اغتيال “سليماني” الأسباب والتداعيات.
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 3 يناير 2020مـ -8 جماد الاول 1441ه ]
بقلم المجاهد/ فاضل الشرقي
ثلاثة أحداث كبيرة ترتبط مباشرة بالصراع مع اليهود والنصارى -أمريكا وإسرائيل- كان لها وقعها الشديد، والأثر الكبير على نفسي، وصنعة ولا زالت علامة فارقة وتحولات كبرى في حياتي هي:
– استشهاد الشهيد القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي “رضوان الله عليه” في المقام الأول.
– استشهاد الشهيد الرئيس/ صالح علي الصماد.
– استشهاد الشهيد القائد/ قاسم سليماني.
جريمة اغتيال “سليماني” حدث كبير له أسبابه أولا، وثانيا له تداعياته الكبيرة على المستوى الدولي والإقليمي سياسيا، واقتصاديا، وأمنيا، وعسكريا، وقائد بمستوى “سليماني” يخوض الصراع مع أمريكا وإسرائيل في أكثر من جبهة، وعلى مستويات عدة، ويشتبك مباشرة مع قوى الإستكبار العالمي وأدواته ليس بغريب أن يستشهد وأن تطاله يد العدوان الأمريكي الإسرائيلي، فهو يتقدم هذه المعركة، والرجل العسكري الأول في محور المقاومة الذي ترك بصمات لا تنسى في معترك الصراع، وميدان الحرب والنزال، فهو شخصية عالمية عابره للقارات يخوض الحرب بلا حدود، ويمسك بالملف العسكري الخارجي للثورة الإسلامية والجهاد في سبيل الله، وما من شك أنها ضربة مؤلمة، وخسارة كبيرة لحقت بالأمة الإسلامية الجهادية على مستوى العالم كله، من إيران إلى العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، واليمن، ومحاور أخرى لا نعلمها مما جعله الهدف الأول للأمريكيين واليهود.
صحيح أن هناك ثغرات ونقاط ضعف أمنية استغلها العدو الخطير، رغم الحذر الشديد، والخبرة الكبيرة الأمنية، والاستخباراتية، والعسكرية للقادة المجاهدين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقادة محور المقاومة والجهاد، إلا أن الوضع كان في أعلى درجات الخطورة القصوى في العراق هذا الأيام، والدخول والخروج منه وإليه ومن المطار، وفي وقت متأخر من الليل، وشخصية وهدف بهذا المستوى لم يكن ليمر بسهولة أمام الأمريكيين والصهاينة.
الحقيقة أن هذا الفعل لن يضر، ولن يؤثر على حركة الأمة الجهادية، ومحور المقاومة، ففي سبيل الله ليس هناك خسارة أبدا في قضية التضحية والشهادة والإستشهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، وستكون التداعيات فوق كل تصورات الأعداء فستتعاظم قوة وقدرات محور المقاومة، وحركات الثورة والجهاد في سبيل الله، وستتوسع دائرة الصراع والعمليات العسكرية بلا شك، كما حصل بعد استشهاد الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، والسيد عباس الموسوي من تعاضم وتوسع قوات وقدرات حزب الله، وحركة أنصارالله، فهذه سنة الله في الحياة.
إن سقوط القادة شهداء في سبيل الله يلهب حماس الشعوب والجماهير، ويزيدها حيوية وقوة ونشاط، وعقيدة، وقناعة، ويوسع من حضور وتمدد هذه الأمة على كل المستويات، ويرسخ الإيمان بكل القيم والمبادئ، والإستبسال في مواصلة مشوار ومسيرة العمل والحركة، وتطوير وتوسيع كل الإمكانات والقدرات.
الرد على هذه الجريمة لن يقتصر على الفعل ورد الفعل المماثل فقط، بل سيكون على مستوى القضية بكلها، وهذا يعني أننا سنشهد تنامي مطرد، وتعاظم غير مسبوق في عمليات وقدرات محور المقاومة والجهاد في سبيل الله، وستكون الضربات أكبر مما يتصوره البعض، ويطمح إليه، وستكون خسارة حلف الإستكبار العالمي وأدواته تفوق الخيال، وكل التوقعات، وهذا هو العمل والدور المطلوب أمام هكذا أحداث ومواقف.
الرحمة والمغفرة للشهيد “سليماني” ورفاقه، ولكل الشهداء في سبيل الله، وإن غدا لناظره قريب، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.