الخبر وما وراء الخبر

صفعتان بدل واحدة!

24

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 19 فبرير 2020مـ -25 جماد الثاني 1441هـ ]

بقلم / عبدالملك سام

أتضحت المعالم الرئيسية لما كان يتم تدبيره، وأعلنت وزارة الداخلية عن عملية أحباط مخطط استخباراتي دنيئ كان يستهدف أجهاض فرحة الشعب بفشل كل مخططات العدوان لإحتلال اليمن. العملية أكدت ان كيد الشيطان ضعيف أمام الإيمان الراسخ الذي يتمتع به شعبنا، فهناك أنتصارات مستحقة في الجبهات تشفي الصدور، كما أن الأبطال ارادوا أن تستمر أفراحنا بالإنتصارات عندما أعلنوا عن أفشال المخطط الذي كان يستهدف الجبهة الداخلية.. وبهذا فقد تلقى العدوان صفعتين بدل واحدة، الأولى في نهم وأسمها (البنيان المرصوص) والأخرى أسمها (فاحبط أعمالهم) في الداخل.

كعادة النظام الأمريكي الذي يملك أساليب شيطانية غاية في التعقيد، ومنها تجربته الجديدة التي أستخدمها في عدة بلدان بغية أحداث ثغرة فيها ليتدخل فيها مستغلا حالة الفوضى، وهذا المخطط هو ما اطلقت عليه كونداليزا رايس يوما (الفوضى الخلاقة)، وهو عبارة عن تطوير لما سمي في سبعينات القرن الماضي (بثورات الشباب) التي أجتاحت العالم لفترة وانتهت بسيطرة كاملة للنظام الأمريكي سياسيا على عدة دول.. اليوم تم استخدامه مستغلا جهل الكثير من الناس ما دار من احداث وما تبعها من نتائج منذ خمسين عام تقريبا.

مع فشل النظام السعودي والإماراتي في تحقيق ما عجزت عنه الولايات المتحدة في المنطقة، كان لابد أن يتم تدمير تلك الدول التي تحتضن أي مقاومة للمخطط الصهيوني الأمريكي، فقامت أضطرابات مدروسة في عدة مناطق هدفها الأتيان بأنظمة متواطئة لتمرير اخطر مخطط يستهدف الشعوب العربية والإسلامية ومقدساتها ومستقبلها، وهذا المخطط الذي اطلق عليه (صفقة القرن) والذي أعطى الادوات مدة 4 سنوات لتحقيق خضوع كامل لما جاء فيه، حيث توقعوا أن يقابل بمعارضة ضعيفة في الدول التي تحكمها انظمة عميلة، كما توقعوا صعوبات لتقبل المخطط في دول أخرى؛ لذلك كان يجب أن يتم نشر الفوضى فيها لتمكين العملاء من حكم هذه الدول.

طبعا فشل المخطط في بعض الدول، ولكنه كان لا يزال تحت الأعداد في اليمن نظرا للوعي المتزايد في هذا البلد وصعوبة تحرك العملاء بين اوساط الشعب، وقد قام العملاء لسنوات بأستغلال الحالة الإقتصادية الصعبة التي سببها العدوان وأدواته لبث أكاذيبهم واشاعاتهم التي حاولوا بها تدمير صمود الجبهة الداخلية لتخفيف العبء الثقيل الذي أثقل كاهلهم وكاد يقصم ظهورهم في الجبهات العسكرية. كما قام هؤلاء العملاء بعملية تدمير ممنهجة ومستمرة لعمل المؤسسات الحكومية مستغلين حالة التسامح التي لم تقصيهم من مناصبهم، وبدلا من أستغلال الفرصة لفتح صفحة جديدة قام هؤلاء بخيانة الأمانة وخيانة شعبهم ووطنهم، ومدوا أيديهم النجسة لأعداء بلدهم وشعبهم ليمهدوا الطريق لأحتلال اليمن وأستعباد اليمنيين!

وكان موقف شعبنا الحر هو أكبر وأهم موقف عبر فيه المسلمون عن رفضهم لصفقة ترامب وأرتباطهم بفلسطين والقدس، في مشهد أثار حفيظة العملاء وجعلهم يقررون أن يشنوا هجوما ينهي هذا الصوت الحر إلى الأبد، ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وتحول الهجوم إلى سقوط مدوي بات يهدد المرتزقة في أهم معاقلهم.. وكان أن وصلت تداعيات تلك الهزيمة إلى حالة أرباك لدى خلايا العدوان في الداخل لتنكشف أكثر وتسقط، ومع سقوطها تتضح مدى خيانتهم لدينهم وشعبهم.

اليمن بات الجبهة الأصلب والأقوى والتي تحطمت عليه كل أوهام العدوان الأمريكي السعودي، كيف لا وهذا الشعب الذي يملك موروثا عظيما من القيم والمبادئ يؤهله ليقود الأمة للتخلص من براثن الأستعمار وادواته، وما هذا الصمود أمام العدوان الأكبر الذي أستهدفنا ثم ما تلاه من التحول من الدفاع إلى الهجوم إلا مقدمات لسقوط الهيمنة على البلد والمنطقة..

يجب علينا أن نلتف حول الحق والعدل والقيم، وننبذ كل اشكال الضعف والخيانة والشر من أي جهة كانت، وكشعب واحد نتحرك في أهم مرحلة في تاريخنا لننعم بعد النصر الذي بدأت تلوح بشائره بالخير والعزة والحرية والسيادة، لقد أستضعفوا شعبنا ردحا من الزمن نتيجة تواطئ بعض الأنظمة ضدنا حتى قيل أنه لا أمل فينا، وها نحن نعلمهم درسا مهما عن الشعب اليمني المسلم العظيم، وعن أرضنا التي سميت قديما “مقبرة الغزاة”.. والله المستعان.