الشهادةُ حياة
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 17 يناير 2020مـ -22 جماد الاول 1441ه ]
بقلم || شمس الوجيه
تجول الكلمات في نسائِم الشهداء وتغوص حائِرة على ان تستلهم عظمة الشهادة فترى انها تكاد أن تغرق من عظمة وكرامة.
الشهيد.. إنه يعطي ولا ينتظر اي مقابل إنه يفيض من عطاءه دون أن ينتظر احداً أن يشكرهُ..انهُ يبذل دون مناً ولا اذى نستلهم منه انه مدرسة للوفاء واسطورة للتضحية والفداء هو من بنى لنا صرحاً من المجد والكرامة في بنيان العزة والشهامة .
نستلهم من الشهيد عناوين كثيره تشرح لنا انسانية وضمائِر حية لازالت الحمية على الاسلام والمسلمين باقية في قلوبهم.. وشجاعة لا مثيل لها ولا حدود.. الشهيد هو الوحيد الذي لانهاية لحياته هو الذي بمجرد أن يتمزق جسده يتبدل بجسد أفضل منه.. وهو الوحيد الذي يفتخر الأجيال بهِ على مر الأزمان.. فمهما تحدثناعنه لانجد كلام يليق به ولاتعبيرًا يعبر عن صدق عهوده سواءً مع خالقهِ أو مع الخلق الذين من حوله .
الشهيد هو من حمل روحهُ على كتفيه كي لا يكون لأعداء الامة أي تاثير على أبناء العالم الاسلامي فتكون غايته الوحيدة هي أن يجعل راية الإسلام هي العليا وراية الكافرين هي السفلى.
هو من بذل روحه رخيصة من أجل أن يبني أمة مترابطة ثقافتها القرآن ومشروعها الإيمان وغريزتها التقوى والخوف من الله اي انه لاشئ يثنيهم سوى جبروت رب السماوات والإرض والخوف من سوء عذابه.. فأي ايمان اغترس في قلوبكم ايُها الربيون تتمترس في جوارحكم حب الله والامتثال لأوامره …
صدقتم مع الله صدق قولاً وصرتم كماً حكى الله عنهم انهم رجالاً صدقوا ماعاهدو الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. حيث نستلهم من واقعنا الآلاف من القصص التي تحققت على ارض واقعنا فهناك معجزات صدعت كي ترسم للغافلين ان لا شي يثني عزيمة الصادقين المؤمنين المجاهدين الصابرين الذين جعلوا الحق مشعلاً يستنير بهِ المستضعفين .
الشهداء هم المشكاة من المصباح منه يخرج النور وبدونهِ لاشي سوى العتمة والظلمة والديجور ..تتسم لنا أمثلة الأبطال الذين تعمقت فيهم اصدق وانبل معاني الاخلاق والاخلاص كمثل السيد حسين و عبد القوي الجبري وجدبان واحمد شرف الدين والصماد وابو خليل وغيرهم من كانو محطة للالتزام فكانت شهادتهم ربح لهم. وكانت هي خسارة امة بأكملها لانهم كانو النجوم التي تضيئ دوماً لتصدع بجمالها وتنير قلوب المؤمنين.. اما عن التي فقدت أغلى مالديها هي لا تقل فضلاً عن أولئك المضحين الصابرين لأنها هي بداية هذه المشروع فلولا عظمتُها ما ابتنى العظماء جادت بفلذة كبدها وحبست دمعتها وتئلمت بسبب الم الفراق لكنها ورغم مرارة ألمها هي من تدفع بالشهيد الى ساحات العزة هي من تقويه وتذكره ان الدين والعرض والحرية اغلى شي يمتلكهُ الانسان المؤمن هي ومن جعلت قدوتها الزهراء هي من استمدت صبرها من زينب هي من جعلت كل اولئك العظماء شمعة تستنير بها صمدت كصمود الجبال الرواسي الذي لا تهتز لهُ اية شعره هي من نهلت وسقت ابنائها من ينابيع القوة والعزيمة والايمان هي من صبت نيران حقدها على العدو الحقيقي هي ام الشهيد صغيرٌ في حقها ان نوصفها بكل مايوصف بهِ العظماء فهي اعظم واشرف وانبل امرأةُ عرفها التاريخ…
اما عن السند الذي كان المعلم والمربي والاستاذ في فنون القتال والتشريعات والاحكام هم من تضرب بهِ الامثال هو من لم يمثل للشهيد اي حيزً او مانعاً في ان يسير على خُطا الانبياء الصالحين المتقين هو من غرس في نفس الشهيد تقوى الله والاستشعار لمراقبته. هو أبو الشهيد هو نابغة في العلم والاخلاق هو من يعلم الشهيد منذ نعومة اظافره أن الحق هو من يتغافل عنه الجميع وأن قليلُ من الناس الصالحين من يعي الحق وان الباطل والنفاق هما وجهين لعملة واحدة يدخل في الناس بلباس التقوى والأيمان ثم يكشف الله عن ذلك الستار فيكون كثيراً من الغافلين يتبعونه لكن في الأخير لايكون الاسلام إلا لأولئك القله الذين حملوه بجهودهم وجهدهم وجهادهم ودموعهم وصبرهم .. كرامة يحسد كل انسان عليها .. انها عظمة الشهادة والشهداء ..حتى أنها من عظمتها لا تقبل سوى النفوس العظيمة …وانها لاتليق الا بالصابرين ومن لهم عندالله الحظ العظيم .. حيث يقول عز من قائل (وما يلقاها إلا الذين صبرُوا ومايلقاها إلا ذو حظٍ عظيم)..فتقف الكلمات عاجزة عن وصف كرامات وتضحيات الشهيد..
وتستمر العبارات حائرة عن اختلاط الدم مع اريج الانتصار وعن من صنعوا الافاق بأيديهم كي يرسلو للعالم وللاعداء باان لا شي يثني رجال عرفوا الله حق معرفته فكانت الشهادة اسمى امانيهم ..نتعلم من الشهيد الشجاعة والزهادة ومعالي الاخلاق والعطاء وصفات الأتقياء الأنقياء والأنبياء ..هم الاحياء الذين لانهاية لحياتهم حيث قال المولى عز وجل لوصف لنا بعض مااعد الله لهم من النعيم بقوله(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء ولكن لا تشعرون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحق من بعدهم بأن لا خوفٌ عليهم ولاهم يحزنون)..لا خوفٌ عليهم هي من اكبر النعم التي اعدها الله ومن اجلها لكنها ليست هي الاخيرة بل هي انس للمؤمنين.. فسلام على ارواح صعدت إلى السماء لتنير لنا الحق وسلامٌ على اسركم التي انبتتكم نباتاً حسنا ..المجد والخلود الابدي لكم والشفاءالعاجل للجرحى والنصر المؤزر لشعبنا المظلوم.