تدشين المرحلة الجديدة للمواجهة مع العدو
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 29 فبرير 2020مـ -5 رجب 1441هـ ]
بقلم / محمد أبو نايف
يجب أن نفهم جميعاً كلمة السيد القائد حفظه الله أنها تدشين لمرحلة جديدة للمواجهة مع العدو، معركة مواجهة الحرب الناعمة ومسخ الهوية الإيمانية اليمانية والمعركة العسكرية. علينا جميعاً الحشد والتعبئة العامة – ستكون هي الأكبر على الإطلاق – ودعوة عامة لكل الشرفاء الأحرار في اليمن لتحمل مسؤولية الدفاع عن كرامة الإنسان وشرف الأرض والاستعداد لمرحلة قادمة لتحرير كل شبر في البلد وطرد الغزاة المحتلين ومن معهم من العملاء والمرتزقة – الأدوات الرخيصة – الذين يخسرون حياتهم دفاعاً عن الجنود الأمريكيين والسعوديين والإماراتيين
.
علينا جميعاً أن نجاهد في سبيل الله ونكون كما أراد لنا الله أن نكون ونحفظ الأمانة ووصايا الشهداء العظماء – سادة كل هذا الوجود – ونركز على وحدة الموقف والكلمة ونعزز الموقف الاستراتيجي في معركة التحرر والاستقلال بالنفير خفافاً وثقالاً ونرفد الجبهات بكل ما لدينا ونكون من القائمين الذين فضلهم الله على القاعدين درجات كما جاء في القرآن الكريم.
العدو يخوض في اليمن معركته مع القيم والأخلاق العربية والإسلامية ويحاول بكل ما يملك من قوة ومقدرات أن يحدث اختراق في منظومة قيم المجتمع اليمني بالاستقطاب غير المسبوق في شراء الذمم وتجنيد العملاء المحليين ومسخ الهوية الإيمانية اليمانية وتدجين الشباب وتطويعهم لتقبل الثقافة الغربية تدريجيا حتى صارت الخيانة وجهة نظر وحق في الاعتقاد وحرية تعبير والخلاعة والمجون والفاحشة سلوك شخصي وحرية شخصية ومن هذه التفاهات التي تتحفنا بها ثقافة الانفتاح الماجن والخليع حتى صار الكلام عن الكرامة والشرف والحريّة الحقيقية ترفا وخيالا بعيدا عن الواقع نظراً لقصور في الوعي وضعف في الانتماء وضيق أفق ضحايا العدو من كل هذا الاستهداف الرهيب.
فقد حاولوا منذ عقود من الزمن تدمير كل أركان الهوية الإيمانية اليمانية والقضية الأساس وقيم المجتمع وأخلاقه وثقافته الأصيلة التي تفخر بها القبائل اليمنية منذ آلاف السنين ولكن العدو فشل فشلاً ذريعاً في تدمير ثقافة الشعب اليمني الأصيل وظل محافظاً على هويته ومبادئه وقيمه العظيمة التي عرف بها؛ لأنها هي رصيده الأخلاقي الكبير بين الشعوب والأمم، وبالرغم من أن الأعداء استطاعوا نهب الآثار اليمنية القديمة وتدمير الكثير من تراث المجتمع اليمني وما يدل على إرثه الحضاري الكبير إلا أنهم بالرغم من حجم الاستهداف الكبير جداً لم يستطيعوا أن يخترقوا منظومة أفكار المجتمع اليمني الأصيل ولهذا تقول القبائل اليمنية أن من يقبل العيب الأسود أو يرضى به عائب وليس يمنياً أصيلاً وسنت الأعراف والنواميس التي هي نظامنا القيمي الأخلاقي اليمني الأصيل أحكامها في كل قضية وموقف وحددت لنا مسارات محددة واضحة وصريحة لا غنى لنا عنها ولا عِوَض لأنها منهج حي لسلوك الإنسان قرنت بشرع الله الذي هو وحي الله لنبيه الكريم لأنها مكملة لمكارم الأخلاق الإنسانية اقترنت بالحكم والعدل كما أمر الله العزيز .
حاول الأعداء اختراق منظومتنا الأخلاقية وفشلوا لأن في اليمن قبيلة عظيمة ورجال ونساء كالجبال شامخون معتزون بهويتهم وثقافتهم الإيمانية اليمانية لم يركعوا أمام المغريات ولَم يدلوا أنفسهم لمن يقايضهم ويساومهم ببيع دينهم وأخلاقهم وهويتهم مقابل أن يسلموا من استهدافه لهم ولَم يفرطوا بالرغم من كل الترهيب الذي لا قوة ولا ضيق الحال والحاجة أثرت بهم أبداً.
كل ذلك من أجل الوصول إلى نقطة يكون فيها الإنسان مجردا من العزة والكرامة والشرف يقبل بها كما هو حال أذناب العدو في الشرعية المزعومة ليكون هيناً عليه القبول بانتهاك عرضه وكرامته وشرفه ليتقبل أفعال اليهود ويرضى بالتطبيع مع إسرائيل الذي هو محور اهتمام الشيطان الأكبر أمريكا ومشروعها الرئيسي في المنطقة العربية ليرى أن الشرف والعرض والكرامة مسألة شخصية وقضية فيها نظر…!
هذه هي دوافع العدو من ارتكاب المحرمات والجرائم الكبيرة في ديننا ومجتمعنا لنقبل بها ونسكت عنها لتضيع في نفوسنا قيمة المرؤة والدفاع عن العرض والشرف والحمية وهذا ما لن ينجح فيه العدو لأن في اليمن من يرى في استمرار حمل الأجيال لهذه القيم حياة أبدية وخلودا وعزاً لا نظير له واليوم سيزيدنا نحن اليمانيون الأصلاء أبناء القبائل اليمنية التي يعرفها القاصي والداني عزماً وبأساً وقوة لمواصلة الدفاع عن كرامتنا وشرف الأرض والعرض والسيادة، ووالله إنا لننكل بالعدو ومرتزقته في كل شبر من أرض اليمن ونعد الغازي المحتل بتغيير كبير في قواعد الاشتباك والمواجهة ولن يستطيع معها صبراً ولن يجد من دون الفرار من هذه المواجهة سبيلا..
الذي أوجع الأعداء ثبات وصمود هذا الشعب اليمني العظيم والتحدي والاقدام والاستبسال في المواجهة ومواصلة الكفاح والاستمرارية في رفد الجبهات بالمقاتلين والإمدادات بأنواعها خلال الخمس السنوات من العدوان على اليمن
ولاسيما في ظل هذا الحصار الظالم، وهذا هو ما يقهر الأعداء لأن هذا الشعب العظيم بإمكانياته المحدودة وقدراته وموارده لايزال يتصدر مواقع الهجوم وليس الدفاع في المعركة وبدلا من تحوله الى حالة الإنهاك والتفكيك الذي أنهك هو العدو والذي تفككت جبهته هو العدو؛ لأن هم هذا الشعب في أرضه لديه قضية محقة قضية عادلة ومتوكلين على الله في كل ما يفعلون من اعلى هرم القيادة حتى الأطفال في الروضة.. كلهم يحملون الهوية الإيمانية اليمنية الأصيلة وينتمون الى رسول الله محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله..
الله الله في البصيرة البصيرة وهنا نقصد الوعي وقوة الإيمان.. الله الله في العمل الجاد والاستقامة ولتكن الخطوات مطمئنة واثقة بنصر الله ولطفه وتأييده، النتيجة على الله وليست علينا.