قوى الداخل حتى المعارضة المؤيدة للعدوان، أما أن نقول للآخرين تعالوا نتفق ونحن لم نتفق بعد فلا، نحن متفائلون وإن شاء الله يحصل خير.

* خطابا السيد عبدالملك الحوثي والزعيم علي عبدالله صالح قبل أيام ربما كانا الأعلى في نبرة التحدي للعدوان .. ما تعليقك على ما جاء في خطابيهما؟
– لا يوجد أمامنا خيار غير الصبر والثبات في مواجهة العدوان, لا يمكن أن نتخيل ولا حتى في الأحلام أن نعود إلى ما كنا نعيشه في الفترة السابقة.. المجموعة التي حول الرئيس عبدربه منصور هادي من السياسيين والإداريين الذين يطمحون إلى العودة وحكم اليمن مجموعة أغلبها شاخت في الفساد, لذلك من الصعب جداً أن نفكر بإمكانية أن تعود إلى حكم اليمن مرة أخرى.
أن تعود هذه المجموعة بالقوة وبقوة السعودية بالذات لا يمكن, نحن شعب نهض وصنع ثورتين كبيرتين – فبراير وسبتمبر- من اجل أن نسترد حقوقنا, لذلك ندعو ونحيي كل الأصوات التي تدعو إلى الصبر والثبات في مواجهة هذا العدوان الظالم, وندعو إخواننا السعوديين والإماراتيين إلى أن يكفوا عدوانهم وأذاهم عنا, لأن استمرار عدوانهم سيجعل الشعب اليمني ولعقود مديدة يحقد عليهم ويعمل على الانتقام منهم, عليهم أن يغادروا مربع الغطرسة (فالأيام دول) وقد يكون التغيير قريباً إن شاء الله.

* برأيك على ماذا استند صالح في تهديده للسعودية؟
– أنا بعيد ولا علاقة لي بالدائرة المقربة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح, ولا افهم هذه الوتيرة المرتفعة والقوية في الخطاب وما الذي يخفيه, ولكني تابعت عدداً من المحللين بعد الخطاب ويظهر أن البعض يميل في تفسيره إلى أن لديه شيئاً من التواصل مع دول أخرى دول عظمى, ولعل هذا هو المرتكز, وقد تكون هناك أسرار لا نعلمها.

* مقاطعاً .. تعني اللقاءات الأخيرة مع روسيا؟
– نعم, فقد تلا ذاك الخطاب لقاءات مع الجانب الروسي, روسيا دولة كبيرة وعظمى ولها ثقل في مجلس الأمن, نتمنى أن يكون لها موقف وكذلك بقية الدول العظمى والجامعة العربية, ومؤتمر التعاون الإسلامي وبقية المنظمات الدولية من أجل إيقاف وردع العدوان بكافة الوسائل المتاحة والممكنة.

