كيف سترد كتائب حزب الله على العدوان الامريكي؟
أكد المتحدث باسم كتائب حزب الله محمد محيي ان التظاهرات امام السفارة الامريكية في بغداد تحمل عدة رسائل، محذرا القوى العراقية من السكوت عن الجريمة، داعيا الى اقرار قانون طرد القوات الامريكية من العراق تحت قبة البرلمان العراقي.
وفي مقابلة خاصة على قناة العالم الاخبارية، ضمن برنامج “ضيف وحوار” أكد المتحدث باسم كتائب حزب الله “محمد محيي” ان الجريمة التي ارتكبتها القوات الامريكية بحق مقاتلينا عند الحدود (السورية – العراقية) هي السبب الرئيس لتظاهراتنا واعتصامانتا امام سفارة الشر ووكر التجسس الامريكي، وهذه التظاهرة من اجل ان تظهر غضب الشعب العراقي مما اقترفته الايادي الاثيمة للاحتلال الامريكي الجديد والبغيض للعراق بجريمة مروعة ارتكبتها في منطقة القائم ضاربة عرض الجدار سيادة العراق وكرامة شعبه”.
وشدد محيي، “ان الادارة الامريكية بالعدوان الذي اقدمت على تنفيذه في القائم،هي “خرقت اتفاقية الاطار الاستراتيجي مع العراق والتي لا تسمح لها بالتواجد العسكري في العراق ولا باتخاذ العراق قاعدة للاعتداء على اي من دول الجوار فكيف اذا كان هذا الاعتداء يحصل على ابناء العراق المقاومين الذين يقفون لصد الهجمات الارهابية عند الحدود العراقية السورية”.
واضاف المتحدث باسم كتائب حزب الله، ان “امريكا تدعي انها في العراق من اجل مساعدة القوات الامنية والحكومة العراقية لصد الهجمات الارهابية، وهنا المفارقة العجيبة التي حصلت يوم الاحد، والتي كشفت زيف الادعاءات الامريكية وبينت طبيعة التواجد الامريكي واهدافه في العراق، تلك الاهداف الواضحة المعالم والتي تؤكد انها جائت لكي تسيطر على العراق وتهيمن على مقدراته، وتتخذ من العراق قاعدة للاعتداء والتأمر على دول الجوار”.
وأوضح محيي ان “رسالة التظاهرات هي بالمرتبة الاولى اغلاق سفارة واشنطن في بغداد ومحاكمة السفير الامريكي على جريمة القائم، والثانية موجهة لواشنطن والقوى السياسية العراقية وهي يجب ان تطرد القوات الامريكية من العراق”، محذرا، “القوى العراقية من السكوت عن الجريمة، داعيا الى اقرار قانون طرد القوات الامريكية من العراق تحت قبة البرلمان العراقي”، مضيفا اننا سنفضح كل النواب الذين سوف يصوتون بالضد منه، هذه ارادة الشعب العراقي وينبغي ان تحترم وينبغي على الامريكان ان يفهموا هذه الرسالة اذا ما ارادوا ان يحفظوا هيبتهم وماء وجوههم وحتى لا تكسر هذه الهيبة التي يدعونها كقوة كبرى في العالم”
وأكد المتحدث باسم كتائب حزب الله،”نحن مرغنا انوفهم اليوم في التراب نحن كسرنا هيبتهم واذللنا امريكا التي تدعي انها القوى العظمى في العالم بوقوفنا امام سفارتها”.
ووصف محيي العدوان على قوات الحشد الشعبي في منطقة القائم على انه “اهانة للشعب والقيادة والسيادة العراقية ولفت الى ان الاستهانة بدماء المقاومين جريمة كبرى يجب ان لا تمر بدون عقاب، وجزم بان الاحداث الاخيرة تشكل نقطة تحول في تاريخ العراق الحديث والعلاقات مع امريكا وواصف السفارة الامريكية بانها دولة داخل الدولة, ووكر للتجسس على دول الجوار واثارة الفتن ورأى ان ردود فعل بعض القوى السياسية لم تكن بمستوى الحدث داعيا الرئيس برهم صالح للاستقالة.
