حقيقة منظمة الأمم المتحدة
المستشار/ ثابت الحاشدي
مُخطئٌ مَن يعتق أن الحل فيما يجري لليمن من عدوان سافر سينتهي على طاولة الأمم المتحدة.
ومُخطئ من يعتقد أن الأمم المتحدة هي من تمتلك العصى السحرية في حل جُل قضايا العالم العربي.
هل تدرون لماذا؟.
سأقولُ لكم السببَ لعدم تفاؤلي في نجاح الأمم المتحدة في حل قضايا العالم العربي، وأنا على ثقة من موافقتكم لي بالرأي لما سأطرحه عليكم في هذه السطور.
لنكون واقعيين ونراجع تأريخ هذه المنظمة الأممية فقط منذُ العام1990م، لا أريد الذهاب بداية تأسيس هذه المنظمة التي شكلها ويُديرها منذُ التأسيس وحتى اليوم.. أعداء الأمة العربية والإسلامية والذي حذرنا منهم رب العالمين في مُحكم كتابة بعد بسم الله الرحمن الرحيم ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) صدق الله العظيم..
أولاً: العراق:
يا سادة يا كرام.. من الذي أعطى الضوء الأخضر لغزو العراق وتدمير جيشه وبنيته التحتية ونهب ثرواته وزرع العمل والمرتزقة والقتلة وإنشاء جماعات إرْهَـابية ودعمها بالمال والسلاح بل وفتح وسائل إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية تدافع عن تلك الجماعات وحتى اليوم لا يزال بلدنا العربي العراقي يُعاني؟.
أليست الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها الذي تديره الموساد والمخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية الدول الأكثر عداءً والأكثر استفادة من توتر الأوضاع داخل الوطن العربي؟.
ثانياً: فلسطين:
كم هي الاعتداءات والانتهاكات التي أقترفها الكيان الصهيوني في حق أبناء الشعب الفلسطيني منذُ 1990م وحتى اليوم ولم يحرك المجتمع الدولي ساكناً بل إنهم ساعدوا وساندوا بإصدار قرارات تخدم الكيان الصهيوني وتساعده على قتل واعتقال الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن وتدمير المُدن والقرى والبُنى التحتية للشعب الفلسطيني بل وتم انتهاك كافة العهود والمواثيق الدولية وبدعم أممي.
ثالثاً: أفغانستان:
منذُ أحداث الـ 21 من سبتمبر ودولة افغانستان تحت الاحتلال الأمريكي والغربي والقصف طال كُلّ شبر فيها ودون أي مسوغ قانوني وبقرار من منظمة الأمم المتحدة يستمر احتلال هذا البلد ويستمر انتهاك حقوق الإنسان الحديث طويل لا نهاية له.
رابعاً: الإرْهَـاب وتفشيه منذُ العام 1999م:
ما لحق بالأمة العربية والإسلامية من ضرر تسببت به الجماعات الإرْهَـابية التي انتشرت بسرعة البرق في جميع الدول العربية والإسلامية وبشكل قوي جعلها أي (الجماعات الإرْهَـابية) تضرب في عُمق جميع الدول العربية والإسلامية جعل الشعوب تنتفض ضد تلك الجماعات المتطرفة التي اعتبرتها الشعوب العربية والإسلامية دخيلة على بُلدانهم، مما شكّل ذلك المعتقد ضغطاً على رؤساء وحكومات الدول العربية والإسلامية التي بدورها عقدت لقاءات ومؤامرات دولية واقليمية لمواجهة تلك الجماعات المتطرفة والإرْهَـابية واتفق كافة الدول العربية والإسلامية محاربتها والتخلص منها، وبالفعل دول كثيرة ومنها اليمن استطاعة أن تضرب بيد من حديد وتم الحد من انتشار تلك الجماعات.. ولكن صُناع الإرْهَـاب وداعمي الإرْهَـابيين لم يكونوا يتوقعوا أن تفشل مساعيهم في تدمير الدول العربية وخلخلة الأنظمة عبر ما ترتكبه تلك الجماعات الإرْهَـابية مما جعلها تُسارع إلى عقد مؤتمرات دولية داخل قبة الأمم المتحدة وتشكيل منظمة دولية لمكافحة الإرْهَـاب ظاهرياً، (ودعم الإرْهَـاب) من وراء ستار.. ولكي تنجح منظمة مكافحة الإرْهَـابية. سارعت الدول الغربية الداعمة للإرْهَـابيين إلى تكليف أجهزتها الاستخباراتية بعمل بعض التفجيرات داخل بُلدانه لكي يصدق العرب والمسلمون بأن هناك تنظيم إرْهَـابي أسمه (تنظيم القاعدة) وعبر وسائل الإعلام التي تم تجهيزها لتلك الجماعات المتطرفة التي صنعها الغرب لتشويه صورة الإسلام والإضرار بالمسلمين.. انذهلت شعوب العالم من قدرات تلك الجماعات من اختراق كافة التحصينات وضرب أي هدف يُريدانه!!، حتى أن الشعب الأمريكي والبريطاني انطلت عليهم تلك الأحداث خاصةً وأكبر عمليات نفذتها الجماعات الإرْهَـابية كانت داخل أمريكا وبريطانيا.، وصدقتها الشعوب العربية والإسلامية الضعيفة مما ساهم في انتشار تلك الجماعات بل وتم تجنيد أعداد كبيرة جداً من صغار السن والشباب العاطل عن العمل وصار التنظيم الإرْهَـابي دولة (الدولة الإسلامية) (داعش) بدأ نشاطهم داخل الحدود السورية الإسرائيلية التركية وتحت مظلة الإخوان المسلمون (جبهة النُصرة) التي تدعمها المملكة السعودية وقطر وتركيا وقام بتسليحهم التحالف الدولي النيتو… إلخ.
