قائد الثورة: اليمن لا بد أن يكون مستقلًا مهما بلغت التضحيات
بقلم/ إبراهيم السراجي/ المسيرة
حدّد قائدُ الثورة السيد عبدالملك الحوثي، أهمَّ الأسباب التي شكلت طبيعة الصمود اليمني بمواجهة العدوان الأمريكي السعودي، رغم فارق الإمْكَانيات المادية التي كانت بطبيعتها تصبُّ في صالح العدوان، غير أنه حصد الفشل، موجهاً في الوقت ذاته رسائلَ متعددة بينها رسائل لدول العدوان حدّد فيها سقف الصمود اليمني الذي يقف على الضد من أهداف ومطامع المعتدين، مؤكّـداً على أنه لا مجالَ للعدوان لتحقيق أهدافه.
ففي كلمته، مساء أمس الجمعة، بمناسبة “جمعة رجب”، أكّـد قائد الثورة أن “الانتماء الإيماني هو أهمُّ عامل لتماسك شعبنا في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي”، وانطلاقاً من ذلك، جدد قائد الثورة التأكيد على أن “الهُــوِيَّة الإيمانية عملية تربوية وتعليمية، نحتاج أن نرسخها كعادات وتقاليد ونمط حياة”.
كما يحذر قائد الثورة من عواقب الاستسلام للأعداء والسماح لهم بالتحكم بثقافة وأفكار الأمة، مؤكّـداً أن “الأعداءَ لا يريدون أن نكون أمة قوية، حتى في الواقع الاقتصادي نرى الذين يوالونهم أكبر طموحهم أن يكونوا سوقًا للآخرين”، وهنا يشير إلى أنه “إذا سيطر العدوُّ على أفكارنا ومفاهيمنا وعاداتنا وتغلغل في واقع حياتنا، حينها سيتمكن من السيطرة علينا بشكل تام”، لافتاً إلى أهدافَ العدوّ من محاربة الأمة “ليضمن السيطرة التامة والشاملة علينا”، وفي سبيل مواجهة ذلك، يقول قائد الثورة إنه “هنا يأتي دورُ الانتماء الإيماني كحاجة في مواجهة الأعداء”.
وفيما يتواصل العدوانُ على اليمن بقيادة وتخطيط أمريكي، تطرّق قائدُ الثورة في كلمته إلى مسار المساعي الأمريكية للهيمنة والسيطرة على اليمن في عهد النظام السابق، وكيف قطعت ثورةُ 21 سبتمبر الطريقَ على أمريكا ومنعها من استكمال سيطرتها على اليمن وتدمير عوامل قوته.
وفي هذا السياق، أشار قائد الثورة إلى أنه “في عهد النظام السابق، كانت صنعاء وغيرها من المدن مسرحًا للجماعات التكفيرية والاغتيالات المتنوعة”، لافتاً إلى أن “السفيرَ الأمريكي في صنعاء كان سابقًا المسؤول الأول، فوق الرئيس والمسؤولين، وتتنافس السلطة والأحزاب في التودّد إليه”.
كما تطرّق قائد الثورة إلى المسارات الأمريكية الأُخرى في اليمن خلال عهد النظام السابق، موضحاً أن “أمريكا ركّزت على التعليم والإعلام وإيجاد أنشطة اجتماعية ذات طابع هدام، لتسلب من شعبنا الشعور بالعزة والكرامة والقيم والأخلاق”.
في المجمل وبناءً على القرائن التي كُشفت للشعب اليمني، أكّـد السيد عبدالملك الحوثي أن “أكبر خطر على شعبنا في هُــوِيَّته الإيمانية كان يتمثّل في التبعية لأمريكا”.
