محور المقاومة وخيارات المواجهة. “ما بعد اغتيال سليماني”
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 5 يناير 2020مـ -10 جماد الاول 1441ه ]
بقلم / فاضل الشرقي.
بعد جريمة اغتيال القائد الكبير قاسم سليماني أصبح التواجد الأمريكي في المنطقة يمر بأسوء مراحل تواجده، ويعيش في مأزق شديد، وخطر كبير، ويمر بظروف إستثنائية ستنهي وتحطم هذا التواجد الذي أصبح أكثر عرضة للإستهداف المباشر في البر والبحر والجو، فكلما تطورت الأحداث كلما اقتربنا من
المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح تواجدها هدفا مشروعا لمحور المقاومة الذي تقوده وتتزعمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان الشهيد الكبير قاسم سليماني يمثل رأس حربته، والحضور المدهش للجماهير الإيرانية في مراسم التشييع اليوم، يبرهن على أهمية وثقل هذا الرجل العظيم، إضافة للصدى الكبير والتداعيات الخطيرة التي أحدثتها جريمة إغتياله .
هذا الحدث الكبير ألقى بظلاله على المشهد الأقليمي والدولي في المنطقة، وأحدث نقلة نوعية في مسارات الصراع مع الأمريكان والصهاينة، وبكل تأكيد سيرسم مستقبل المنطقة عموما، والجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة خصوصا، وإحداث هذه النقلة على مستوى المنطقة ما كان ليتم ولا بعد عشر سنوات، لو دماء القائد الكبير الشهيد قاسم سليماني.
الكل اليوم شعبويا ونخبويا ورسميا في كل جهات العالم يتحدث عن مستوى الرد كما وكيفا، ومكانا وزمانا، وقد حدد السيد حسن نصر الله ملامح تطورات مشهد واتجاهات ما بعد سليماني على مستوى المنطقة في خطابه عصر اليوم، إذ أصبح خيار المواجهة حتمي، وهي مسألة وقت فقط تقتضيها ضرورات وحتميات الحدث وتداعياته ومتطلباته والتزاماته، والرد هو دين والتزام في أعناق كل المجاهدين والأحرار والشرفاء، وأي رد لا بد أن يكون كبيرا بمستوى الحدث، وأن يكون مدروسا أيضا، وعامل الوقت لا يمثل أي مشكلة فقرار الحرب ليس من السهولة بمكان، وله متطلباته الفنية واللوجستية والتنفيذية والعملياتية، والتدابير والإجراءات الإحترازية والوقائية والإستشارية بين حلف ومحور المقاومة.. وبالتالي فإن أبرز تجليات المشهد وخيارات المواجهة كما يلي:
أولا: التحرك الضاغط تجاه إسرائيل واستهدافها ومحاصرتها، فالضغط الشديد على إسرائيل أهم نقطة ضعف لدى الغرب والأمريكان، وما من شك أن إسرائيل أكبر متورط في هذه العملية والجريمة، ولكن من الصعب تبنيها أو القيام بها منفردة.
ثانيا: الإستهداف المباشر للإنتشار الأمريكي الواسع في المنطقة في البر والبحر، في العراق أولا، وسوريا ثانيا، والقواعد العسكرية المنتشرة في دول الخليج ثالثا، وإن كانت هذه الأخيرة صعبة نوعا ما إلا أنها خطوة ستتدحرج الأمور باتجاها، وهذا يفسر صمت دول الخليج الظاهر -مع المباركة والتأييد الباطن- طبعا الحرب ستكون مكلفة وباهظة إلا أنها شيء حتمي وضروري.