الخبر وما وراء الخبر

تفاصيل نصف ساعة رهيبة في قلب حريق فندق دبي

200

أ ف ب:

روى مصور صحافي تفاصيل نصف ساعة رهيبة قضاها معلقا في أعلى طوابق الفندق الذي تعرض لحريق هائل في دبي ليلة رأس السنة. الحريق خلف عددا محدودا من الإصابات وأسبابه ما تزال مجهولة.
أمضى مصور صحافي نصف ساعة على حافة الطبقة الثامنة والأربعين، رابطا نفسه بحبل، على بعد أمتار من السنة اللهب التي التهمت واجهة أحد فنادق دبي الفخمة قبيل بدء احتفالات رأس السنة.
واندلع حريق هائل في فندق “العنوان داون تاون” القريب من برج خليفة، بينما كانت الحشود في محيط البرج الأعلى في العالم، تترقب عرض الألعاب النارية الذي يستقطب عشرات الآلاف واهتمام وسائل الاعلام. والتهمت النيران واجهة الفندق الذي يبعد مئات الأمتار فقط من البرج، أبرز معالم دبي، ودهمت المصور الذي طلب عدم كشف اسمه، بينما كان ينتظر وصديق له في قسم خاص بالموظفين، لالتقاط صور الاحتفالات.
وقال المصور لوكالة فرانس برس إن صديقه صاح “ثمة حريق!” واندفع سريعا نحو مخرج للطوارىء، في حين نظر هو إلى داخل الفندق، ليرى الدخان متجها إلى الشرفة حيث كان يقف.
ونظرا إلى عدم معرفته بمكان مخرج الطوارىء، وخوفا من “الموت اختناقا” في حال انتقاله الى داخل المبنى، وجد المصور نفسه امام “خيار وحيد”، وعمد الى ربط نفسه بالحبل العائد لعربة مخصصة لعمال تنظيف الزجاج. وأوضح “رأيت حبلا قويا” عائدا للعربة، “وقمت بسحب حوالى ثلاثين مترا منه، وربطته بحزامي”، قبل أن يقف على حافة الشرفة وينتظر المساعدة. وأضاف “الحبل كان منقذي”، لا سيما أن الحريق كان “على بعد ما بين سبعة إلى عشرة أمتار مني”، ولا يفصله عنه سوى جدار الشرفة.
وكرر المصور خلال الاتصال الهاتفي معه أن “الحريق كان قريبا جدا”. وخلال الانتظار، بادر المصور إلى طلب المساعدة بصوت مرتفع، وبعث برسائل نصية قصيرة إلى زملائه ليقوموا بابلاغ الدفاع المدني بموقعه.
طوال ذلك الوقت، كان الخوف يعتريه، وكرر لنفسه “اذا لم تصل المساعدة خلال ساعة، انتهى الامر. أنا ميت”.
وبعد مرور نصف ساعة، أيقن المصور أن رجال الانقاذ باتوا قريبين. وقال “كانوا قد وصلوا إلى الطبقة الأربعين. عندما بدأت برؤية أضواء وسماع وقع اقدام على الطبقة حيث أنا، أخذت أنقر على ألومينيوم الشرفة للفت انتباههم”، خشية أن يبحثوا فقط في الداخل.
وعمل رجال الدفاع المدني على التهدئة من روعه، فيما كان يقول لهم “أرغب في النجاة ورؤية زوجتي”.
وتابع “وجدوني على طرف المبنى”، وقاموا بنقله إلى الداخل وصولا إلى المخارج التي كانت تضيق بالدخان، قبل أن يقودوه إلى خارج المبنى حيث كانت سيارة اسعاف في انتظاره. وقال “اعتقد انني كنت الوحيد الذي بقي عالقا هذه المدة”.
وأكد القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة اخلاء “كل المقيمين” في الفندق الفخم، مشيرا إلى أن اسباب الحريق لم تحدد بعد.
وأفاد المكتب الاعلامي لحكومة دبي أن الحريق اندلع في الطبقة العشرين من الفندق الفخم، ولم يمتد إلى الاقسام الداخلية منه. وأظهرت لقطات بثتها قنوات تلفزيونية، ألسنة اللهب في الواجهة الأمامية المقابلة لبرج خليفة، في حين بدت أجزاء أخرى غير متأثرة، وأنوارها مضاءة.
وردا على سؤال عما شعر به وهو ينتظر، قال المصور الذي كان لا يزال متأثرا بعد مرور ساعات على الحادث “كنت متحمسا لأن (المناسبة) رأس السنة، اضافة إلى دفع من الادرينالين” جراء التجربة التي مر بها.
ورغم الحريق الهائل، مضت دبي في احتفالات رأس السنة كما هو مقرر. وأضاءت الألعاب النارية سماء مناطق مختلفة من الامارة، ولا سيما في محيط برج خليفة (828 مترا)، ومنطقة فندق برج العرب وغيرهما.