وذكر محيي بان الجمهورية الاسلامية في ايران هي التي وقفت مع العراق وليس الامريكي في مواجهة داعش الوهابية الارهابية. واضاف محيي، “لم يدافع عن العراق أحد ولم يقف مع العراق احد باستثناء الجمهورية الاسلامية في ايران التي ساندتنا ووقفت الى جانبنا، في حين رفضت اميركا ان تدعم الشعب العراقي بسلاح قد دفع ثمنه مسبقاً”.
واستغرب المتحدث باسم كتائب حزب الله كيف يعتبر الامريكي ان تظاهرات ميدان التحرير معبرة عن موقف الشعب العراقي ولا يعتبر تظاهرات الشعب العراقي واجماعه ضد جريمة القائم، غير معبرة، واصفا المواقف الامريكية بالمضللة، ورأى فيها محاولة لتجيير الاحداث بالطريقة التي تخدم اهدافه.
واعتبر محيي، “التصريحات الاميركية حول ارسال تعزيزات عسكرية الى العراق برغم الالاف من الجنود التواجدين في البلاد دليل على انكسار هذه الدولة (اميركا) التي تعد نفسها اقوى دولة بالعالم، واصفا قرار ارسال التعزيزات الى بغداد بانه تحد للشعب العراقي، ونوه ايضا ان واشنطن كانت تطالب القوات الامنية بعد استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وهي اليوم ترمي علينا قنابلها الغازية هذا قمة النفاق وقمة الانكسار”.وحول اعداد المتواجدين في السفارة الامريكية، قال محيي ان “هناك اكثر من 5 الاف موظف في هذه السفارة وهناك اكثر من 6 آلاف جندي لحماية هذه السفارة وهي تقع على مساحة واسعة واصفا ايها بدولة داخل دولة مؤكدا ان للسفارة دور غير التمثيل الدبلوماسي ولها اهداف تخريبية في العراق وخارج العراق وتدار منها الجيوش الكترونية التي تشيع الفوضى في العراق وخارجه، موضحا ان السفارة الامريكية حاولت ان تركب موجة التظاهرات في العراق والدفع نحو الاقتتال الاهلي والفوضى حتى تتخذه غطاءا من اجل ضرب فصائل المقاومة والحشد الشعبي “.
وتابع محيي، “الادارة الامريكية لا تعي ان من يقف اليوم امام سفارتها هم اسود العراق وجنود العراق ومن حمى العراق وهم رصيد العراق الذي لا يخشى لا الاميركي ولا طائرته، ناصحا الامريكان ان يعيدوا المقاطع المصورة بعد عام 2003 والعمليات التي نفذتها المقاومة الاسلامية ضد جنودها وضد الياتها وطائراتها وعليها ان تتعض مما جرى بعد عام 2003 وما جرى بعدها من العمليات التي تمت من قبل المقاومة الاسلامية ضد جنودها وآليتها وطائراتها ،مشير الى تصريح كسينجر الذي اعتبر ان امريكا خسرت خسارة استراتيجية وخسرت موقعها كقوة عظمى اولى عندما انسحبت من العراق ، مؤكدا ان في هذه الموقعة ستخسر امريكا ليس فقط هيبتها وموقعها كقوى دولية بل ستتراجع تراجع كبيرا ولن تعود مرة اخرى امريكا وما تتدعيه من انها قوة كبرى “.
وعن سبب استهداف امريكا للاولية 45 و 46 في القائم قال محيي ان “الالوية التي استهدفت تابعه للحشد الشعبي ومعروف ان الحشد تابع للدولة وبامرة القائد العام للقوات المسلحة”،لافتا الى احدى تصريحاته ان الحشد قوة منضبطة. مضيفا ان الحشد يقف عند الحدود العراقية السورية ويتواجد في منطقة حساسة جدا لا تريده امريكا ان يتواجد فيها.
