السيد نصر الله : حكومة اللون الواحد خيار غير مناسب والأمريكيون يستغلون الاحتجاجات
إعتبر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنه “عندما يحصل في أي بلد في العالم إحتجاجات نجد الاميركيين يتدخلون بسرعة في محاولة لاستغلال هذه الإحتجاجات وركوب موجتها بما يخدم مصالحهم ومشاريعهم وليس ما يتطلع إليه المحتجون “.
وفي كلمة متلفزة له حول آخر التطورات السياسية أضاف سماحته”هذا ما حصل في الربيع العربي واميركا اللاتينية وهونغ كونغ وحتى في الدول الحليفة للولايات المتحدة، فهذا سلوك عام للأمريكيين وهذه هي القاعدة “.
وتابع”فيما يتعلق بالإحتجاجات في لبنان سمعنا كلاما من مسؤولين أميركيين مختلفين وصولا لما قالته المندوبة الاميركية في الامم المتحدة وما قاله بومبيو،فالكلام الاميركي الاخير تحدث عن لبنان بشكل مباشر وغيره من الدول الى ان تأتي الثمار التي يريدونها للضغط على إيران”.
وأوضح سماحته أن “الامريكيين افترضوا ان الاحتجاجات في لبنان خرجت ضد إيران وضد المقاومة مع ان ذلك لم يحصل وكانت المطالب لها علاقة بالامور المعيشية والسياسية،كثير من الفشل الاميركي في العالم سببه المعلومات الخاطئة والمضللة من عملائهم “.
وأردف قائلا”الاميركي في لبنان إما انه يخدع نفسه او يخدع العالم او ان هناك من يضلل الادارة الاميركية حول الوضع في لبنان”.
وتساءل سماحته “هل الاميركيون والاسرائيليون يريدون فعلا مساعدة الشعب اللبناني ام انهم يريدون ابتزاز هذا الشعب؟ والمعادلة الاميركية للبنانيين تخلوا عن عناصر قوتكم على امل ان نساعدكم،فالاميركيون والاسرائيليون عجزوا عبر عقود عن حل المشكلة التي تشكلها لهما المقاومة ولذلك يحاولون استخدام وابتزاز الشعب اللبناني في هذا الامر”.
وأشار الى ان “حزب الله خطر على المصالح والمشاريع الاميركية وليس على المصالح اللبنانية، بل حزب الله هو المدافع عن مصالح وعزة لبنان”.
ولفت السيد نصر الله إلى ان” الاسرائيلي على الحدود يبني الجدران لان المقاومة تركت هذا الامر للدولة اللبنانية ولو ان المقاومة قالت إنه لا يمكن بناء الجدران لكان الاسرائيلي حسب الف حساب ونفس الامر بخصوص الدخول الى المياه الاقليمية للاستكشاف حول النفط”.
وقال إن”الاميركي يريد ان يحل مشكلته ومشكلة اسرائيل، وحزب الله هو المشكلة والخطر الاول امام الاطماع الاسرائيلية في الارض والمياه والنفط”، وتابع”الاداء الاميركي يظهر استغلاله لما يجري، وايضا هناك محاولة اسرائيلية لاستغلال ما يجري ضد حزب الله او للحصول على امتيازات معينة بموضوع النفط والغاز”.
واعتبر السيد نصر الله ان”البعض يتصور اذا اعتدي على ايران فإنها ستعتمد على حلفائها لترد، وهنا اصحح ان ايران سترد بنفسها على كل من يعتدي عليها وهي لا تقبل ان تسكت او يرد عنها الحلفاء، أما كيف ستعاطى حلفاء ايران فهذا شأنهم”.
واشار الى أن “بعض الجهات الخارجية تعمد لتحريف او فبركة تصريحات لمسؤولين ايرانيين، بهدف استفزاز وتحريض بعض اللبنانيين على ايران وإحراج رئاسة الجمهورية وحزب الله والحلفاء”.
وفي الموضوع الحكومي قال سماحته” سبق ان قلت كلاما واضحا اننا نرفض استقالة الحكومة لان تشكيل حكومة جديدة سيأخذ وقتا والوضع الاقتصادي والمعيشي لا يحتمل الفراغ،وعندما استقال رئيس الحكومة بظاهر الحال للبعض ظهر انه تحقق انتصار انما الواقع انه تم اضاعة الوقت وبرأيي ان الامر ازداد سوءا بغلاء الاسعار وغيرها من الامور المعيشية والاقتصادية والنقدية ،ولو بقيت الحكومة واستمرت التظاهرات لما كنا قد وصلنا الى ما نحن عليه الآن، بعد الاستقالة انتقل الحديث من الملف المعيشي الى مكان آخر”.
ورأى سماحته أن”الوضعية الافضل كانت ان تبقى الحكومة وتستمر الاحتجاجات ولو تم ذلك لتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني”.