* هل سيتعاطى أبناء تعز مع دعوة الرئيس السابق لهم للمشاركة في صد وإخراج الغزاة من الأراضي اليمنية؟
– أبناء تعز كلهم مع الوطن ويحبونه وهم يمنيون حتى النخاع, وإذا كان هناك بعض الأفراد والأطراف المتنازعة لديها طموحات ورغبات شخصية في الحصول على مصالح ومناصب ويسهل اغراؤهم بالأموال من قبل دول معينة, فإن الجمهور الأعظم منهم يرغب بالسلام ويرفضون القتال, وهذا ما يجب أن يعلمه الجميع.
أنا من أبناء تعز وكنت أعيش في تعز طوال هذه الفترة – منذ بداية الأحداث قبل سنة إلى قبل شهرين تقريباً, واعرف جيداً أن ما لا يقل عن 80% من أبناء تعز أناس عاديون, وهؤلاء يرفضون الحرب من الطرفين, ويرفضون أن تنساق تعز في هذا الدمار ويجدون في أنفسهم غصة من الجميع, ومن كل من يحاول استثمار الحرب لمصالح سياسية ومادية.
وفيهم من هو مستضعف لا يستطيع أن يعبر عن نفسه, ولذا من واجب السياسيين والجهات الرسمية للدولة أن تساعدهم في كف أذى المجموعات المسلحة عن المواطنين, الآن الدراسة متوقفة والمستشفيات مغلقة, بسبب إصرار الأطراف المتقاتلة على حمل السلاح وقتل الآخرين.
أبناء تعز لا يريدون هذا, يريدون أن يستعيدوا حياتهم الطبيعية, أما أن تتعطل الحياة من اجل 10% من المسلحين هنا أو هناك طرفان, فهذا أمر لا يرضي أبناء تعز.
* هؤلاء الـ10% من هم ومن يمثلون؟
– المسألة سياسية وهي واضحة جداً ويوجد لدينا طرفان كان بينهم خلاف سياسي (المؤتمر وحلفاؤه ومعهم أنصار الله والطرف الثاني المشترك وشركاؤه) وكان خلافهما سياسياً طوال السنوات السابقة ولكن في الفترة الأخيرة عمل البعض على أن ينحى به المنحى المناطقي والطائفي والعسكري وعمل وبإصرار بعض السياسيين على نقل المشاكل والصراع إلى الصدام, ولذا فإن العشر10% هم السياسيون المتعصبون أما البقية فإنهم يبحثون عن دولة قوية تفرض الاستقرار ولا يهمهم تبعيتها لأي طرف, هذا الذي نريده, دولة قوية تحفظ الأمن وتوفر الأمان لا تحارب الناس ولا تنشر المناطقية ولا المذهبية.

المناطقية
* أشرت في معرض ردك إلى أن الصراع في تعز اخذ منحى تطرفياً (مناطقياً عصبوياً مذهبياً سياسياً) لماذا هذا الالتباس في تعز بالذات؟
– يؤسفنا أن بعض السياسيين ومن بوابة المناطقية عملوا على جذب بعض الشباب المندفعين والعاطلين والغوغائيين إلى صفوفه, وكنا وما زلنا نحذر من استخدام المناطقية لأنها تهدم الأوطان, فيما العقلاء من السياسيين وغيرهم يرفضون مثل هذه الدعوات, ولكن للأسف وبسبب التعصب السياسي من قبل بعض الأحزاب جرهم إلى المناطقية بشكل سيئ من اجل اكتساب بعض الشباب الذين لا علاقة لهم بالحزبية, وحين رفع شعار الدفاع عن تعز استطاعوا جذب بعض الشباب.
الشعارات الطائفية أيضا استخدمتها جماعات دينية في تعز منذ البداية (سنة – شيعة – رافضة- مجوس) وغيرها من الألفاظ والهدف هو نفسه اكتساب بعض الشباب للقتال, حماية للدين ودفاعاً عن الصحابة وعن طريق مثل هذا الكلام اجتذبوا البعض من المغرر بهم.
* برأيك لماذا وجدت مثل هذه الدعوات رواجاً في تعز؟
– لأسباب كثيرة بعضها لها خلفية تاريخية وبعضها لوجود التدين القوي في تعز ولوجود شباب غير راسخ في العلوم والمعارف, وبعضها بسبب وجود أرضية سياسية كبيرة في تعز .. السياسيون في تعز كثر والمنظمون حزبيا أيضا, ولذا سهل اجتذابهم عن طريق الأحزاب, فيما الخلفية التاريخية لها الأثر الأكبر ويصعب الخوض والتفصيل فيها هنا لتعلقها بمسائل قديمة جداً أعقبت الثورة السبتمبرية, كادت أن تخبو وتنتهي, ولكن في الفترة الأخيرة ظهر من يحاول ان يحييها من جديد لأسباب سياسية متعددة.

* ما هو الحل الذي يناسب تعز؟
– الحل فيما ذكره بعض الأطراف منذ بداية الحرب, وأن يجلس اليمنيون فيما بينهم ليتفاوضوا ويصطلحوا بدون تدخل واملاءات من الخارج, كل اليمنيين لديهم مصالح وأقارب وأهل في اليمن وعن طريق الجلوس مع بعض يمكنهم التفاهم والوصول إلى حلول مناسبة, وأرضية مشتركة, وبعض التنازلات ستساعد في ذلك, والعودة خطوة إلى الوراء من قبل أنصار الله وكذلك المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه ليس عيباً, بحيث ييسرون للاجتماع والالتقاء بشرط عدم تدخل السعودية التي تريد أن تفرض أفكارها وأجندتها على اليمنيين.. السعودية تريد أن تهيمن على البلد وتريد أن نبقى أمة ضعيفة تابعة لها, ومن اجل ذلك ستفشل أي حوار أو تفاوض ما لم يحقق مصالحها, ومصالح السعودية بالذات تتعارض وتتصادم مع مصلحنا, ولو تجلس الأطراف اليمنية تحت مظلة المصلحة الوطنية سنتفق سريعاً فـ 80 إلى 90% من خلافاتنا .. لن تستغرق شهراً واحداً والبقية يمكن الاتفاق عليها لاحقاً أما في وجود السعودية فلا يمكن أن نتفق حتى على 10%.
أنا كنت عضواً في مؤتمر الحوار الوطني وشاركت في جميع المشاورات واللقاءات السياسية ووجدت تقارباً كبيراً بين كل الأطراف والأحزاب اليمنية, حين لا تتدخل السعودية, ولكن حين تدخلت وقفت بعض الأطراف وتعنتت ورفضت التفاوض والتفاهم الحوار لأن مصلحتها ارتبطت بمصلحة العدو السعودي.

* هل ترى انه لازال هناك أمل في إمكانية الاتفاق مع المشترك وبالتحديد المتواجدين في الرياض؟
– توجد في المشترك قيادات وطنية ما تزال داخل البلد وبعضها أوضحت أنها ضد العدوان, وهي قيادات كبيرة ومؤثرة, وهناك قيادات ما زالت صامتة ولكنها تخشى أن تبدي موقفها وهي غير راضية عن العدوان وخوفها من التعرض للأذى والاستهداف هو ما يمنعها من إبداء موقفها.
أما الذين ارتبطوا بالسعودية وأيدوا العدوان ويتواجدون في الرياض فعودتهم إلى جادة الصواب صعبة ولا أقول مستحيلة, ويمكن للإنسان أن ينحاز إلى بلده ويعود, الطريق والباب مفتوح ولو من باب التوبة, ما تزال هناك بقايا وطنية ونتمنى أن يكون لها موقف.

* عشرة أشهر من العدوان والقتل والدمار وتقول انه لا يزال هناك أمل في عودتهم.. متى هذه العودة وكم يلزمهم من التضحيات والدمار والوقت ؟
– لا إذا كنا سننتظر عودة الـ 5 أو الـ 10% من العقلاء منهم إلى جادة الصواب فإن الانتظار سيكون طويلاً.

* سؤالي عن فئة 10% التي في الداخل؟
– نعم الذين في الداخل يتعرضون لضغوط أنا اعرف أشخاصا منهم, لكن البعض وخاصة في بعض المناطق يتعرضون لضغوط كبيرة كالتهديد بالقتل وغيره, وهنا على الأقل فإن الساكت معذور, أما الذي يؤيد العدوان بشكل واضح ومباشر فهذا ندعوه لمراجعة نفسه وإلى استحضار وطنيته وتاريخه لأن موقفه ضد مصلحة اليمن, أما أن ننتظر أن يعود فهذا لا يجوز وعلينا مواصلة التصدي للعدوان, وحسبنا أن الله هو المؤيد للمظلومين.
————————————–

