نهاية أسطورة خادم الحرمين الشريفين وقيادة آل سعود
عقدت قمة مهمة لقادة الدول الإسلامية، الأسبوع الماضي ، في كوالالمبور، عاصمة ماليزيا. حيث كانت النقطة المهمة في هذه القمة هي غياب السعودية والإمارات والبحرين، فاعتبرت الكثير من وسائل الإعلام هذه القضية بمثابة تشكيل محور قوي في العالم الإسلامي واعتبرته بداية تخطي السعودية في العالم الإسلامي.
كما وصفت وسائل الإعلام العربية القمة بأنها ذروة تراجع السعودية، وبدورهم هاجم الشيوخ السعوديون القمة وزعموا أن الغرض من القمة هو تجريد السعودية من دورها التاريخي.
وفي هذا السياق، نشر موقع Frei Malaysia Todi، وهو إحدى وسائل الإعلام المستقلة في ماليزيا وأحد أكثر المواقع الإخبارية شعبية في البلاد ، تقريراً حول الأسباب الكامنة وراء القمة الأخيرة لدول العالم الإسلامي في كوالالمبور والأهداف المعلنة والخفية لمهاتير محمد. هذه القمة التي حضرها زعماء ماليزيا وإيران وتركيا وقطر ووفود من عدة دول إسلامية أخرى على الرغم من الضغوط السعودية.
وجاء في بداية التقرير: “إن الاجتماع الأخير للعالم الإسلامي في كوالالمبور ، الذي حضره ثلاثة من قادة الدول الإسلامية الكبرى إلى جانب الرئيس الماليزي، قد وُصف بأنه تغيير لمعادلات العالم الإسلامي فيما يتعلق بالسعودية، ويتوقع الخبراء أن يكون للقمة تأثير شبيه بعمل الدومينو ويمكن أن تضع حداً للهيمنة السياسية والمعنوية لهذه المملكة النفطية على الدول الإسلامية “.
وذكر التقرير أن دبلوماسياً ماليزياً سابقاً يرى أن قمة كوالالمبور وجهت ضربة سياسية الى عمق أسطورة طويلة الأمد وهي أن الزعماء الإسلاميين كانوا مجبرين على اتباع مواقف الرياض في الأوساط العامة، ويضيف هذا الدبلوماسي، الذي رفض الكشف عن اسمه، “لقد أفرغت هذه القمة، الأسطورة والاعتقاد بأن الرياض تلعب دور قيادة العالم الإسلامي بسبب توليها خدمة الحرمين الشريفين”.
ويشير تقرير Frei Malaysia Todi، إلى أن الملوك السعوديين نظراً إلى أهمية مكة المكرمة والمدينة المنورة يستخدمون بشكل كبير لقب خادم الحرمين الشريفين، المدينتين اللتين تستقبلان عدداً كبيراً من الحجاج المسلمين سنويا. لكن قمة كوالالمبور عقدت على الرغم من حملة الرياض السرية بين حلفائها، الأمر الذي تسبب بعدم قدرة دول الخليج الفارسي – نتيجة ضغوط السعودية – على الحصول على إذن بالمشاركة في قمة كوالالمبور وعدم مشاركة وفود من دول غير عربية تتلقى مساعدات سعودية.
حيث نقل هذا الموقع الماليزي عن مصادر دبلوماسية الأسبوع الماضي قولها إن امتناع مهاتير محمد عن الخضوع للضغوط لكي لا تعقد القمة، اغضب السعوديين كثيراً، القمة التي تكونت فكرتها نتيجة لجهود مشتركة بذلتها ماليزيا وباكستان وتركيا.
وأوضحت الوسيلة الإعلامية الماليزية أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ألغى زيارته إلى ماليزيا لحضور قمة كوالالمبور في اللحظة الأخيرة، والسبب في الغائها هو تهديد المملكة العربية السعودية بقطع المساعدات المالية عن إسلام آباد، إذ أن بعض التقارير تفيد بأن الرياض قدمت رشوة الى عمران خان بقيمة 5 مليارات دولار.
بدوره اعتبر المفكر والباحث التركي مصطفى آيكول، أن قمة كوالالمبور تمكّنت من إنهاء رواية طويلة الأمد ضد إيران، وقال لموقع Frei Malaysia Todi ، تعد الطائفية اليوم مشكلة كبيرة في العالم الإسلامي، وكما يظن البعض، فإن الطريقة الصحيحة لإدارتها لا تتمثل في بناء معسكر سني ضد إيران، بل لا ينبغي تشكيل أي معسكر على الاطلاق.
*”صحيفة الثورة”