وأضاف”اليوم نحن نأمل ان تكتمل الاستشارات وتكليف من يأخذ اعلى نسبة من الاصوات ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة وكل ذلك يعني ضياعا للوقت امام اللبنانيين،اليوم نحن نأمل ان تكتمل الاستشارات وتكليف من يأخذ اعلى نسبة من الاصوات ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة وكل ذلك يعني ضياعا للوقت امام اللبنانيين”.
واعتبر السيد ان “الوضع في البلد الصعب يحتاج الى حكومة تتحمل المسؤوليات ومثل هذه الحكومة يجب ان لا تكون من لون واحد لان ذلك سيؤدي الى هز الاستقرار، كما ان الازمة تحتاج الى تكاتف الجميع”.
وعبرّ السيد عن “رفض حكومة اللون الواحد انطلاقا من المصالح الوطنية، وعندما كانوا هم اغلبية نيابية كنا نطالب بحكومة وحدة وطنية واليوم عندما اصبحنا اغلبية نيابية نلتزم بنفس المطلب”.
وأضاف”في فريقنا السياسي انقسم الرأي حول حكومة اللون الواحد انطلاقا من تشخيص المصالح ونحن كحزب الله وحركة امل نرفض تكشيل مثل هذه الحكومة، المسؤولية الوطنية تتطلب ان يحضر الجميع ويتعاونوا لانقاذ البلد”.
وتابع” من الخيارات التي طرحت ان نخرج نحن والحلفاء من الحكومة وليشكل الفريق الآخر يذهب لتشكيل الحكومة، وايضا مثل هذا الخيار لا نوافق عليه انطلاقا من مصلحة البلد،الخيارات الاخرى المطروحة هي حكومة شراكة وطنية او حكومة اوسع تمثيل ممكن، كما طرحت عدة اسماء لرئاسة الحكومة وكنا نوافق عليها باعتبار ان الرئيس الحريري موافق عليها ولكن حصل ما حصل وتأجلت الاستشارات، والخيار الثالث هي حكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري لكن هذا الخيار لم يتحقق لان الاخير طرح بعض الشروط ما ادى للانتقال الى الخيار الرابع ان يترأس الحكومة شخص يسميه او يوافق عليه الرئيس الحريري وأيضا توافق عليه الغالبية النيابية”.
وأضاف”الحل الآن في الخيار الثالث او الخيار الرابع، المهم ان تكون حكومة انقاذ قادرة على الاصلاح وهي تطلب مشاركة الجميع ونصر على ان يشارك التيار الوطني الحر كما اصرينا على مشاركة تيار المستقبل ،حتى الساعة لم يتم التوافق على اسم معين ونأمل ان يحصل تكليف يوم الاثنين لاي شخصية تحظى بالاصوات اللازمة وبعد التكليف نتحدث عن الحكومة وتشكيلها ونحاول ان نتعاون لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن”.
واردف سماحته بالقول “لا مشكلة لدينا ان يشارك الحراك بالحكومة لكن المشكلة من سيسمي وزراء الحراك وهذه معضلة سنجدها وقت التأليف”.
وشكر السيد نصر الله “كل الناس الذين صبروا على قطع الطرقات حيث كان المقصود في مكان ما ان تعم الفوضى، وانا اليوم ادعو الناس الى المزيد من الصبر وحتى الآن نجح الناس ان لا يستدرجوا للفتنة والصدامات”.
ولفت سماحته الى ان”الاخوة في حزب الله وحركة امل شكلوا اللجان لضبط الشارع على الرغم من الاستفزاز الكبير وعملنا على السيطرة على الشارع على الرغم من حالة الغضب التي كانت موجودة ولكن يجب التحلي بالوعي وضبط الاعصاب والصبر والتحمل”.
وفي الوضع المعيشي قال السيد نصر الله “ننادي حكومة تصريف الاعمال ان تقوم بمهامها بمقدار ما يمنحهم القانون من صلاحيات وبالاخص اذا التأليف احتاج المزيد من الوقت، وحتى ذلك الوقت على الناس تحمل المسؤولية فيما نسميه التضامن الاجتماعي”.
وأشار الى انه “من الواضح ان جدية الجيش البناني والقوى الامنية أعلى لفتح الطرقات بعد اغلاقها ولضبط الوضع الامني”
وفي موضوع غلاء الأسعار قال سماحته” لكل من يرفع الأسعار والأرباح نقول له الآن الوضع يحتاج الى تكاتف الجميع لانه لا يجوز رفع الأسعار بل أدعوهم الى تخفيض أرباحهم، كل ما له علاقة بالناس من خبز ودواء ومحروقات لا يجوز لاحد بكل الموازين لاحد ان يلعب ويتاجر به ولا يجوز ان ندخل السلع الاساسية بحياة الناس في عمليات الضغط والضغط المقابل”.