الخبر وما وراء الخبر

بشأن العملة الجديدة “إما نكون أو لا نكون”

34

أحمد الحبيشي 

قرار وقف استخدام العملة الجديدة المزورة كان مفيدا لنا ومزعجا جدا للحكومة العميلة ومرتزقتها.

ومن فوائده ايضا انه أربك المحايدين الصامتين لمدة خمس سنوات ، وأنطقهم كفرا بعد ان صاموا دهرا.

نحن نواجه حربا اقتصادية مسعورة دفعت العدو الى التصرف بحماقة ، من خلال الإقدام على طباعة أكثر من تريليون وخمسمائة مليار ريال بدون غطاء.

يخطئ من يعتقد ان الحكومة العميلة تتصرف بوعي اقتصادي ، بعد إن ادركها العمى السياسي ، وعجزت عن تدوير الزوايا الضيقة التي أوقعت نفسها فيها.

ويخطئ من يعتقد ايضا ان المجلس السياسي الأعلى وحكومة الانقاذ يتصرفان بدون وعي.

شهدت اليمن طوال السنوات الخمس الماضية عدوانا همجيا استخدم فيه العدو ترسانة مهولة من الطائرات الحديثة والصواريخ ألذكية والدبابات والمدرعات المتطورة والأموال القارونية والإعلام الكاذب ، بينما كنا لا نملك شيئا.

كانوا يقولون لنا انتم فقراء ومجانين ، وليس بوسعكم مواجهة الحرب بوسائل بدائية.

واليوم يتوسلون الموافقة على سرعة وقف الحرب ، بعد إن تغيرت موازين القوى وأصبحنا نقصف مواقع القوة في العمق السعودي بصواريخ باليستية متطورة وطائرات مسيرة ، ونخرج نصف صادرات السعودية من الجاهزية.

كيف حدث هذا؟
وكيف انقلبت الموازين؟

ليس السر في حدوث ذلك هو الصمود والصبر على التضحية والإصرار على أن نواجه العدوان بكل السبل المتاحة فقط!!

ولكن السر يكمن أيضا في ان العدو لا يعرف ان لكل فعل رد فعل ، مساو له في القوة ومعاكس في الإتجاه!!

اليوم يخوض العدو ضدنا حربا اقتصادية عمياء ومسعورة ، لكنه يكرر خطأه الاستراتيجي في الحرب العسكرية.

انه اعمى بلا حدود طالما انه لا يعترف بأن لكل قوة حدود ، ولكل فعل رد فعل مساو له في القوة.

نعم ان العدو احمق في حربه الإقتصادية على بلادنا ، لأنه لم يدرك بعد حدود قوته ، وقدرتنا على صنع المتغيرات.

احتفظوا بما يقوله المحايدون الذين نطقوا في آخر المباراة ، وسوف تكتشفون بعد وقت قصير أنهم عملاء أغبياء يتخبطون في الوقت الضائع.

تحية لأبطال المقاومة الوطنية في الجبهات العسكرية والاقتصادية والإعلامية.