واشار الى ان “امريكا ضغطت في الفترة الماضية بشكل مستمر لكي تنسحب قوات الحشد الشعبي من هذه المناطق وتريد ان تغلق هذه البوابة التي تعد الجسر الاستراتيجي الربط بين الجمهورية الاسلامية والعراق مرورا بسوريا وصولا الى لبنان. وذلك لانها ترى ان هذا المكان يشكل تهديدا لامن الكيان الاسرائيلي، امريكا تحارب بالنيابة عن الكيان الاسرائيلي”
ورد المحيي على مزاعم امريكا بانهم يحاربون بالنيابة عن ايران ، بان “نحن نقاتل بالاصالة عن بلدنا ودفاعا عن شعبنا ونقف عند الحدود العراقية السورية لصد هجمات الارهابيين الذين تتدعى امريكا انها تحاربهم، لافتا الى ان امريكا فضحت وكشفت انها هي لا تريد للحشد الشعبي ولا لفصائل المقاومة ان تتواجد في هذه الاماكن الاستراتيجية”.
اما عن كتائب حزب الله فقال ان “امريكا تعلم من هي وجربتها خلال فترة الاحتلال وجربت وجودها ودورها الحاسم في مرحلة مواجهة عصابات داعش وعرفت انها الفاعل الرئيسي والقوة المدربة والمتمكنة والقادرة على التعامل مع كل التحديات والدفاع عن العراق مع باقية الفصائل”. مبينا ان امريكا ” تحاول ان تحارب هذا الفصيل وتجرم هذا الفصيل لكنها تفشل في كل مرة لان هذا الفصيل ابن هذا الشعب والوطن وهم غرباء عليهم ان يرحلوا”.
واعتبر محيي انه اذا ما تحدت امريكا ارادة الشعب العراقي وابقت قواتها واصرت على بقاءها خلاف ارادة الشعب العراقي فان كل الشعب العراقي سيكون مقاوم وهو حق مكفول له وفق القانون الدولي بمقاومة القوات محتلة وغازية، وان امريكا تعي ذلك وجربته عندما احتلت العراق، مشيرا الى “ان سابقا كان عدد القوات الامريكية 250الف جندي اما الان فعدد قواته اقل مما كان عليه سابقا. لافتا الى ان “الشعب العراقي عندما واجه عصابات داعش اصبح لديه الخبرة والامكانات والقدرة على التعامل مع الاسلحة واعقد انواع المعارك وان خبرة الشعب العراقي وفصائل المقاومة بالقتال مع حرب العصابات و التهديدات بهذا النوع اصبحت اكبر بكثير مما يملكه الجيش الامريكي، واكد ان على امريكان الا يغامورا لانهم سيندمون ويكسروا بشكل كامل للابد”.
وحول ماذا كانت ستتم محاصرة القواعد الامركية اذا تطورتت الامور، قال محيي ان “الشعب العراقي هو من سيحاصر القواعد الامريكية ويطالب برحيلها قبل ان تواجه بسلاح ابناء الشعب العراقي. معتبرا ان كلمة العشب العراقي واضحة وعليهم ان يفهموها وانها ليست مجرد ردة فعل وثورة غضب سرعان ما ستهداء، مؤكدا ان هذه التظاهرة والاعتصامات ستستمر بكافة الاشكال حتى تخرج القوات الامريكية من العراق”.
وفيما يخص نشر وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، صور اربع شخصيات عراقية واتهمها بانها المسؤولة عن التظاهرات امام السفارة الاميركية في بغداد، اوضح المتحدث باسم كتائب حزب الله ان الارهابي هو من استهدف ابناء الشعب العراقي وقتل شبابه عند الحدود السورية، مضيفا انه “نحن ايضا سنعلق صور بومبيو وترامب والسفير الامريكي على استار السفارة ونقول هؤلاء مطلبون للعدالة وللشعب العراقي وعليهم ان يحاكموا”.وتابع محيي ان ” الارهابي والذي يمارس ارهاب دولة هي امريكا و مسؤوليها وادارتها وكل شعوب العالم تعلم من هي امريكا ، اسألوا فيتنام وكوريا واليابان وجميع دول العالم ماذا فعلت امريكا؟. فهي من القت قنبلة نووية واشعلت الحروب الاهلية وقامت بالاغتيالات والانقلابات فهي الدولة الارهابية الاولى في العالم ،و عليها ان تتعظ وتترك هذه اللغة ، مؤكدا ان الشعب العراقي لا يخاف من امريكا ولا غير امريكا و لديه من الامكانات والقدارت والشجاعة ما يستطيع ان يتحدى به امريكا وما اكبر من امريكا”.
