أبرز تداعيات الضربة الصاروخية على القواعد الأمريكية في العراق
علي حكمت شعيب، موقع العالم
لقد بارزت الليلة الماضية الجمهورية الإسلامية في إيران أعتى قوة دولية، وهي مستمرة في هذه المبارزة حتى تحقيق أهدافها التي وضعتها وعلى رأسها إخراج الأمريكي من العراق على المدى القصير ومن المنطقة على المدى المتوسط.
نعم هذه هي الجمهورية الإسلامية في إيران السائرة على نهج القرآن التي تصدق وعدها وتعزّ شعبها وحلفاءها، وتغيظ القوة الدولية الأولى على مستوى العالم وتتحداها دون أن تجرؤ على الردّ، وتسير في درب امتلاك التقنية النووية والقدرات اللازمة لإنتاج السلاح النووي الرادع دون أن تنتجه أو تستخدمه، انسجاماً مع منظومتها الاعتقادية والقيمية.
ولقد استوفت بذلك جميع مواصفات القوة الدولية، وأصبحت شريكة في القرار على المستوى العالمي، وهذا يفرض عليها عدة تحديات وتغيّرات في الرؤى والسياسات والأهداف.
أما التداعيات الأخرى للضربة الصاروخية في الليلة الماضية على القواعد الأمريكية فيمكن إيجاز أبرزها بالتالي:
١- إظهار عزة وبأس واقتدار وصدق الجمهورية الإسلامية ومن خلفها عزة وقدرة ومتانة الإسلام المحمدي الأصيل الداعي الى الوحدة الإسلامية، وإلى رفض التبعية للقوى الكبرى، وإلى نصرة المظلومين والمستضعفين في العالم واستنقاذهم من أيدي المستكبرين ناهبي ثروات الشعوب، والذي استطاع أن يجعل إيران تقفز بسرعة قياسية من التبعية إلى السيادة والاستقلال والعزة والفاعلية على المستوى الدولي.
٢- تقديم الأسوة الحسنة للمستضعفين في العالم، دولاً وأفراداً للتخلص من الهيمنة الأمريكية عليهم.
٣- تعطيل فعالية الحظر الاقتصادي وسلاح الدولار بنسبة عالية جداً، وسيتلقى حلفاء أمريكا في الخليج الضربة تلو الأخرى في مواردهم النفطية والاقتصادية لتكف أمريكا عن لعبتها القذرة تلك.
٤- إطلاق يد المقاومة في العراق ومنطقة غرب آسيا للمساهمة في زعزعة الوجود الأمريكي.
٥- إحباط أهداف الحرب الناعمة الأمريكية في المجتمع الإيراني وفي المجتمع العراقي، وسينسحب الأمر سريعاً على ما تبقى من أهداف لها في المجتمع اللبناني.
٦- إسقاط هيبة أمريكا الحمائية وضرب قيمة سلاحها الاستراتيجي المتمثل في القبة الحديدية، التي لم تنفع في حماية القاعدة الأكثر تكلفة لهم على الصعيد التسليح والتكنولوجيا، والتي قال عنها ترامب إن قاعدة عين الأسد في شمال العراق غير عادية وقد كلفت أكثر من تريليون دولار مهدداً العراق بدفع تكاليفها وبحظر اقتصادي غير مسبوق في حال انسحابهم منها، فهل ستنفع تلك القبة الحديدية في تأمين الحماية لموارد حلفاء أمريكا الاقتصادية، لا سيّما النفطية منها، وهذا أمر سيكون له تداعياته السلبية الشديدة على أمريكا وحلفائها في منطقة غرب آسيا والعالم.
٧- إذلال أمريكا وتهشيم صورتها وتعميق الانقسام في طبقتها السياسية القيادية وفي قواعدها الشعبية الداخلية.
٨- دخول الجمهورية الإسلامية كلاعب أساسي على مسرح الانتخابات الأمريكية تمهيداً لأن يخسر ترامب الانتخابات الرئاسية المقبلة.
٩- بدء العمل ضمن سلسلة إجراءات محكمة ستُرى لاحقاً لإخراج الأمريكي من العراق في المدى القصير، ومن منطقة غرب آسيا في المدى المتوسط وحينئذ سوف تسقط الأذرع الأمريكية في المنطقة، لا سيما الذراع اليمنى لأمريكا المتمثلة بالكيان الصهيوني الغاصب والذراع اليسرى له المتمثل بالنظام السعودي.
وستتكامل هذه الجهود وستنسق مع كل من الصين وروسيا لإنزال أمريكا عن عرش التسلط على النظام العالمي، وقد رأينا إرهاصات ذلك في الأسابيع الماضية في المناورات البحرية المشتركة على أبواب مضيق هرمز بين إيران وروسيا والصين.