* أصدرت اللجنة الثورية العليا قرارها بتعيين الأستاذ عبده الجندي السياسي المعروف محافظاً لمحافظة تعز .. ما تقييمك لهذا الاختيار وبماذا تنصحه؟
– الأستاذ عبده الجندي ابن تعز, وهو شخصية سياسية جيدة ويغلب على مواقفه وتصرفاته, وخاصة في الفترة الأخيرة – السنتين الأخيرتين – الدعوة للتسامح والتصالح وإعادة اللحمة الوطنية والاجتماعية في تعز, كانت له مواقف اعتبرها البعض متشددة أيام 2011م ولكن في الفترة الأخيرة 2013 – 2015م مواقفه يغلب فيها الدعوة للتسامح والتصالح, وهذا ما تحتاجه تعز الآن.
نحن ندعمه ونتابعه منذ تعيينه محافظاً لتعز وقد اصدر قرارات جيدة منها إدخال المواد الغذائية والصحية, ويحتاج إلى تعاون بقية الجماعات معه, وكذلك إلى تعاون أحزاب المشترك وشركائه واللجنة الشعبية الإشرافية في تعز, والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه, ويجب على الجميع أن يتعاون كي يخرجوا تعز شيئاً فشيئاً, ونتمنى من بعض أخواننا في المشترك أن يغادروا التعصب السياسي ونظرية حبتي وإلا الديك, تعاملوا مع الرجل من منطلق العمل, فإن كان الرجل جيد فتعامل معه, لأن منطق حبتي وإلا الديك فاسد, ونتمنى من الأستاذ الجندي أن يصبر وأن لا ينساق إلى المواجهات والتعصب وأن يكون تلك الشخصية التي نتمناها لتعز.

