أميركا.. اُم الفساد في الارض
بقلم: السيد ابو ايمان/ موقع العالم
المتتبع للتحركات الاميركية في المنطقة وفي العالم يلاحظ بالعين المجردة العزلاء غير المسلحة ان كل جرائم الارض ونزاعاتها وضغوطها السياسية والاجتماعية ومصائر شعوبها تقف وراءها الولايات المتحدة الاميركية خصوصا في منطقة غرب آسيا حيث وجود الغدة السرطانية “اسرائيل” التي ترعاها الولايات المتحدة على حساب ارادة وطموحات شعوب المنطقة ومنها الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت ارضه وشرد أبناؤه في اصقاع الارض.
تعرض لهذا الملف مؤخرا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي شدد على ان “اميركا ليست قدرا مكتوبا”.. وذلك في الذكرى الـ41 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، وذكرى اربعينية القادة الشهداء الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، وعموم شهداء محور المقاومة، حيث شدد السيد نصر الله ان “على المستضعفين في كل العالم ان يعلموا انهم يستندون على قلعة صلبة هي ايران، ومع مرور الايام تزداد هذه القلعة صلابة”.
وعرج السيد نصر الله الى السياسة الاميركية الاستحواذية في المنطقة والعالم مؤكدا ان مآل السياسة الاميركية لابد ان تصل الى خط النهاية والفشل امامم ارادة الشعوب “اذا قررت الشعوب الرفض والمقاومة”، ورأى ان “الأهم من خطة ترامب موقف الفلسطينيين أنفسهم والموقف الفلسطيني هو الحجر الأساس في مواجهة خطة ترامب والشعب الفلسطيني بالإجماع عبر عن موقف حاسم ورافض وهذا متوقع وطبيعي”.
المستعرض لسياسات اميركا وربيبتها “الكيان الاسرائيلي” يجد ان الولايات المتحدة تصر على استخلاص مصالحها في العالم اولا وبالخصوص في منطقتنا الغنية بالنفط ولو بالقوة العسكرية او الناعمة، كما وتصر على دعمها والوقوف الى جانب الغدة السرطانية “اسرائيل” وهذان الاصراران (المصالح و”اسرائيل”) هما سبب سياسة التعنت المنحازة غير المنصفة التي تتخذها الولايات المتحدة في منطقتنا والعالم..
لذا نلاحظ دعم الولايات المتحدة للكيان الاسرائيلي لابقاء هذه الغدة السرطانية جاثمة على قلب العالم الاسلامي والعربي ودعمها للحرب ضد الشعب اليمني الذي يسعى لنيل حقوقه وتحرير كامل تراب ارضه من اطماع الاستكبار العالمي الذي سلط عليه تحالفا سعوديا عربيا اقليميا لوأد طموحه وتدمير أرضه وبناه التحتية وارجاع السطوة الاميركية على هذا البلد الحر بشعبه، وأيضا لتستفيد أميركا إقتصاديا ببيع اسلحتها لدول تحالف العدوان الذي ترأسه المملكة السعودية.
خلاصة القول ان الولايات المتحدة هي من تقوم بمواجهة مع كل شعوب وحكام المنطقة والعالم الذين يرفضون الاستسلام لارادتها، لذا لم نجد موقفا مؤيدا لخطة ترامب.. سوى شخصه ونتنياهو. بل ان اميركا هي المسؤولة عن فظائع “داعش” التي ارتكبت المجازر المهولة في العراق وهددت مصير العراق وفعلت الأفاعيل في سوريا، فمن أجل فرض مشاريعها تلجأ الى كل الوسائل المتاحة لديها العسكرية والسياسية الدبلومسية وتحريك الهيئات الدولية والاممية لصالحها.
أميركا عندما تحتاج إلى حرب عسكرية تقوم بذلك وعندما تحتاج إلى حرب بالوكالة تقوم أيضا بذلك، وسيان الامر عندما تحتاج إلى اغتيال أو ضغوط مالية واقتصادية أو فتح ملفات قضائية.
السيد نصر الله المح الى بصيص امل ينجي الشعوب من المخالب الاميركية وحماتها في المنطقة وذلك من خلال مواجهتها بنفس الوسائل ومن خلال المقاومة الشاملة وحتى السياسية وعلى امتداد عالمنا العربي والاسلامي، فالمواجهة الجديدة لا مفر منها لأن الطرف الآخر يهاجم ويبادر ويقتل ويشن الحروب، فالادارة الاميركية تعتبر أعلى مصداق للشيطنة وللإرهاب وللتوحش والعدوانية والتكبر والاستعلاء والافساد في الأرض، وذلك ما يفرض على شعوبنا في المنطقة الذهاب للمواجهة الأساسية، فليس أمام شعوب المنطقة أمام هذا العدوان الأميركي المتعدد والمتنوع الاوجه والجوانب إلا خيار المقاومة الشاملة والشعبية في كل ابعادها الثقافية والاقتصادية والسياسية والقضائية..
الى هذا المنطق يشير السيد نصر الله الى ان مواجهتنا الحالية للاطماع الاميركية لا زالت في مرحلة رد الفعل ورد الفعل البطيء لذا نحتاج في هذه المعركة إلى الوعي وأن ندعوا إلى الحقيقة الواضحة وإلى عدم الخوف من أميركا وإلى الثقة بالله وبقدرتنا وقدرة أمتنا.. نحتاج إلى أمل بالمستقبل وان نؤمن ونتيقن بأن أميركا و”اسرائيل” ليستا قدرا محتوما..