لابد من أن تثق الشعوب بنفسها
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 17 يناير 2020مـ -22 جماد الاول 1441ه ]
بقلم || عدنان الكبسي
السيد الخامنئي في خطبة الجمعة يقول: (العالم الإسلامي لا بد أن يفتح صفحة جديدة عنوانها ثقة الشعوب بنفسها) في هذه الكلمات يدعو السيد الخامنئي العالم الإسلامي بأن يفتح صفحة جديدة تحت عنوان ثقة الشعوب بنفسها، هذه الثقة التي انتزعها الطاغوت من نفسية الشعوب.
الشعوب نفسها هي المتضررة من الإستهداف الأمريكي الإسرائيلي، وهي التي تتجرع المعاناة وتتذوق المرارة، الخطر الأمريكي والإسرائيلي يستهدف بشكل مباشر الشعوب عبر الأمريكيين والإسرائيليين أو عبر أدواتهم.
يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله: (فنحن أمام هجمة أمريكية وإسرائيلية فيها قتل للملايين من أبناء أمتنا، فيها احتلال للأرض، فيها انتهاك للعرض، فيها تدنيس للمقدسات، فيها مصادرة للاستقلال فيها مصادرة للكرامة فيها استعباد فيها إذلال فيها امتهان فيها نهب للثروات، هذه هي الحالة القائمة، والشواهد عليها يومية، في فلسطين، في اليمن، في العراق، هجمة واضحة هجمة استكبارية هجمة طغيان).
فنحن كشعوب مسؤوليتنا أمام الهجمة الأمريكية والإسرائيلية أن نتحرك لدفع الضرر وردع الشر، على الشعوب الإسلامية فعلاً أن تفتح صفحة جديدة تحت عنوان ثقة الشعوب بنفسها، أن تعيد الشعوب الثقة في نفسها، أن تعرف أنها قادرة على أن تقف على قدمها وباستطاعتها كسر هيمنة الإستكبار العالمي وإن تخاذلت حكوماتها وتبرأ منها علماؤها.
ما الذي تنتظره الشعوب من أنظمتها العميلة وعلماء السوء؟، لن تقي الأنظمة العربية والحكومات الإسلامية الشعوب الشر، ولن يدفع علماء السوء الخطر عن الشعوب، ناهيك أنهم هم أنفسهم من يجلب الخطر والشر على شعوبهم.
حتى ولو تحركت الحكومات بصدق والعلماء بإخلاص لابد من تحرك الشعوب، لأن القضية قضية الشعوب، يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: (التحرك مسؤولية الشعوب أولاً فما الذي تنتظره الأمة.؟ يجب أن تتحرك الشعوب وألا تنتظر للأنظمة لا تنتظر على المستوى الرسمي أن يكون هناك تحرك بالشكل المطلوب، ولو كان هناك حتى صدق نوايا، حتى صدق نوايا لدى الحكومات لا غنى عن دور الشعوب، وللشعوب الحق أن تتحرك لأنها مسئوليتها، وهي أيضاً المتضررة من هذا الخطر، على الشعوب أن تتحرك، وأن تصنع هي الموقف، وأن تتخذ هي القرار، وأن تفرض التوجه حتى على حكوماتها، أو تصنع حكومات لها، تتبنى قضاياها، وتدفع الخطر عنها، وليس حكومات لصالح أعدائها تنفذ مخططاتهم وتتبنى مؤامراتهم، ومكائدهم).
هذه الصفحة الجديدة التي على الشعوب فتحها، لقد حان أن تتظافر الجهود، وأن تتوحد الصفوف في مواجهة الخطر الأمريكي والإسرائيلي على الأمة الإسلامية يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله أيضاً (يمكن لأمتنا اليوم أن تتظافر جهودها إذا تظافرت جهود أبناء هذه الأمة في التصدي للخطر الأمريكي والخطر الاسرائيلي وتعاون الجميع بالفعل وبالموقف فالنتائج بإذن الله هي النصر المحتوم، إرادة الله مع عباده المستضعفين، نحن الأمة المظلومة المضطهدة المستهدفة التي هي في موقف الحق، وهم البغاة والمعتدون والطغاة الظالمون المستكبرون، هم الذين يعتدون ونحن في موقع الدفاع المشروع، مظلوميتنا كشعوب مسلمة مظلومية واضحة لا غبار عليها)، ويقول السيد القائد أيضاً: (دور الشعوب حتمي وضروري، هو ضرورة وهو مسئولية، الشعوب إذا لم تتحرك هي لحماية نفسها بنفسها، ولتحمل هي المشاريع العملية الحقيقية البنّاءة التي تبنيها لدفع الخطر عن نفسها وتعزز من حالة الدفاع في مواجهة الخطر فهي متضررة، إذا لم تتحرك في هذا الإتجاه فالخطر كبير والضرر فضيع والعواقب سيئة).
فيجب على الشعوب التحرك الجاد والفعلي لتتحرر من قوى الشر والطغيان، الشعوب معنية بالتحرك وعليها مسؤولية الجهاد في سبيل الله، وهي المعنية أيضاً بتوجيهات الله في كتابه العزيز، وعليها مسؤولية أن تدافع عن نفسها، لتبقى حرة مستقلة لا تنحني للطاغوت ولا تستسلم للشر.
الفرصة مواتية للشعوب أن تتبنى قضاياها وأن تحمل همومها وأن تنهض بمسؤوليتها، وإرادة الله مع إرادة الشعوب إذا تحركت بجد وصدق وإخلاص واهتمام وستكون العاقبة الحسنة للشعوب باذن الله تعالى.