* بماذا يفسر عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد التقاء اليساري والقومي والليبرالي والاشتراكي والعقائدي والبعثي وغيرهم على النهج التطرفي الحاد؟
– المسألة ليست نهجاً تطرفياً المسألة مال (فلوس) سعودية كثيرة تغدق.. تم جمع الكثير من الشباب العاطل عن العمل وإعطاؤهم 2000 -2500 ريال سعودي, كانوا عاطلين عن العمل لسنة وسنتين وثلاث سنين ..
* مقاطعاً: سقطت الشعارات والنظريات القومية والوحدوية والأممية أمام الريال السعودي بهذه السهولة؟
– أنا ضربت لك المثال بالشباب العاطل الذي يعطى آل 2000 و2500ريال فصار يحمل السلاح ويقاتل بدون هدف.. نفس الخبر حصل للقيادات السياسية التي كان راتب الواحد منهم 50 ألفاً أو 100 ألف ريال فصار يعطى ضعف ذلك وأكثر فتحول إلى حمل السلاح بدون تفكير.
المسألة إغراءات وأموال والقليل منهم تحرك من منطلق مناطقي سيئ جداً للأسف وخاصة من كبار السن الذين ما تزال تسيطر على تفكيرهم أحداث قديمة من الستينيات يتناقلونها على أساس أنها مظالم مثل مظالم (الهيلوكست) ويريدون الانتقام رغم أن المجتمع اليمني قد تجاوزها ولله الحمد, ودخل في مرحلة تعايش وتآخٍ لكن البعض يريد العودة بنا إلى أزمنة غابرة نتمنى أن لا تعود.
والمسألة مسألة ارتزاق مالي وتفكير مناطقي متشدد عند البعض من ناحية أخرى, ولكن أبشرك بأنه ليس كل القوميين واليساريين والإسلاميين في هذا الخط, ويوجد من الإسلاميين والقوميين واليساريين من أبناء تعز وخارجها من يرفضون هذا الأمر ويعارضونه, المؤسف أن الصوت العالي الآن هو صوت السلاح, ومع غياب الدولة القوية من سيقول لهم يا جماعة هذا خطأ ولا يجوز, لأنهم سيهددون بالقتل, وسيقولون له أنه (عفاشي) حتى لو كان منتمياً لأحزاب من المشترك, التهمة الموجودة والجاهزة أنت (عفاشي), أو أنت (حوثي), وربما يقتلونه ما دام ضمن المناطق التي يسيطرون عليها.
* القتال باسم تعز أمر نفهمه ولكن أن يرتمي الإنسان ويضع يده بيد أجنبي ويحتضنه ويقاتل إلى جانبه وبالذات في تعز هذا ما لا نفهمه .. كيف نفهم هذا التناقض؟
– هذا ليس تعصباً لتعز, وإنما هذا استخدام للخطاب المناطقي لجلب الشباب المغرر بهم .. أنا متعصب لتعز أنا حزين لما يجري في تعز كثير من أبناء تعز متعصب لتعز وتعصبنا من اجل إيقاف الحرب, نريد أن يتوقف هذا النزيف, النازحون من تعز يصل إلى 50% من سكان مدينة تعز, هؤلاء ليسوا متعصبين لتعز متعصبون للأموال التي يستلمونها وللمناصب التي يوعدون بها, هذا تخريب لتعز.. التعصب لتعز أن ندعو للصلح والتفاهم وأن ندين أي طرف يصر على استخدام السلاح داخل الأزقة والحواري والشوارع في المدينة, التعصب الايجابي هو ما قام به أهل إب حين جنبوها الحرب هذا هو الحب الصحيح, أما نعتبر القتال هو الحب فهذا هو الخطأ بعينه.. دمروا تعز خربوها توقفت المدارس والمستشفيات توقف التنقل والحرية.
حب تعز هو في تجنيبها الحرب, واسمح لي أن اعتبر المصرين على الحرب احد نوعين, متعصبين لأرزاقهم والأموال التي يستلمونها ولذلك يتحالفون مع النصارى واليهود مثل الكولومبيين وغيرهم, أو مغرراً بهم من الطيبين تم تعبئة عقولهم عن طريق الإعلام الموجه لشهور أن هؤلاء سيغيرون دينكم ومبادئكم وسيقتلونكم داخل البيوت ويعملون كذا وكذا فصدقوا وإذا وجدوا الخطاب الطيب والمتسامح كثير منهم سيترك هؤلاء الذين يسترزقون بالحرب.
* كونك من أبناء تعز.. ممكن تصف لنا الحالة الراهنة هناك؟
– حالة محزنة .. مواجهات عسكرية وإصرار على القتال, فشل متواصل لكل محاولات وقف الحرب وتجنيب تعز ويلاتها, وقد ذكرت سابقاً أننا قد قمنا بمحاولات كثيرة مع الخيرين من أبناء تعز ابتداء من المحافظ السابق – شوقي هايل سعيد أنعم الذي عمل عدة لجان للوساطة التقت بكل الأطراف من اجل إقناعهم بتجنيب تعز القتال, ولكن للأسف قوبلنا بنوع من التعنت والتعصب, من احد الأطراف لأنه كان يعتقد بأن الفرصة سانحة له للسيطرة على المدينة.
نسي أن تعز متنوعة في انتماءاتها وأنه يوجد في تعز مئات الآلاف ينتمون إلى المؤتمر الشعبي العام والمشترك وأنصار الله والعديد من القوى السياسية, وأنه لا يمكن لطرف واحد أن يحكم المدينة لا بالاستعانة بالخارج ولا بالاعتماد على القوة ولا بأي طريقة, لذلك فإنه لا حل إلا بالتفاهم بين جميع هذه القوى.

