أبناء ذمار في الذكرى السنوية للشهيد: الشهداء رتَّلوا أنشودة الشهادة وكتبوا قصائد النصر وامتلكوا ناصية الخلود
يجدد اليمنيون الأحرار في أسبوع الشهيد من كل عام عهد الوفاء لدماءٍ روت بطهرها كل شبر من أرض الوطن.. وتشهد محافظة ذمار في الذكرى السنوية للشهيد فعاليات متنوعة وأنشطة مختلفة تشارك فيها الفعاليات الرسمية والمجتمعية، يجتمع فيها أبناء المجتمع المحلي على قصص المجد والفخر والبطولات التي خطها شهداؤنا الأبرار.. ومن وقع دمائهم الزكية يشيَّدون منارة تؤجج جذوة النضال في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي حتى يتحقق النصر الكامل على امتداد الأراضي اليمنية.
استطلاع / ماجد السياغي
فقد دشن القائم بأعمال محافظ ذمار أمين عام المجلس المحلي مجاهد شايف العنسي ومشرف المحافظة فاضل محسن الشرقي
فعاليات
الذكرى السنوية للشهيد بمهرجان خطابي وفني .. وفي المهرجان – الذي نظمته مؤسسة الشهداء بحضور وكلاء المحافظة وأعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الإشرافي والقيادات الأمنية والعسكرية وأبناء المجتمع المحلي – جدد الحاضرون عهد الوفاء لدماء روت بطهرها كل شبر من أرض الوطن، في إطار معركة التحرير ضد الغزاة والمعتدين والمرتزقة الذين باتوا يدركون استحالة الانتصار على شعب عشق الشهادة.
وألقيت عدد من الكلمات أشارت إلى أن الذكرى السنوية لأسبوع الشهيد التي تطل علينا هذا العام على وقع الانتصارات المتتالية التي يسطرها ابطال الجيش واللجان الشعبية تجتمع فيها مكونات الجسد اليمني لخدمة ذوي الشهداء والجرحى الذين قدموا أغلى ما لديهم، وأكدت أهمية الاهتمام والرعاية بأسر الشهداء وتقديم الرعاية لهم تقديراً وعرفاناً بتضحيات الشهداء العظيمة التي بذلوها فداءً للأرض والكرامة..
وفي ختام المهرجان الذي تخللته فقرات إنشاديه عبرت عن عظمة المناسبة كرَّمت قيادة المحافظة عدداً من أسر الشهداء بشهادات التقدير.
أنبل بني البشر
كثيرةٌ هي الأنشطة المرتبطة بالذكرى السنوية للشهيد التي تشهدها محافظة ذمار، ومنها المهرجانات والأمسيات والندوات التي تقيمها مؤسسة الشهداء والجهات الرسمية وأبناء المحافظة في عموم المديريات وسط اهتمام رسمي وتفاعل مجتمعي.. وقد اجمع المشاركون على أن التفاعل الشعبي والمجتمعي العريض مع مجمل الفعاليات والأنشطة في أسبوع الشهيد يؤكد المكانة العظيمة لأنبل بني البشر الذين نستمد منهم معاني التضحية والفداء من أجل الأرض والعرض .
معتبرين أن الذكرى السنوية للشهيد مناسبة لإعلاء صوت الحق الذي رفعه الشهداء الرافض كل أشكال الوصاية ولتحقيق المزيد من الانتصارات، والمضي قدماً في الدفاع عن عدالة قضيتنا وتحرير أرضنا من دنس الغزاة والمرتزقة وأذناب دول تحالف العدوان.
تحية إجلال
نالوا من الحياة أسمى ما يناله البشر، رتلوا أنشودة الشهادة من أجل كرامة الوطن وعزة أبنائه فباتوا اخلد الأحياء، ونلنا نحن من وقع دمائهم الزكية قصائد النصر المكللة بالعزة والمجد، فتحية إجلال لكل اسرة شهيد قدمت أغلى ما لديها من أجل أن نحيا وينتصر الوطن.
اختزلت هذه الكلمات مجمل الزيارات التي قامت بها قيادة المحافظة والفعاليات السياسية والمجتمعية لأسر الشهداء وذويهم.. وخلال الزيارات نقل الزائرون تحيات قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى. لجميع أهالي وذوي أسر الشهداء .
من جانبهم ثمن أهالي الشهداء وذووُهم هذه الزيارات، ويرون أن نهج الشهادة الذي اختاره أبناؤهم يأتي انسجاماً مع نهج مقاومة الغازي والمحتل للذود عن قدسية الوطن الذي ترخص من أجله الحياة، مؤكدين أن أرواح الشهداء الطاهرة ستؤجج العزيمة والهمم وتعزز قيمة الشهادة نحو المراد الأسمى الذي تختصره قضية الوطن وعشق الأرض وكرامة أبناء الشعب اليمني الصامد في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
رياض الشهداء
ثمة اختلاف في الشكل والمضمون بين المقابر العادية ورياض الشهداء، وقد يقول قائل أن الاهتمام برياض الشهداء من تشجير وتزيين وتسوير وغيره يضفي جمالاً للناظر.. نعم هذا لا يختلف عليه اثنان ويعكس أيضا الاهتمام برياض الشهداء والاهتمام بالقضية التي ضحوا من أجلها وهي قضية الدفاع عن الارض والعرض، غير أن هناك جانباً روحياً ومشاعر مختلفة لا تنفصل عند كل زائر لرياض الشهداء حيث تبيح السكينة بما تسره النفس، ويميت طهر الفضاء جراثيم اليأس والقنوط ذلك لأن الله ميزهم في الدنيا والآخرة.