وعن موقف الحكومة العراقية من احداث السفارة اعتبر محيي انه “مازالت مواقف الحكومة العراقية وبعض القوى السياسية ليست بمستوى الحدث فهو حدث كبير وجريمة كبرى ينبغى ان ترتقى المواقف والتصريحات لمستوى هذا الحدث” ، مضيفا انه كفى ذلا وانقيادا للادارة الامركية وخوفا وجبنا .موجهن رسالة لمن يراهنون على قوة وقدرة امريكا ان ينظروا الى حالها “فقد مرغت بوحل الذلة والانكسار ، وابناء الشعب العراقي يتحدون اكبر قوة في العالم وعليهم ان يتحلوا بالشجاعة ويرتقوا لمستوى الحدث”.
واضاف “نحن بالنسبة لنا نرفض اي تصريح يتضمن استنكار او اي نوع من انواع الادانة ، نحن نريد سقفا واضحا وابناء هذا الشعب يريدون سقف واضحا ومطالب واضحة عليهم ان يفهموا ضرورة اخراج القوات الامريكية من العراق وهذه مسؤولية البرلمان وطرد السفير الامريكي وتقليص عدد العاملين بالسفارة واغلاقها وهذه مسؤولية الحكومة. رئيس الجمهور الذي يدعي انه حامي للدستور عليه ان يعي ان مقتل ابناء العراق هو ليس فقط خرق للدستور بل خرق لسيادة العراق ، عليه ان يستقيل اليوم من منصبه على هذا الخرق ممن يدعي انهم حلفاءه. عليهم ان يفهموا هذه الرسالة ويغادروا لغة الخوف والضعف والمهانة امام الامريكي”.
وذكر محيي انه ” نحن نقف عند استار السفارة وهذه الجموع تقف عند هذا الحد لايصال رسالة والتي بالتاكيد قد وصلت و سوف يستمر هذا الاعتصام الى ان تتحقق المطالب ويقتنع ابناء الشعب العراقي وابناء المقاومة ان هذه المطالب قد تحققت وعند ذلك سينسحب هؤلاء المتظاهرون ويعودوا الى بيوتهم “.
وعن تاثير هذا الاعتصام على المشهد السياسي في العراق اعتبر انه ” لا نميز بين متظاهرينا سواء في ساحة التحرير المتظاهرين السلمين الذين خرجوا ليطالبوا باستحقاقهم وبحقوقهم وببلد فيه سيادة وفيه قانون وكرامة ويحارب فيه الفساد، وبين هؤلاء الذين يقفون اليوم للمطالبة بنفس المطالب لان وجود هذه السفارة فساد كبير وتهديدا كبير على امن وسيادة العراق. معتبرا انها مطالب واحدة ، رافضا اي تميز بين من يقف عند ساحات التحرير ومن يقف امام السفارة الامريكية “.
واوضح ان “امريكا تحاول ان تخلق هذه الاجواء وتدعى ان ساحات التحرير والمعتصمين هنا يهددون امن السفارة ولكنها محاولات فاشلة”، مضيفا ان ابنائنا في ساحات التحرير تواصلوا مع الموجودن امام السفارة واصبحت الساحات واحدة ، معتبرا ان ساحة تحرير العراق اليوم هي تحرير العراق من القوات الامريكية ومن الوجود الامريكي.
وحول الرسالة الموجهه للمتظاهرين اكد دعمه للمعتصمين والمتظاهرين مشيار الى ان ” شعبنا باكمله من الشمال الى الجنوب معنا ونحن لدينا مطالب وسقفنا هذه المطالب وعلى الجميع ان يلبيها”. موجه رسالة لامريكا انها اذا كانت قلقة وتعاني من خوف وتتصور انه سيتم استهدافها او استهداف سفارتها ان “عليها ان تغلق هذه السفارة وتسحب قواتها من العراق عند ذلك يأمن العراق وتأمن هي وجنودها. ويعيش الجميع في امان ويحفظ العراق سيادته ولا يحتاج ترامب ان يصرف تريلونات الدولارات حتى ياتي امنا من امريكا للعراق وليس متخفيا كما جاء الى قاعدة عين الاسد”.