الخبر وما وراء الخبر

صنعوا مسلمين بلا هوية إيمانية

27

بقلم عدنان الكبسي (أبو محمد)

عقيدة الخروج من النار جريمة في حد ذاتها تشجع على الفساد وأكبر منها عقيدة الشفاعة لأهل الكبائر، وكذلك حرص الأعداء على التحريف لمفاهيم الدين لإسقاط الأمة في الحضيض، لتبقى الأمة تائهة ضائعة مايعه تلهث وراء الغريزة الحيوانية، تصير أمة خانعة مستسلمة لقوى الشر والطغيان، فيتم تجنيد الأمة في سبيل الشيطان الأكبر.
وفي هذا المقام سأذكر بعض العقائد الإفسادية التي قدمت باسم الدين والتي بدورها تبيح الفساد الأخلاقي، ولقد وصل الحال بعلماء السوء أن جعلوا عبارة (لا إله إلا الله) عبارة عن رخصة للجريمة، فعلى سبيل المثال حديث يروونه عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وذلك في أصح الكتب لديهم في صحيح البخاري ومسلم، أن أبا ذر روى عن النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أنه قال: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق. وفي رواية عن علي: رغم أنف أبي ذر. وفي صحيح مسلم أيضاً بلفظ آخر وإن زنى وإن سرق وإن شرب الخمر، فبالله عليكم من يعتقد صحة هذا الحديث وصحة مصدره وناقله، هل سينشد إلى الله أم إلى الدعارة؟!.
لاشك أنه سينشد إلى الدعارة والإسلام له رخصة للسقوط في مستنقع الرذيلة، ويقول علماؤهم: أن من حقق التوحيد وقال لا إله إلا الله فإنه يدخل الجنة ولو عمل بعض المعاصي والكبائر، فكيف سيكون مجتمعاً حمل هذه الثقافة إلا كما هم المجتمع السعودي بسبب هذه الثقافة قبلوا بالسينمائيات والمغنيات والدعارة بالقرب من البيت الحرام.
وكذلك يتحدثون عن أن معنى اللمم في الآية ((الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ )) أن اللمم هو صغائر الذنوب ، مثل النظرة والقبلة واللمسة والغمزة والمضاجعة، وهذه الذنوب يغفرها الله كما يزعمون.
وكذلك يروون (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى فهو مدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان الكلام، وزنا الأذن الاستماع، وزنا اليد البطش، وزنا الرجل الخطى، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه) وفي رواية أخرى (وزنا الشفتين التقبيل).
فهذه الثقافات تفتح الأبواب أمام اليهود ليسعوا في الأرض فساداً بدون أي اعتراضات من الداخل الإسلامي، تفتح الأبواب أمام المجرمين ليفسدوا الرجال والنساء لأن علماء السوء قد منحوا الرخصة لهم ليفعلوا ما يشاءون.
صحيح أنهم استطاعوا أن يؤثروا في المجتمع الإسلامي حتى تهيأ للفساد الأخلاقي والسلوكي، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في التأثير على اليمنيين لأن هويتهم الإيمانية كانت حصانة لهم من التأثر بثقافة الآخرين.
اليمنيون يتحركون بحملات لتأصل الهوية الإيمانية وترسخها في الواقع المجتمعي.
هوية اليمنيين أحرقت كل الأوراق التضليلية والتحريفية، وسيحترق الفساد الأخلاقي أيضاً أمام الهوية الإيمانية لليمنيين، وسيتمكن اليمنيون من هذه الأرض ليملأوها إيمان ونوراً وعدلاً وقسطاً كما مُلئت فساداً وظلماً وجوراً وطغياناً، وسترى هوية العالم بإذن الله هي الهوية الإيمانية.
أبو محمد الكبسي