الخبر وما وراء الخبر

صحوة الشعوب تسبب فشل المشروع الأمريكي

26

بقلم/إكرام المحاقري.

عندما نتطرق للأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة لابد من إدراج إسم الحربة ”أمريكا” في رأس القائمة حيث وهم السبب الرئيسي لكل مايحدث في الشرق الأوسط وغيره من نزاعات وحروبات، كما أنهم السبب الرئيسي لفقر الشعوب العربية المنتميين لدول ذات موقع إستراتيجي وجغرافي ممتاز ومنها دولة (اليمن).

وبالعودة إلى الساعات الأولى من ولادة العدوان الغاشم على اليمن جميعنا يعرف أن الإعلان العسكري عن العدوان وتشكيل دول تحالف كان من ”واشنطن” وليس من أي دولة من دول الخليج !! مايدل أن أمريكا هي الحربة المدبرة للعدوان وقد نفثت سمها في اليمن بإسم دول الخليج وكلاهما تحرك بذريعة ” الشرعية”

وما العدوان العسكري على اليمن إلا نتيجة نجاح ثورة ال 21 من شهر ديسمبر 2014م، حيث أحرقت اهداف الثورة جميع العملاء منهم ”حزب ‘الأصلاح” والبعض من الأحزاب الاخرى الذين كان لهم نفوذ في السلطة.

كما تم إسقاط القرار الأمريكي الذي كان يصدر من السفارة الأمريكية والتي كانت تعتبر الرئاسة أنذاك متمثلة بالسفير الأمريكي” ماثيو تولر” ومن قبله”جيلرد فاين استاين” وجميعهم كان يمثل رئيس الجمهورية اليمنية وماسواهم ليسوا الا مجرد دمى تتلقى الأوامر وتقرأ مايملأ عليها في الأوارق كما هو حكومة ” الفنادق” اليوم !!

اتخذت أمريكا جميع الأساليب الشيطانية والقذرة من أجل إخناع الشعب اليمن والعودة إلى أعلى هرم الحكم في اليمن كما كانت سابقا، ارتكبوا أبشع الجرائم الوحشية بحق النساء والأطفال والمدنيين، وهدموا البنية التحية بشكل كلي !! أحرقوا الشجر والحجر !! حتى الأجنة في بطون أمهاتهم كان لهم نصيب وافر جراء القنبلة الهيدوجينية التي القتها أذرع أمريكا على منطقة عطان ومنطقة نقم بالعاصمة صنعاء !!

اغلقوا مطار صنعاء الدولي وجميع المنافذ البرية البحرية بدون أي مبرر في حصار خانق لأكثر من 24 مليون نسمة !!

ووصل بهم الخبث الى تحريك الورقة الإقتصادية بنقل البنك اليمني من العاصمة صنعاء إلى ”عدن” والتي تقبع تحت مظلة الإحتلال عسكريا سياسيا وإداريا !! وذلك من أجل محاصرة الشعب اليمني في لقمة عيشه بمنع وصول الرواتب لموضفي الدولة المدنيين والعسكريين !! كما أنهم استهدفوا الريال اليمني بطبع عملة جديدة من دون غطاء دولي من أجل إنهاك الإقتصاد وضياع قيمة الريال اليمني إلى تحت خط الصفر والجعل منه ورقة لاقيمة لها، حيث وأنهم تعاملوا مع العملة اليمنية وكانها ورقة للطبع متى شأؤو.

وكل ذلك ليس من مخطط المرتزقة أو مايسمون أنفسهم ”حكومة الشرعية” لانهم مجرد أقزام لاحول لهم ولا قوة كما هو حال دول الخليج نفسها التي تترأس علنا إدارة العدوان، وماهذا المخطط القذر إلا من عمل القوى ”الصهيوأمريكية” لاسواهم، وكله من أجل إنهاك الشعب اليمني وإخضاعه لدول العدوان وإعادة سيناريوا السياسة الأمريكة مجددا في اليمن.

ومازالت الخطة الإقتصادية الأمريكية سارية التفعيل حيث تم طبع ”ثمانون مليار” ريال يمني مؤخرا، ليكون الناتج الإجمالي للعملات المطبوعة خلال خمس سنوات من العدوان حسب تقرير اللجنة الاقتصادية ”تريليون” ريال فهذا المبلغ الكبير والهائل لم يتم طباعته في العقود الماضية !! وهذه الخطوة العدوانية هي السبب الرئيسي لغلاء الأسعار وتدهور قيمة الريال اليمني وجعله في الحضيض مقارنة بالعملات الآخرى !!!

لكن هذه الخطوة الشيطانية قوبلت بوعي من قبل البنك المركزي بالعاصمة صنعاء حيث أصدر قرار وجيزا بمنع تداول العملة الجديدة وسحبها من السوق خلال مدة لاتتعدى الشهر وتسليمها إلى نقاط محددة واستبدالها بالريال الإلكتروني وهذا ماسيضمن استقرار سعر الدولار !!

والجميل في الأمر هو الوعي الشعبي والإستجابة القوية لقرار البنك المركزي وتنكرهم للعملة الجديدة ماجعل من هذه الخطوة بائرة وفاشلة وورقة خاسرة لأذيال أمريكا الذين لايدعون شيء الا ويعملوه تسبحا بحمدها في الوقت التي لاتدع أمريكا ممثلة برئيسها المختل”ترامب” أي إهانة الا ووجهوها لعملائهم الكبار أصحاب العقالات والصغار ذوي البزات أو القانتين في ”الفنادق”

فصحوة الشعوب هو السر لفشل مخططات ”أمريكا” التي أرادت السيطرة الكاملة على قرار وتوجه وموقف الأمة العربية خاصة الشعوب الحرة المقاومة، فهذه الصحوة تعتبر صمام أمان الشعب اليمني ومواصلته درب صموده الأسطوري إلى مالا نهاية.