الخبر وما وراء الخبر

 تداعيات اغتيال سليماني وخيارات الرد المزلزل: المنطقة والعالم على صفيح ساخن.

150

لاقت الجريمة الأمريكية الغادرة التي طالت قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، غضبا واستنكارا عارما وردود أفعال واسعة على المستوى المحلي والأقليمي والدولي.

اغتيال اللواء قاسم سليماني في بغداد برفقة قادة من الحشد الشعبي العراقي، أحدث هزة كبيرة داخل طهران، حيث توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة بانتقام قاسٍ، كذلك هدد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، واشنطن، وقال إن طهران «ستنتقم انتقاماً ساحقاً لاغتيال سليماني».

وقال القيادي الكبير في الحرس الثوري الإيراني، غلام علي أبو حمزة، اليوم السبت إن طهران حددت عشرات الأهداف الأمريكية في المنطقة، متوعداً بمحاسبة الأمريكيين على قتلهم للقائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، في العاصمة العراقية بغداد.

ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن أبوحمزة قوله إن طهران «حددت أهدافاً أمريكية حيوية في المنطقة منذ وقت طويل، نحو 35 هدفاً أمريكياً في المنطقة بالإضافة إلى تل أبيب في متناول أيدينا»، مكررا القول إن «إيران ستعاقب الأمريكيين أينما كانوا على مرماها رداً على مقتل قاسم سليماني».

من جانبه، قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإيراني، أبوالفضل شكارجي، إن إيران هي من تحدد مكان وكيفية الرد على اغتيال الجنرال سليماني.

وأضاف أن «الأمريكيين يعرفون أن إيران لن تستعجل في الرد حتماً، سيكون لدينا خطة لنرد على هذا العمل الإرهابي بشكل طاحن وقوي في المستقبل القريب، لتعلم أمريكا أن إيران، ومحور المقاومة لن يتقاعسوا في الرد على هذه الجريمة الإرهابية»، وفق قوله.

ووجّه شكارجي تحذيراً لواشنطن، قائلاً إنه من «الضروري أن يغادر الأمريكيون المنطقة وإلا سيتلقون ضربات قاسية ويلحق بهم ضرر كبير».

واعتبر السفير الإيراني في الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، في تصريح لشبكة CNN، اليوم السبت، أن قتل أمريكا لسليماني أشبه ببدء حرب، وقال إن «الرد على عمل عسكري يكون بعمل عسكري».

وكان مجلس الأمن القومي الإيراني، قد أكد في بيان له أمس أن اغتيال قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أكبر خطأ استراتيجي ارتكبته الولايات المتحدة في المنطقة.

وأعلن المجلس إثر الاجتماع أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن جميع تداعيات وعواقب هذه المغامرة الإجرامية، مشددا على أن اغتيال قاسم سليماني خطأ في الحسابات لن تفلت واشنطن من عواقبه بسهولة.

وأكد العميد رمضان شريف المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامي :”ان فرحة الامريكيين والصهاينة باغتيال الفريق قاسم سليماني لن تدوم ولايران الكثير من امثال سليماني وان حرس الثورة الاسلامية سيرد على اغتيال الفريق سليماني بشكل حاسم” .

فيما اعتبر مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أن اسم الفريق قاسم سليماني “ترتعد منه فرائص أعداء الاسلام”، فيما أعلن مسؤول إيراني آخر أن “إيران كلها سليماني”.

وقال الرئيس العراقي برهم صالح، إن “الاعتداء” الأمريكي الذي طال نائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ستترتب عليه تداعيات أمنية في العراق والمنطقة.

من جهته الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قال في بيان له: اننا سنكمل طريق الفريق سليماني وسنعمل في الليل والنهار لنحقق أهدافه، مؤكدا انه ستتعاظم انتصارات محور المقاومة ببركة دمائه الزكية.

وقال قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في برقية العزاء: “لقد فاز الشهيد الكبير ورفاقه وأكرمه الله بهذه الشهادة ليتوج بها مسيرته في الجهاد والعمل في سبيل الله تعالى”، مؤكدا أن دماء الشهداء الأبرار الطاهرة وتضحيتهم في سبيل الله والمستضعفين لن تذهب هدراً، وكما كان جهادهم وعطاؤهم وصبرهم في الليل والنهار يثمر نصراً وعزةً وفتحاً، فكذلك شهادتهم ستكون أعظم اثراً وأكبر إنجازاً ونصراً بإذن الله.

بدوره الرئيس الأسد قدم التعازي لقيادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها باغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني، مؤكدا أن الشعب السوري لن ينسى وقوف إيران إلى جانب الجيش السوري في دفاعه عن سوريا ضد الإرهاب، مؤكدا أنه يثق بأن هذه الجريمة ستزيد محور المقاومة عزما على مواصلة الوقوف بوجه سياسات الولايات المتحدة.

وأعرب زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر، أمس عن تعازيه باستشهاد قائد قوة القدس الايراني قاسم سليماني، فيما وجه اتباعه إلى ان يكونوا باستعداد تام لحماية العراق بعد الاعتداء الامريكي الارهابي على مطار بغداد الدولي.

فيما اعتبرت الخارجية الروسية مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة صاروخية أمريكية في بغداد اليوم الجمعة، خطوة متهورة ستؤدي إلى تصعيد حدة التوتر في المنطقة بأسرها.

وقالت الخارجية اللبنانية، في بيانها “ننظر بقلقٍ إلى ما حصل في بغداد فجر أمس الجمعة، وندين عملية الاغتيال التي ذهب سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما ضحيتها، ونعتبرها انتهاكا لسيادة العراق وتصعيدا خطيرا ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة”.

وأعلنت طهران من جهتها أنها سترد بشكل قاس على عملية الاغتيال والتي طالت أيضا كوادر من الحشد الشعبي العراقي.

وأكد قائد القوة البرية لحرس الثورة الاسلامية العميد محمد باكبور ان على الارهابيين الجناة الاميركيين وعملائهم ان ينتظروا الرد القاسي وثأر ابناء الامام الخميني وقائد الثورة الاسلامية .

واعتبر رئيس مجلس العلاقات الخارجية الاميركية ريتشارد هاس ان أي حرب مع ايران سيتم خوضها ستطال جميع انحاء المنطقة وربما العالم باجمعه سيكون ساحة حرب.

وأعربت وزارة الخارجية التركية في بيان أمس عن قلق أنقرة العميق إزاء التوتر الأمريكي الإيراني المتصاعد في المنطقة.

وشنّت اميركا قصفا استهدف سيارتين كانتا تُقلان الشهيديْن الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس في محيط مطار العاصمة العراقية بغداد ما اَدى ايضا إلى استشهاد مسؤول التشريفات في الحشد الشعبي محمد الجابري مع عدد من مرافقيه إضافة إلى اصابة أخرين. هذا واعترفت وزارة الدفاع الاميركية بأنها وراء الاعتداء الذي أدى إلى استشهادِ اللواء سليماني والمهندس.