أهمية ودلالات الهوية الإيمانية للشعب اليمني
بقلم عدنان الكبسي (أبو محمد)
يقول السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في قول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): (الإيمان يمان والحكمة يمانية) :((الإيمان يمان)، هذه العبارة عبارة عظيمة، عبارة كبيرة، عبارة مهمة، عبارة جليلة؛ لأنه لو قال مثلاً: [الشعب اليماني شعبٌ مؤمن]. لم تكن هذه العبارة لتصل في عمقها ودلالتها إلى مستوى عبارة: (الإيمان يمان)، وكأنَّ هذا الشعب منبعٌ يتدفق منه الإيمان، وكأنَّ هذا الشعب بيئةٌ ينبت فيها الإيمان، ينمو فيها الإيمان، وهذا شرفٌ كبير).
طبعاً حين تتأمل إلى ثقافة اليمنيين وتقاليدهم وأعرافهم وأسلافهم أنها كانت نتيجة هويتهم الإيمانية، ولأهمية هذه الهوية أصبحت موروثاً شعبياً يتوارثونه جيلاً بعد جيل، فكانت هي المؤثرة في سلوكياتهم وأخلاقهم وروحيتهم وأعمالهم ومواقفهم حتى أصبحت الهوية الإيمانية عادة لا يمكن التخلي عنها مهما كانت نتيجة حجم المخاطر في استهدافها.
الهوية الإيمانية حافظت على القيم السامية والمبادئ الراقية لدى المجتمع اليمني، وكانت العامل المهم والمساعد الأكبر في تماسك المجتمع وتوحده وتآلفه رغم مرور عقود من الزمن من إنعدام التربية الإيمانية في واقع المجتمع، والسعي الحثيث من قبل أدوات التضليل لمسخ الهوية الإيمانية والإنحراف بها إلى مسار آخر.
في جانب التضليل أُنفقت المليارات في سبيل إستهداف ثقافة اليمنيين وتقاليدهم مع سند كبير للضلال من الأنظمة الحاكمة وتهيئة الساحة اليمنية للمضلين لنشر ثقافة الوهابية الشاذة عن هوية اليمنيين.
ولكن الهوية الإيمانية لليمنيين هي التي حصنتهم من التأثر بالأفكار الشاذة القادمة من قرن الشيطان.
طبعاً كان الهدف من التضليل مسخ الهوية الإيمانية في اليمن لتهيئة المجتمع لأن يكون قابلاً للفساد الأخلاقي، لأن العدو كان ينظر إلى اليمنيين أنهم لن يتأثروا بفسادهم الأخلاقي فبدأوا بتضليله حتى يمسخوه من هويته ثم يتحركوا بفسادهم ولكنهم فشلوا بتمسك اليمنيين بهويتهم الإيمانية، ونحن رأينا كيف استهدف العدو الشعوب العربية والإسلامية بالفساد الأخلاقي ولم يحتاج إلى أدوات التضليل إلا نادراً.
فكان من دلالات الهوية الإيمانية للمجتمع اليمني أن ساعدته هويته الأصيلة في الثبات والصمود في مواجهة قوى الطغيان العالمية بما فيهم عملاء من الداخل تأثروا بثقافات الآخرين وانسلخوا من هوية مجتمعهم، وما يتحقق من إنجازات وانتصارات في الجبهات إنما ذلك بسبب التمسك بالهوية الإيمانية.
ولابد لكافة شرائح المجتمع السعي الحثيث لتأصيل الهوية الإيمانية من خلال تدشين حملات إيمانية تحمل في طياتها الهوية الإيمانية لتأصلها في الواقع المجتمعي، والتحرك الجاد من كافة أبناء المجتمع لترسيخ الهوية الإيمانية في نفسية المجتمع، حتى لا يسقط البعض في وحل الرذيلة وإلزام الكل بالإهتمام بتأصيل الهوية الإيمانية.
والعدو خسران في سعيه لطمس هويتنا الإيمانية وجرف ثقافتنا القرآنية وكما فشل العدو في الحرب العسكرية سيفشل في الحرب الناعمة، وكما خسر العدو في التضليل سيخسر في الإفساد الأخلاقي، لأن أمامه رجال ونساء هم أهل الإيمان والحكمة.
الشعب اليمني يعرف خطورة العدو عليه ويعرف أن العدو يخسر في الفساد الأخلاقي أكثر من خسارته في الحرب العسكرية، فكيف بمن يفشل عسكرياً أن ينجح من الحضيض، تباً لهم ما أرذلهم وأدناهم، فهم شياطين وعملاؤهم قرونهم فلينطحوا في جبل الإيمان وصخرة الحكمة.
فكما أُحرقت أوراقكم سابقاً ستحرق هذه الورقة الأخيرة بهويتنا الإيمانية وأصالتنا الإسلامية وثقافتنا القرآنية.
فمن شعبه أهل الإيمان والحكمة وقائده من أهل البيت ومنهجيته القرآن الكريم فلا خوف عليه ولا هو يحزن.