خامساً: الربيع العربي (العبري):
مصر..
اليمن..
ليبيا..
سوريا..
تونس..
فقط خمس دول عربية وإسلامية ثلاث دول من قارة أفريقيا هي (مصر وتونس وليبيا) وبلدين من قارة آسيا هي (اليمن وسوريا).
نتساءل: لماذا هذه الدول بالذات؟!
الجواب هو:
يا سادة يا كرام: مصر هي أم الدُنيا والحاضنة لكل أبناء شعوب العالم وفيها الحضارات المتعددة التي لا توجد في أي بلد، وخاضت حروباً طويلة جداً مع بريطانيا وامريكا وإسرائيل وغيرها وحققت انتصارات سجلها التأريخ بأحرف من ذهَب ووقف شعبها وجيشها وحُكامها مع كافة الشعوب العربية والإسلامية بل وشارك جيشها في انتصار الحق لعدد من الشعوب العربية والإسلامية، والتأريخ شاهد على ذلك.
لم يُعجب صُناع الإرْهَـاب وداعميه تلك النجاحات للشعب المصري وجيشها البطل وظل يتربص بهم حتى سنحت لهم الفرصة في شراء بعض الولاءات من السياسيين والمنبوذين وخاصةً قيادات الإخوان المسلمين ومدهم بكافة الأموال وبأيادي عربية مثل قطر والمخابرات السعودية التي كان تمد الإخوان في مصر بكافة الأموال التي جعلتهم يصنعون ثورة مستغلين طيبة الشعب المصري وظروف بعض الشباب ولكنها لم تحقق مبتغاها كون الشعب المصري اكتشف تلك الألاعيب مبكراً.
الجمهورية اليمنية.. نجاحات وتنمية وديمقراطية وجيش قوي وحضارة واكتشافات نفطية وغاز بشكل مهول جعل صُناعَ الإرْهَـاب يحتاطون من تلك النجاحات خاصةً الجارة السعودية التي ترتبط مع اليمن ارتباطاً ليس فقط الجورة بل والأرض والإنسان والقبائل و”النسوبة” والمصاهرة فلم تُظهر المملكة السعودية وحُكامُها أيَّ عداء للشعب اليمني طيلةَ عقود، بل إنها مُجبرةٌ على تقديم الدعم والمساندة والقبول بتشغيل الأيدي العاملة اليمنية؛ كون اليمن تعتبرُ الدرعَ الواقي للمملكة وأيضاً المملكة ضمن ثلاث مُدن يمنية مع ريفها لمملكتها هي (جيزان ونجران وعسير)، كي تتم مساندة ودعم الشعب اليمني وكل عشرين عاماً يتم الجلوسُ بين حكومات البلدين لمناقشة التجديد لوثيقة معاهدة الطائف التي أشرفت عليها منظمة الارتزاق (الأمم المتحدة)، يعني هناك ارتباطاً وثيقاً وَأية مساعدات قدمتها السعودية للشعب اليمني ما هي إلا إيجار للأراضي اليمنية التي ذكرناها آنفاً.
لم يسلم اليمن من فوضى الربيع العربي (العبري) بل إن آثاره لا تزالُ حتى كتابة هذا الموضوع ويتضح جلياً أن الغربَ استعان بالدول الخليجية لتمويل الفوضى الخلاقة التي طالت الدول الخمس والتي يكن لها الغرب العداء؛ كونها كادت تفشل مخططاتهم في التصدي للجماعات الإرْهَـابية التي دخلت الأراضي اليمنية عن طريق حدود اليمن مع المملكة وقد اتضح أن المملكة هي من تمول تلك التنظيمات والجماعات الإرْهَـابية ومعها دولة قطر، ونكتشف أيضاً أن الأحزاب الإسلامية هي اليد التي تُساعد في انتشار تلك الجماعات الإرْهَـابية بل وتقوم بحمايتها وإرسال كُلّ احتياجاته وتسهيل كافة مهامها.
نجح الربيع الإخواني باليمن ومصر وليبيا وتونس في الوصول للسُلطة ولكنه سريعاً ما سقط وبالضربة القاضية وتم سحقهم في سوريا وحصرهم في مناطق حدودية مع الدول المساندة لهم مثل تركيا وإسرائيل بينما في مصر أسقطهم الشعب بانتخابات رئاسية مبكرة، ونجح رُعاة الإرْهَـاب في مساندة عملائها الإرْهَـابيين في ليبيا واليمن وتونس وسوريا على الأقل من أجل إيقاف أية إصلاحات أَوْ انتخابات قد نزيح تواجدهم داخل السُلطة، هذا ما هو حاصل لليمن وليبيا وسوريا وتونس.
وتحت مرأى ومسمع منظمة الارتزاق (الأمم المتحدة) بل أصبح واضحاً وجلياً أن الأممَ المتحدة هي اليد الطولى لما يحدث للوطن العربي وهي المشرع لكل الاعتداءات والانتهاكات لحقوق الإنسان التي تعرضت لها شعوب: ليبيا واليمن وسوريا، ولولا قراراتها لنجحت تلك الشعوب بحل مشاكلها..
هذا جُزءٌ يسيرٌ من نشاطات منظمة الارتزاق الأممية التي يديرها اليوم رُعاة وداعمي الإرْهَـاب علناً.
الحديثُ طويلٌ عن منظمة الارتزاقِ وداعمي الإرْهَـاب ومشوِّهي الإسلام من المسلمين!!!!.
ملحوظة:
يُفترَضُ تغييرُ الاسم من (منظمة الأمم المتحدة) إلى (منظمة الارتزاق) ودعم الإرْهَـاب.