الخبر وما وراء الخبر

أحلام الإمارات في التحالف العبري-العربي

25

نشر وزير الخارجية الإماراتي “عبد الله بن زايد” الاثنين الماضي تغريدةً على صفحته على تويتر، أشار فيها إلى فوائد العلاقات العربية مع الكيان الإسرائيلي
وواجهت هذه التغريدة ردود فعل متباينة من جهات فاعلة أخرى في المنطقة، وفي أبرزها كتب بنيامين نتنياهو على صفحته على تويتر، بأنه قد تحدث مرارًا وتكرارًا عن فوائد تحالف الدول العربية في المنطقة مع “إسرائيل”، وأن الأخيرة ترحب بالعلاقات مع الدول العربية.

هذا في حين أن التعاون الأمني الوثيق بين الإمارات والکيان الإسرائيلي لم يخف علی أحد من قبل، وقد ذکرت وسائل الإعلام المختلفة مرارًا أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية والإماراتية تتعاون سراً.

وبالنظر إلى تصرف وزير الخارجية الإماراتي كأحد أكثر المواقف الرسمية لمسؤولي هذا البلد فيما يتعلق بالعلاقة مع تل أبيب حتى الآن، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، ما هو دور الإمارات في عملية تطبيع علاقات الدول العربية مع الکيان الإسرائيلي؟ وما هي العوامل التي تؤثر على تنظيم ونجاح سياسات دولة الإمارات للتقارب مع “إسرائيل”، كبداية لإجراء متسلسل مثل الدومينو تتبعه دول عربية أخرى في المنطقة أيضا التحالف الأمني للدول الخليجية مع الکيان الإسرائيلي.

بالنظر إلى جهود أمريكا لتشكيل تحالف من الدول العربية والکيان الإسرائيلي لمواجهة إيران في المنطقة، واستعداد هذا البلد لتقليل تكلفة وجودها على المستوى الإقليمي، وبالطبع السعي للمضي قدمًا فيما يسمى بمشروع صفقة القرن، فلا شك أن هناك ضغوطاً أمريكيةً وراء کل جهود الدول العربية للاقتراب من الکيان الإسرائيلي.

وتسعى أمريكا إلى تشكيل تحالف مالي – عسكري يتماشی معها للسيطرة على المنطقة، عن طريق خفض مستوى وتكلفة وجودها في المنطقة، والتركيز أكثر على تهديدات شرق آسيا.

ومن ناحية أخرى، بالنظر إلى افتقار الدول الخليجية إلى الثقة بدعم أمريكا لها في حالة نشوب صراع عسكري، والذي تجلی أكثر وضوحاً في قضية إسقاط الطائرة الأمريكية المسيرة في المياه الإقليمية لإيران، فقد تم تشجيع هذه الدول على إقامة علاقات أمنية وعسكرية مع لاعب آخر قادر على حمايتها.

عدم تكامل مواقف الدول العربية في المنطقة تجاه الکيان الإسرائيلي، بينما تبرز الرغبة في علاقات رسمية مع تل أبيب، في تصريحات السلطات البحرينية والإجراءات المعلنة والسرية للسعودية والإمارات، ولكن نجد من ناحية أخرى بعض الدول الأخرى في المنطقة ليس فقط ليست لديها مثل هذه المواقف، بل تتخذ مواقف مغايرة لذلك أيضاً، كما أعلنت قطر في اجتماع ماليزيا الأخير، أن “إسرائيل” هي السبب الرئيس للمشكلات الإقليمية، وعيَّنت الكويت لأول مرة سفيراً لها في فلسطين في خطوة ذات مغزى.

ولذلك، يبدو أن دولاً مثل قطر والكويت التي تميل أكثر إلى خطة هرمز للسلام التي اقترحته إيران، لا ترغب في الدخول في تحالف بديل مع الکيان الإسرائيلي، وهذا سيقسِّم الموقف العربي تجاه هذا الکيان أکثر فأکثر، كل هذا في الوقت الذي نجد فيه نشوب خلافات كبيرة بين دول مجلس التعاون حول قضايا أخرى أيضاً، ما يزيد من عدم تکامل مواقف الدول الخليجية تجاه العلاقة مع الکيان الإسرائيلي.

صفقة القرن والقضية الفلسطينية

مع انتشار وثائق جديدة من أحكام خطة صفقة القرن، أصبح من الواضح أن الدول الخليجية لها دور رئيس في ضمان تنفيذ الصفقة بدعمها المالي. ومن ناحية أخرى، فإن أحد أهم جوانب هذه الخطة، هو تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية في المنطقة.

بينما تستعد الإمارات والبحرين والسعودية للعب دورها في هذا المشروع، الأمر الذي يمكن استنتاجه من مواقف هذه الدول وأفعالها، ولكن من ناحية أخرى، بالنظر إلى المستوى المتزايد من التعاون بين قطر وتركيا في القضايا الدولية والاقليمية، ومعارضة هذين البلدين في العديد من القضايا الإقليمية المهمة للمحور السعودي- الإماراتي، فإن التوصل إلى توافق بين الدول العربية في المنطقة حول القضية الفلسطينية في إطار صفقة القرن، التي من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التضييق على الفصائل الفلسطينية ونسيان القضية الفلسطينية بشکل کامل، يبدو بعيد المنال.

الأفكار السياسية ومعارضة الإسلام السياسي في المجموع، وبالنظر إلى قيادة الإمارات بين الدول الخليجية للتحضير لتطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي وإعلان ذلك رسمياً، وعلى الرغم من العوامل المذكورة في هذا المقال فيما يتصل بهذا الموضوع، فلا ينبغي تجاهل أفكار حكام الإمارات، وخاصةً “محمد بن زايد” ولي عهد أبوظبي ومستشاره “دحلان”، في صياغة سياسات هذا البلد؛ لأن الإمارات أظهرت أنها تعارض، إلى جانب السعودية، صعود الحركات الإسلامية على المستوى الإقليمي وتمكينها، وهذا عامل آخر يمكن أن يقرِّب هذين البلدين من الکيان الإسرائيلي.