الخبر وما وراء الخبر

من هو عدونا؟

17

ذمار نيوز || مقالات ||
[ 23 يناير 2020مـ -28 جماد الاول 1441ه ]

بقلم / محمد صالح حاتم

قال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) صدق الله العظيم “82“ المايدة .

هذا كلام الله واضح وبيَّن وليس فيه لبس أو غموض، وهو صالح لكل زمان ٍومكان،

فبعد كلام الله هذا، ماذا علينا نحن كعرب ومسلمين؟! إلا أن ّنتدبر آياته ونتفكر فيها، وبعدها سنعرف من هو عدونا ومن هو صديقنا!

المتأمل في حال أمتنا العربية والإسلامية، وما وصلت إليه اليوم من ضعف وهوان، وذل ومهانه، وانحطاط، يتساءل لماذا وصل بنا الحال إلى ما نحن علية اليوم، لماذا تتكالب علينا الدول؟ لماذا العربي يقتل أخاه العربي والمسلم يقتل أخاه المسلم ،والجار يعتدي على جاره؟ لماذا ثرواتنا تنهب ،وسيادتنا تنتهك ،وأجواؤنا تستباح ودماؤنا تسفك؟!

من أعطى امريكا الحق في قتل من تريد من العرب والمسلمين، ومن اعطاها الحق في احتلال أي بلد ٍعربي أو إسلامي، ومن منحها الإذن في تحريك اساطيلها وبوارجها الحربية في بحارنا ومياهنا الاقليمية؟

أي قانون تستند إليه لتقيم قواعد عسكرية في أي دولة عربية إسلامية؟!

بعد هذه التساؤلات التي لن يتجرأ أحد من قادة الانظمة الحاكمة العربية والإسلامية على أن يجيب عليها، فإن على شعوب الامة العربية والإسلامية أن تصحو من غفلتها، وأن ّتنهض من سباتها، لتميز عدوها من صديقها، وعلينا جميعا أن ّنعرف أن عدونا كما قال الله هم اليهود والمشركون، عدونا هو الكيان الصهيوني الغاصب، والمحتل لأراضينا العربية ومقدساتنا الاسلامية، عدونا هي امريكا الشيطان الاكبر، التي قتلت ملايين العرب والمسلمين بحُجة محاربة الارهاب، الذي يعتبر صناعتها وأحد اذرعتها التي زرعتها، لتكون ذريعة وحجة لاحتلال الشعوب العربية والإسلامية والتدخل في كل شؤونها.

فمن احتل ّافغانستان وقتل مئات الآلاف من الافغان المسلمين بحُجَّة محاربة الإرهاب؟ ومن احتل العراق وقتل ملايين العراقيين، ومن دمر سوريا، وليبيا والسودان والصومال، ومن دمر اليمن وقتل الآلالف من اليمنيين، ومن فرَّق العرب وشتتهم وقسمهم إلى دويلات ٍصغيرة، وطوائف ومذاهب، وهذا سني وهذا شيعي؟! هو عدونا امريكا واسرائيل، وأن ّمن تحالف معهم وساعدهم وساندهم بأمواله وجنوده من الانظمة العربية والاسلامية هو شريكهم في العداوة مع الشعوب العربية والإسلامية.

فعندما تقوم السعودية والامارات وتحالفهم الشيطاني بقتل اليمنيين وتدمير بلادهم واحتلال أجزاء من اراضيهم، ومعهم امريكا واسرائيل، وهنالك اليمني الحر والشريف الذي يدافع عن ارضه وعرضه وشرفه هل هذا اليمني على خطأ؟ هل هو إرهابي؟ هل هو عدو للإسلام لأنه لم يرضخ لأمريكا؟!

عندما تقوم امريكا باغتيال اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس، هل هذا أحله الله، وأن قتلهم عمل يرضي الله، وهل قتلهم سيقوي الأمة العربية والاسلامية، لأن امريكا تصنفهم إرهابيين؟!

علينا أن نعرف أن اي دولة ليست عميلة لأمريكا فإنها تحاربها وتتهمها بالإرهاب، وتفرض عليها حصاراً اقتصادياً حتى ترغمها وتجعلها تستسلم لمشاريعها وتكون تحت امرتها، وأن أي دولة تعاديها امريكا هي على الطريق الصحيح.

فعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تعي وتدرك خطورة ما تمر به امتنا وشعوبنا، وأن تقول لحكامها كفاكم متاجرة بدمائنا، كفاكم ارتهاناً لأمريكا وإسرائيل!

على الشعوب العربية والاسلامية أن تتحد وأن تتكاتف ،وأن تجمع كلمتها وتوجه اسلحتها نحو عدوها الأكبر امريكا واسرائيل، فعلى الشعب السعودي والإماراتي أن يعلم أن اليمنيين ليسوا اعداءهم، وأن عليهم أن يرغموا نظام آل سعود وعيال زايد على ان يوقفوا عدوانهم على اليمن ،لأن عدوهم الذي ذكره الله هم اليهود والمشركون .. واليمنيون ليسوا يهودا ًأو مشركين، بل إنهم اول من آمن بالرسالة وساند الرسول في نشر دعوته، وعليهم كذلك المطالبة، بإخراج القواعد الامريكية من دول الخليج والدول العربية والإسلامية جمعاء.