الخبر وما وراء الخبر

إذا دخلت أمريكا بلداً أفسدته

19

بقلم / إبراهيم علي

الجريمة النكراء التي ارتكبتها امريكا والمتثملة باغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني ونائب الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس، بأمر من الرئيس الامريكي دونالد ترامب شخصيا وباعترافه هو، هي عملية ارهاب دولة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، واستهتار فاضح بالسيادة العراقية وانتهاك صارخ لكل المعاهدات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها اتفاقية الاطار الاستراتيجي التي وقعتها امريكا مع الحكومة العراقية والتي تمنع امريكا من القيام باي عمل عسكري دون التنسيق مع العراق.

من الصعب تصور شعور الانسان العراقي وهو يرى الطائرات الامريكية المقاتلة من طراز اف 15 وهي تنتهك سماء العراق وتطلق صواريخها وتقتل الشباب العراقي الذي قاتل “داعش” والوهابية والعصابات التكفيرية دفاعا عن مقدسات وحرائر العراق كما حصل في القائم، كذلك وهو يرى طائرات امريكية مسيّرة وهي تجوب السماء العراقية دون رادع وتطلق صواريخها وتقتل القادة العسكريين العراقيين الذي ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الدفاع عن ارض وعرض العراقيين كالقائد الكبير والشجاع الشهيد ابو مهدي المهندس، وكذلك اغتيال ضيوف العراق كضيفها الكبير البطل الفريق الشهيد قاسم سليماني.

لا يحتاج الانسان العراقي الى معلومات سرية ليعرف ان هناك مخططا امريكيا ينفذ بالتعاون مع اذيال امريكا في الداخل من بعثيين و”دواعش” ومرتزقة السفارة من عصابات “الجوكر” ضد عناصر القوة لدى العراقيين، وهي عناصر حصنتهم وحصنت بلادهم امام الاطماع الامريكية والعصابات الداعشية، ويأتي في مقدمة هذه العناصر الحشد الشعبي وقادته الابطال والمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، والعلاقة التاريخية العميقة والعريقة بين الشعبين العراقي والايراني والعلاقة الاستراتيجية بين العراق ومحور المقاومة، حيث استخدمت امريكا عصاباتها خلال الاشهر القليلة الماضية وبشكل مكثف للنيل من هذه العناصر عبر الشعارات والفيديوهات والجيوش الالكترونية والفضائيات التابعة للرجعية العربية وفي مقدمتها السعودية.

الملفت ان عصابات “داعش” و”الجوكر” والبعثيين، التی تتهم ايران بالتدخل في الشأن العراقي حاولت وتحاول بشتى الطرق النيل من العلاقة بين ايران ومحور المقاومة، لم تتعرض خلال تلك الفترة الماضية حتى ولو بكلمة واحدة لامريكا ولجرائم القتل التي تنفذها ضد شباب العراق وتدخلها السافر في الشأن العراقي، واستباحتها للسيادة العراقية عبر تحويل سفارتها في بغداد الى قاعدة عسكرية تضم الاف الجنود، ومستودع للاسلحة تضم طائرات ومدرعات واسلحة فتاكة، ومركز للتجسس على العراقيين والمنطقة، بل ان هذه العصابات لم تتعرض حتى للدور الكارثي للسعودية والعصابات التكفيرية الوهابية في العراق والتي اسفرت عن مقتل مئات الالاف من العراقيين ظلما وعدوانا.

القوى الوطنية العراقية والشعب العراقي والبرلمان العراقي، مدعوة اليوم للانتصار لسيادة العراق والثأر لدماء قادة الحشد الشعبي وعلى راسهم المجاهد البطل الشهيد ابو مهدي المهندس، ودماء الشهيد الفريق قاسم سليماني ورفقاه الابرار الذين وضعوا ارواحهم على راحاتهم وحاربوا عصابات “داعش” الوهابية الامريكية في خندق واحد وخلف ساتر واحد حتى اختلطت دماؤهم الطاهرة، من خلال استخدام كل السبل الكفيلة لاخراج المحتل الامريكي المجرم، وفي مقدمة هذا السبل السبيل القانونية عبر تصويت البرلمان العراقي بالغاء اتفاقية الإطار الاستراتيجي للدفاع المشترك الموقعة بين العراق والولايات المتحدة عام 2008، بعد ان اتخذتها امريكا مدخلا لاستباحة العراق وانتهاك سيادته، وبابا واسعا مفتوحا للتدخل في الشان العراقي وتحريض العراقيين على بعضهم البعض ومنعهم من محاربة الفساد والفاسدين ونشر الفتن والاضرابات في ربوعهم، فتجربة العالم مع الامريكيين تجربة مرة وقاسية، خاصة الشعب العربية والاسلامية، فالامريكيون اذا دخلوا بلدا افسدوه، وتجربة الشعوب العرابية والاسلامية خير دليل على هذه الحقيقة المرة.