الخبر وما وراء الخبر

مآلات إعدام الشيخ النمر ..

138

بقلم / عبدالله علي الصبري


 

يوما بعد آخر تتجلى الصورة القبيحة للنظام السعودي سواء في علاقاته الخارجية أو في تعاملاته مع مواطنيه بالداخل. ويوماً بعد آخر يثبت آل سعود أنهم مجرد دمية وأداة بيد الإدارة الأمريكية تسيرهم كيف شاءت.

بالأمس أقدم آل سعود على ارتكاب جريمة بشعة اهتزت لها أرجاء المملكة والمنطقة، ولا يبدو أن تداعياتها ستقف عند حد معين، خاصة وأن إعدام عالم الدين والمعارض السياسي السعودي الشيخ نمر النمر، غير منفصل عن الاستهداف الطائفي، وإمعان النظام السعودي بشقيه السياسي والديني في محاصرة الأقلية الشيعية، والتعامل معهم كمواطنين من درجة ثانية أو ثالثة، بل لعل بعض المقيمين من غير المواطنين بالمملكة يحظون بامتيازات تفوق ما يحلم به المواطنون الشيعة بالمملكة، إذا جاز التعبير.

وما يؤسف له أكثر أن آل سعود وهم يتعمدون استفزاز الشيعة، يعملون بجد على خدمة المشروع الأمريكي الوقح الذي بات أكثر انكشافا وأوباما يستخدم مصطلح “السنة” في توصيف حلفائه العرب، ثم لا يتورع آل سعود عن حشر أصدقائهم في زاوية طائفية، باسم التحالف الإسلامي (السني) لمحاربة الإرهاب، وكأنهم بذلك يستبقون أي ردة فعل من قبل الدول العربية والإسلامية تجاه حماقاتهم التي لم تعد تقتصر على التدخل في شئون الدول والعدوان عليها، وإنما باتت تهدد النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية للدول والمجتمعات العربية.

تتوالى قرارات آل سعود المفتقرة إلى الحكمة وبعد النظر، ما يؤكد أن المملكة دخلت نفقاً مظلماً بعدوانها على اليمن، ثم بإمعانها في ارتكاب الجرائم البشعة بحق اليمنيين وفرض حصار اقتصادي خانق وشامل على ما يزيد عن خمسة وعشرين مليون نسمة، وصولاً إلى قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وما حصل من استهتار بدماء الحجاج المسلمين في موسم هذا العام، وليس انتهاء بإعدام الشيخ نمر باقر النمر، وعدد آخر من أقاربه.

وإذ توالت بيانات الإدانة التي استنكرت الجريمة السعودية، فإن الأقسى والأشد إيلاماً ينتظر آل سعود من الداخل، حيث يتداعى أبناء القطيف إلى احتجاجات يصعب احتوائها، وقد تجاوز حكام الرياض الخطوط الحمراء في إدارة ملف المعارضة الشيعية.

يتنمر آل سعود على المستضعفين في الداخل والخارج، متوهمين أنهم بأموالهم وأسلحتهم وإعلامهم وبدعم دول الهيمنة لمشاريعهم الإجرامية، قادرين على دفع الخطر عن عرشهم المتهاوي، لكنهم ينسون أن لله سننا في التغيير، وأن هذه السنن لن تغادر أحداً من البشر.

((سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)) صدق الله العظيم

رحم الله الشهيد النمر، ولا نامت أعين الجبناء.