*كيف تقيم ما خرج به مؤتمر جنيف الأخير؟
– لم نلمس شيء خرج به مؤتمر جنيف إلى الآن، ولم نر شيئا على الواقع، سمعنا أن هناك محاولة للأمم المتحدة لفرض إيقاف إطلاق النار، لم يتوقف إطلاق النار، ما تزال الطائرات السعودية تضرب في كل مكان، ما تزال المواجهات البينية في اليمن للأسف في أكثر من محور.. كنا نتمنى أن يتوقف إطلاق النار، وأن يجلس اليمنيون مع بعضهم، لكننا ما زلنا ندعم هذه المفاوضات، ونحن لسنا دعاة حرب ولا قتال، نتمنى أن يكون الحل (يمني-يمني)، وحتى إذا كان مع السعودية مشكلة ومواجهة، نتمنى أن تجلس مع اليمنيين وتبدي مشاكلها إذا كانت السعودية معنا هي في الخوف على الحدود أو الخوف من التدخل اليمني أو الخوف في عدم جماعات معارضة سعودية فيمكن أن نتحاور معها وأن نلتزم لها، نحن لا نريد الاعتداء مع أحد، أما إذا كان الهم السعودي هو أن تستمر اليمن تابعة وتدور في الفلك السعودي مثلما تدور البحرين أو غيرها من الدول الضعيفة والصغيرة والمستضعفة فهذا لا يمكن، نحن نريد أن نستقل وتكون لنا شخصيتنا، نريد أن نتحول من أمة ضعيفة تابعة، إلى أمة قوية، ولا بد أن يصبر اليمنيون على هذا الشيء، والمسألة هي لا بد من أن نتفاوض مع السعوديين لمعرفة ما الذي يريدونه، إذا أرادوا حماية أنفسهم أن لا نتدخل في شؤونهم فهذا مطلب حق، أما إذا كانوا أن نستمر بأن نكون أتباعاً أذلاء لهم, فهذا مطلب باطل ولا يمكن أن يكون.. ونحن ندعم المفاوضات بين اليمنيين، مهما حصل ومهما أخطأ البعض في حق الآخر، لكن لا بد في النهاية نحن سكان بيت واحد، لا بد أن نتنازل لبعضها ونتفق.

* ما الذي تتوقعونه لمستقبل العلاقة بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله والأحزاب المناهضة للعدوان.. في ضوء الخطابات الأخيرة؟
– نتمنى من جميع الأحزاب والقوى السياسية في اليمن أن تتقارب فيما بينها، الذي أعرفه أنا في تجربتي وفي سفري إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو مصر أو الفلبين أو كينيا أو غيرها من الدول التي اطلعنا فيها على التجارب السياسية كنا نرى أن الأحزاب السياسية تتنافس لخدمة الوطن غالبا، وفي دول العالم الثالث نوع من التخلف أحيانا، ويصبح بدل أن تتنافس الأحزاب القوى السياسية على خدمة الوطن، تتنافس على الثروة والسلطة للأسف الشديد.. هل تعلم أنه في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا لا توجد بطائق عضوية للانتماء للأحزاب الموجودة الجمهوري أو الديمقراطي أو غيرها من الأحزاب مثل حزب الخضر وغيره، لا توجد بطائق عضوية، المواطن الأمريكي لا يعتبر نفسه جمهوريا ولا ديمقراطيا، فقط أيام الانتخابات, ينظر إلى البرنامج ويختار، يمكن أن يكون في الأسبوع الأول جمهورياً، وفي الأسبوع الثاني ديمقراطياً..

* هل توقعت سؤالاً لم نطرحه عليك؟
– شكراً جزيلاً لك, الأسئلة كانت كثيرة وشاملة, وفي الأخير نتمنى لبلدنا ووطننا أن يخرج من هذه المأساة التي تسبب بها العدوان ونحن واثقون بالله عز وجل وستكون عاقبتنا إلى الخير.
وأود توجيه هذه الرسالة .. لابد أن نفكر بالقوة المادية إضافة إلى تفكيرنا بقوة الله عز وجل الذي يقف ضد الظالمين والمتغطرسين, ونتمنى على الله أن يصلح بين الجميع وشكراً لكم على هذه المقابلة.