وبالتزامن مع ما كشفته الأجهزة الأمنية بالصوت والصورة لعملية تدمير القدرات الدفاعية لليمن، بإشراف الضابطات الأمريكيات والتي بدأت عام 2004، أشار قائد الثورة إلى أنه “حرص الأمريكي على أن يسلب من بلدنا القدرات العسكرية التي تُمثّل سلاحًا لمواجهة أي عدوان خارجي”، واصفاً ما تمت مشاهدته في تلك المشاهد بأنها “مخزية للنظام السابق، حيث تدوس موظفة أمريكية على استقلال اليمن”.
وأضاف قائد الثورة أنه “من المفارقة أن يحضر ما يسمى آنذاك بالأمن القومي الذي يفترض أن يحميَ البلد، ليباشر بنفسه مهمة الموظفة الأمريكية في إتلاف سلاح الدفاع الجوي”.. مضيفاً أنه “رأينا كيف جمع ما يسمى بالأمن القومي صواريخ الدفاع الجوي للموظفة الأمريكية ويشرف على تدميرها”.
وتابع قائدُ الثورة تعليقه على ذلك المشهد المخزي للنظام السابق قائلاً: إن “الأمريكيين أرادوا لهذا البلد فيما كان نظامه يواليهم، أن يكون مسلوبَ القدرة في مواجهة أي خطر خارجي”، متسائلاً في الوقت ذاته “أين هي الوطنية فيما رأيناه من تدمير سلاح الدفاع الجوي اليمني من قبل الأمريكيين على أرض اليمن؟”.
وفيما كان الأمريكيون يتجهون نحو تدمير الصواريخ الباليستية التي كان يتملكها اليمن، أكّـد قائدُ الثورة أن “ثورة 21 سبتمبر منعت الأمريكيين من تدمير الصواريخ البالستية واستكمال المسار الطويل في إضعاف اليمن وسلبه لقوته”، لافتاً إلى أن “أمريكا أرادت أن يكون شعبُنا متقبلًا للسيطرة عليه وللمذلة من قبلهم”.
بمقابل ذلك، وانطلاقاً مما كان قد أكّـد عليه من ثمرات الهُــوِيَّة والانتماء الإيماني، الذي تحلّى به الشعب اليمني، قال قائد الثورة إنه “اليوم يأتي الجيش واللجان ليعملوا على تطوير وصناعة الأسلحة اللازمة للدفاع عن هذا البلد في ظروف قاسية وحرب شرسة”، مُشيراً إلى أنه “رغم الحصار وانعدام الموارد المالية يأتي أحرارُ اليمن ليصنعوا القدرات التي دمّرها النظام السابق”، مؤكّـداً في ذات الوقت أن “صواريخَ الدفاع الجوي اليوم تفوق في قدرتها الأسلحة التي سلمها النظام السابق للأمريكيين”.
ويؤكّـد قائدُ الثورة أنه “ببركة الهُــوِيَّة الإيمانية، سننهض نهضةً حضاريةً تحقّق لبلدنا الاستقلال التام والحرية والكرامة”، مُشيراً في هذا السياق إلى أن “الانتصارات في عمليتي البنيان المرصوص ونصر من الله وفي الكثير من الجبهات كلها تنبهنا إلى ما تعنيه الهُــوِيَّة الإيمانية”.
وانتقل قائدُ الثورة ليوجه رسائلَه لدول العدوان، والتي تضمنت نصحاً بوقف العدوان، واضعاً من جديد معادلةَ الصمود أمام أنظمة العدوان والتي تتمثل بعدم إمْكَانية التنازل عن استقلال هذا البلد، وبالتالي عدم وجود أية أفق لتحقيق أهداف العدوان، حيث قال في هذا السياق: “ننصح النظامَ الإماراتي والسعودي أن يوقفوا العدوان، واليمن لا بُدَّ له أن يكون مستقلًا مهما بلغت التضحيات”.
وختم قائدُ الثورة رسالته لدول العدوان، بالتأكيد مجدداً على أن “عزتنا في هُــوِيَّتنا الإيمانية، تأبى لنا القبول بالذل والاستسلام والخنوع والخضوع للأعداء”.