وتشهد رياض الشهداء في عموم مديريات محافظة ذمار زيارات متواصلة على مدار العام إلا أنها تنشط في أسبوع الشهيد، حيث تتزين مراقد الشهداء بالورود وكل جميل ويكثر الزوار على شكل مواكب تتقدمها قيادة المحافظة المدنية والعسكرية والفعاليات الرسمية والسياسية وأبناء المجتمع المحلي وأهالي وذوو الشهداء، ليضع الزائرون أكاليل الورود على أضرحة الشهداء الطاهرة الذين ضحوا بدمائهم في سبيل ان نحيا بعزة وكرامة ، ويقفون دقائق يدعون بصمت لأرواح الشهداء
أكثر مما تقوله دقائق العمر كله.
تضحيات عظيمة
حين تزور معرض الشهداء المركزي في مدينة ذمار ومعارض الشهداء الفرعية في مديريات المحافظة تقرأ أسماء الشهداء الذين ينتمون من كل قرية وعزلة ومديرية ومدينة وحي في مشهد يعكس واحدية الهدف والمصير والنضال المشترك في وجه العدوان.
وحين تنظر إلى صورهم ترى قوة الحق التي لا تهزم ولا تلين، صلبة وعتيقة كالأرض التي خلقوا منها، أما حين تنظر إلى إجمالي الشهداء فيملؤك اليقين كم هي التضحيات عظيمة لكنها تؤسس لوطن قوي تصوغ مستقبله دماء الشهداء وأنات الجرحى وصمود الملايين الأحرار وتضحياتهم العظيمة.
أروع البطولات
في كل قرية حكاية بطولة وقصة من قصص المجد خطها الأبطال مخلدين مآثر خالدة تكتب تاريخاً مرصعاً لا يمكن اختزاله في كلمات لتعيش خالدة في ذاكرة الأبناء كما هي في الذاكرة الوطنية، ولا يتسع الحديث عن هذه البطولات فكل شهيد يعد بطلاً ولديه قصة مجد وفخر وسيظل الشهيد عبد القوي الجبري والشهيد عيسى علي العكدة من الشهداء الذين سطروا أروع معاني عشق الوطن.
منتصباً كعمود النور
رداً على همجية العدوان في القتل والتدمير والحصار الجائر تحرك الشهيد عبد القوي الشاب العشريني من أبناء قرية عين عرة بمديرية جبل الشرق للدفاع عن الأرض والعرض متسلحاً بعقيدة فريدة يملؤه اليقين بأن ما يتعرض له الوطن من مؤامرات لا بد أن تُعمَّد بالبطولات، فسطَّر أروع ملاحم التضحية والفداء ضد الغزاة والمعتدين والمرتزقة من شذاذ الآفاق . فعندما انطلق إلى جبهات العزة والكرامة وأثناء دفاعه عن الوطن والعرض والشرف قام مرتزقة العدوان المدعومون من قوات الغزو الإماراتية بدفنه حياً وهو منتصبٌ كعمود النور.
بطل ملحمة الحجارة
من منّا لا يعرف ابو قاصف بطل ملحمة الحجارة، الشهيد ملازم أول عيسى علي العكدة من أبناء وصاب العالي الذي وثقته كاميرا الإعلام الحربي وهو يدحر مرتزقة العدوان في جبهة ناطع بمحافظة البيضاء يقذف في قلوبهم الرعب وزميله ابو اسلام الرازحي الذي سقط شهيداً فنال بثباته وسام الشجاعة من رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط وكرمه مجلس التلاحم القبلي بشهادة أولي البأس الشديد وكرمته قيادة السلطة المحلية من محافظة ذمار نظير شجاعته وإقدامه ، ولم تمنعه جراحه من العودة الى جبهات العزة والكرامة للتنكيل بأعداء الوطن حتى ارتقى شهيداً ليكون وساماً على صدر الوطن .
منارة
بات من المسلم به يقيناً أن الفعاليات والأنشطة التي أقيمت وتقام في الذكرى السنوية لأسبوع الشهيد تعد دليلاً قاطعاً عن المكانة التي يحظى بها الشهداء في القلوب والوجدان كما هي في العواطف والمخيلة، تجتمع فيها مكونات الجسد اليمني الرسمية والمجتمعية لخدمة ذوي الشهداء حفاظا على ثقافة الشهادة وقيم التضحية التي قدمها أخلد الأحياء، وتبعث تحية إجلال وتكريم لأهالي وذوي الشهداء ولكل أسرة شهيد قدمت أغلى ما لديها، ويُستمد من مفرداتها السير على نهج الشهداء والوقوف صفاً واحداً الى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية، أما التضحيات التي خطها شهداؤنا الأبرار من وقع دمائهم الزكية فستظل منارة تؤجج جذوة النضال في وجه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي حتى يتحقق النصر الكامل على امتداد الأراضي اليمنية.