فرصة العمر ومشوار الهداية
بقلم || سحر الزهيري
يمنح الإنسان فرصة تمتد بطول عمره ليقيم نفسه ويدرك واقعه ويعلم ماموقعه في الدنيا الذي هو امتداد لموقعه في الأخرة، فيعمل ليزكي نفسه وليرتقي بها في سلم الكمال الإيماني ويعتلي درجات مكارم الأخلاق والإحسان.
والله جعل في القرآن الكريم بصائر ترشدك وتنبهك وتبين لك موقعك، لئلا تعتقد في مسارك انك على حالة من الإيمان تؤهلك للجنة وتقيك عذاب جهنم بينما أنت واقعا على خلاف ذلك تماما
فيمر عليك العمر وأنت بحالة الإعراض عن الله وهداه بشعور أو من دون شعور ، وتصبح نفسك مع الوقت غير متقبلة لهذا الهدى بسبب الشرك بالله الذي جعلك معرضا عن الهدي وصادا عن سبيل الله وتقف مواقف الباطل وانت مسمى بالاسلام وتحمل اسم مسلم.
فما أحوجك أيها الإنسان لتدارك مافاتك من أيام وتغنم ماتبقى من فرصة عمرك ، فتقلع الشرك بالله من نفسك وواقعك وذهنيتك ومعتقدك وأفكارك، فتصبح نفسك زاكية راقية متقبلة لهدى الله ملتزمة بدينة متخلقة بالأخلاق التي أراد الله أن يتخلق بها عباده الذين يسيرون على هديه.
فلنسارع جميعنا لتفتيش أيام عمرنا السابقة بالتوبة إلى الله مما فرطنا في أعمارنا والأنابة إليه مما كان من إعراضنا وجهلنا، وترتيب ماتبقى من الآتي منها مستبصرين بالقرآن مهتدين بهدى الله سائرين في سبيله مناصرين لدينه متخلقين بخلق أنبيائه ورسله لنكون في الآخرة ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه..