أغتيال اللواء سليماني التداعيات والنتائج.
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 5 يناير 2020مـ -10 جماد الاول 1441ه ]
بقلم || محمد صالح حاتم.
إقدام امريكا على أغتيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني،وابومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد العراقي،بضربة جوية قرب مطار بغداد يوم الجمعة 3يناير 2020م،يعتبر شرارة اعلان حرب عسكرية مباشرة بين أمريكا وإيران.
ظل النزاع والخلاف الأمريكي الإيراني طيلة العقود الماضية بعيدا ًعن المواجهه العسكرية الحقيقية،مكتفيا ًبالتهديدات والمناكفات الاعلامية والخلافات السياسية،والحرب الأقتصادية،ولكن اليوم بعد قيام امريكا باغتيال اللواء سليماني،فأن الامور تغيرت،واصبحت هناك مواجهه حقيقية بين امريكا وحلفائها، وايران ومحور المقاومة ومعارضي السياسة والهيمنة الأمريكية من جهه أخرى،فبعد هذة العملية اصبحت المنطقة على صفيح ساخن،وأن هذة العملية تزيد من حدة التوترات،وتنذر بأعلان حرب قد تكون نتائجها وخيمة وكارثية ،ولن يكون أحد في مأمن منها.
فبيان مجلس الأمن القومي الإيراني بعد اغتيال سليماني كان شديد اللهجة متوعدا ً امريكا بتحمل عواقب حماقتها وأن الرد سيكون شديدا ً.
فأيران لن تسكت على اغتيال سليماني،وأنها ستقوم بالرد الحاسم على هذة العملية،فكل الخيارات امامها مفتوحه،وليست بحاجة لضرب اي هدف داخل الولايات المتحدة الأمريكية،فالقواعد الأمريكية تنتشر بكثرة في المنطقة واصبحت اهدافا ًمشروعة وتحت مرمى الصواريخ الإيرانية التي تمتلك القدرة لضرب أي هدف امريكي في المنطقة،وكذا دولة الكيان الصهيوني ليست بعيدة عن القدرات العسكرية الإيرانية.
فامريكا بحماقتها هذة ارتكبة خطأ ًكبيرا ًوفادحا ً،وكانت في غنا ًعنها،وهذا دليل على فشل السياسة والمشاريع الأمريكية الأمريكية في المنطقة وخاصة ًفي سوريا ولبنان والعراق، فامريكا ارادت من هذة العملية منع ايران من تقديم الدعم للعراق في مواجهة داعش واخراج ايران من العراق،ولكن سيكون العكس فبعد اغتيال سليماني ستكون نهاية للتواجد الامريكي في العراق،واللغاء للأتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق وامريكا، فامريكا ارادت تحويل مظاهرات العراقيين المطالبة بمحاربة الفساد وتحسين الاوضاع الأقتصادية، واسترداد أموال الشعب المنهوبة من قبل مسؤولين عراقيين، الى مطالبة بخروج ايران، ولكن في الأخير تحولة مطالب الشعب العراقي بضرورة خروج القوات الامريكية من العراق،من خلال محاولة اقتحام السفارة الامريكية في بغداد .
وكذا بعد خسارة امريكا في سوريا وطرد قوات داعش والقاعدة من معظم المدن والمناطق السورية،والتي كان لإيران دور كبير وخاصة ًالحرس الثوري واللواء سليماني كان له صولات وجولات في محاربة داعش والقاعدة داخل سوريا،وكذا اخراج داعش من المدن العراقية ،والتي كان للحشد العراقي المدعوم ايرانيا ً الباع الاكبر في طرد داعش واستعادة المحافظات والمدن العراقية.
وفشل المشروع الامريكي في تأجيج الصراع السياسي داخل لبنان بفضل الله سبحانة وتعالى وحكمة الرئاسة البنانية وقيادةحزب الله، ووعي الشعب البناني لخطورة المخطط الامريكي.
فكل هذا الفشل هو ماجعل أمريكا الأقدام على اغتيال اللواء سليماني.
وترامب كذلك اراد من هذة العملية تدشين العام الجديد لدعايته الانتخابية بأغتيال سليماني لتحسين صورته داخل الشعب الامريكي،ولكن العكس يقول أن صورة ترامب ازدات قبحا ًوقتامة ًفي العالم وفي أمريكا. ،نظرا ًلما سيترتب عليها من نتائج على استقرار امريكا والعالم اجمع .
فكل الوقائع والدلائل والشواهد تقول أن امريكا اصبحت في ورطة كبيرة، وأن أمريكا هي الخاسر الأكبر من جريمة اغتيال سليماني،وأن المنطقة على وشك حرب مدمرة وكارثية،مالم يحضر العقل ،وتتواجد الدبلوماسية وأن على المجتمع الدولي ،وخاصة ًالدول الكبرى أن تقوم بدورها لتجنيب المنطقة والعالم ويلات اندلاع حرب عالمية ثالثة،ستدار رحاها في الشرق الأوسط،ولن يسلم منها أحد .