فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان”.
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 24 يناير 2020مـ -29 جماد الاول 1441ه ]
بقلم / فاضل الشرقي
الإستراتيجية القرآنية في الحرب والقتال تقوم أولا على الضربات القاتلة والمنكية بأعداء الإسلام لأنها أقرب طريقة لتحقيق النصر، وردع المعتدين، وفي الحرب والقتال يجب أن تكون ضربات المجاهدين للأعداء ضربات قاتلة، وموجعة، ومنكلة، وموجهة بشدة للأماكن القاتلة ففي قوله تعالى: (فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان) توجيه رباني بأن تكون الضربة فوق العنق، وهو “مفرق الجمجمة” الذي يعتبر أسرع مكان للقتل، واضربوا منهم كل بنان، وهي الأصابع والأيدي تقطع ليعجز عن حمل السلاح، وهذه التوجيهات القاتلة والحاسمة مهمة جدا في حسم الموقف مع العدو، وتعجيل النصر، والمطلوب هو أن تكون الضربات قاتلة وبسرعة عالية بما يعني حاليا أن توجه ضربات الرصاص للرأس أو القلب، فيصاب العدو في مقتل، وإن كانت آليات مؤللة توجه الضربات نفسها وتوجه وتسدد في مكامن ونقاط الضعف المدمرة، والمطلوب من هذه التوجيهات القرآنية الربانية الحكيمة أن توجه أشد الضربات للعدو في عتاده وعديده.
القتل مقدم على الجرح والأسر لأنه لا يحسم الموقف مع العدو إلا الضربات القاتلة والمدمرة، بل جاء النهي في القرآن الكريم للنبي “صلوات الله عليه وعلى آله” في قضية أسرى بدر عن الأسر والتركيز عليه أولا، لأن المطلوب هو القتل أولا لا الأسر، والأسر إنما يكون بعد الإثخان في القتل حيث يقول الله: “ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض” إذ المطلوب هو الإثخان في القتل، وهو التوسع في القتل، وضرب الأعناق، ووجه الله المجاهدين بضرب الرقاب مباشرة في قوله تعالى: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق) أي أن الأسر يكون بعد الإثخان والمبالغة والتوسع في القتل، وأمر الله المجاهدين بقتل الأعداء في أي مكان يتواجدون فيه للقتال فقال: (فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم).
وعلى هذا فإن المطلوب هو الإمعان في القتل والجزر للأعداء والتنكيل بهم في كل جبهة حرب، وميدان معركة، وبعدها يكون الأسر، والتعامل مع الأسرى وفقا للشرع الحنيف، وعلى هذا لن يوقف العدوان إلا القتل الذريع للأعداء والتنكيل بهم، والتدمير والفتك بعديدهم، وعتادهم، ومصالحهم مثلا بمثل ووزنا بوزن، وفقا لتوجيهات وتعليمات القيادة وليس بعشوائية، وعلى الناس أن لا يتهيبوا من وقع هذه الضربات وردود فعل العدو فكلما كانت الضربات منهكة ومدمرة وقاتلة كلما كان ذلك أقرب لتحقيق النصر والردع، والله أحكم الحاكمين.