بعض الثقافات التي تمسخ الهوية الإيمانية
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 29 ديسمبر 2019مـ -3 جماد الاول 1441ه ]
بقلم / عدنان الكبسي
يظن البعض أن إستهداف الهوية الإيمانية أنه فقط بالفساد الأخلاقي ولم يحسب حساب الثقافات الدخيلة على الدين الإسلامي الحنيف والتي مهدت للفساد الأخلاقي، والتي صنعت من الساحة الإسلامية بيئة قابلة للرذيلة، وهيئة النفس البشرية للقبول بالباطل اعتقاداً أنها قربة إلى الله سبحانه وتعالى.
ولابد للحفاظ على الهوية الإيمانية وترسيخها أن يتم الكشف عن الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة التي تستهدف الهوية الإيمانية.
فمن يتأمل الكثير من الروايات التي تُنسب إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) فعلاً يجدها تُهيئ النفوس بالإنخراط في وحل الجريمة.
طبعاً روايات كثيرة تفتح أُفق الآمال بالنجاة من سخط الله وإن عمل المعاصي واقترف الجرائم، بل وإن ارتكب الكبائر فشفاعة رسول الله لأهل الكبائر من هذه الأمة، فمن يعتقد هذه العقيدة لا شك أنه سيتشجع على ارتكاب الكبائر لينال شفاعة رسول الله حسب ما يزعمون.
وكذلك لن يرتدع عن الرذيلة من يعتقد الخروج من النار، فينظر إلى الجريمة أنها سهلة وإن أدخلته هذه المعصية جهنم فإنه سيحظى بشفاعة رسول الله، وأنه سيعذب بقدر ذنوبه ثم يخرج من النار ويدخل الجنة، ويدخلون عليهم الملائكة من كل باب ليقولوا لهم سلام عليكم بما عصيتم الله وخالفتم أوامره.
هذه العقيدة تشجع على الجريمة والله حسم الموضوع بأن من يدخل النار فهو خالدا فيها أبداً، وقد ذكر الله أن الذي شجع بني إسرائيل على الإعراض عن توجيهات الله هي عقيدة الخروج من النار، (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ® ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ))، وهكذا من يعتقد اعتقادهم فسينسلخ من هويته الإيمانية.
فمن أراد ترسيخ الهوية الإيمانية يجب أن يكفر بهذه الثقافات ويرجع إلى القرآن الكريم ليتثقف بثقافته وينطلق من عمق القرآن الكريم لتبقى الهوية الإيمانية راسخة في أوساط الأمة.
لأن الإنسان إذا اعتقد عدم الخروج من النار فسيخاف أن يسقط في الرذيلة حتى لا يتورط في سخط الله فينال عذاب الله جزاء بما اقترف وجنى وعمل.
إذا اعتقد عدم الخروج من النار فسيحافظ على هويته الإيمانية وسيلتزم بالمواصفات الإيمانية ولن يكون إلا حيثما يريد الله، ولن يكون إلا مواجهاً للطاغوت يرفض السكوت عن الباطل، وسيتحرك في كل عمل يرضي الله وإن ضحى بنفسه طمعاً في رضوان الله.