الوكيل العمدي لـ”ذمار نيوز”: القبائل اليمنية ساهمت في معظم الاحداث التي شكلت نظام الدولة اليمنية, والأعراف المتأصلة أفشلت رهان العدو على الاقتتال لصالح أجندته.*
صمود وثبات وانتصارات أسطورية يسطرها الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية في كافة جبهات العز وميادين الكرامة، وفي الوقت ذاته يحتفل شعبنا اليمني الأبي بالعيد الوطني المجيد عيد الاستقلال “عيد الجلاء” وخروج آخر جندي بريطاني من عدن، رغم ما يشهده من عدوان بربري وقصف وحصار إلا أن ذلك القصف لا يفقده فرحته بابتهاجه بأعياده المجيدة.
في رحاب هذه المناسبة، كان لنا شرف اللقاء مع الشيخ/ عباس علي العمدي، وكيل المحافظة رئيس مجلس التلاحم القبلي بذمار، وناقشنا معه جملة من القضايا الهامة …وإليكم تفاصيل اللقاء:
*س/ ونحن نحتفل بعيد الاستقلال في ظل الظروف الراهنة، والتي ما يزال فيها الجنوب خاضعا لاحتلال جديد… ما تعليقك على ذلك؟*
بداية يسرني بهذه المناسبة الوطنية أن أ رفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى – القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط وإلى أعضاء المجلس, وقبائل محافظة ذمار وأبطال الجيش واللجان، وكل أحرار الشعب اليمني بحلول هذه المناسبة الغالية على قلب كل يمني حرٍ شريف.
الوقوف على إطلالة الـ30 من نوفمبر في ظل الحرب والعدوان والحصار علي اليمن, وبسبب ما تشهده عدد من مناطق الجنوب المفتوحةِ على المجهول رمزية الذكرى, أنها تقول للعالم كله أنا اليمن، الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال، الـ30 نوفمبر غير قابلةٍ للنسيان أو التجاهل, مهما حاولوا اشغالنا بحرب وحصار خارجي, وتأسيس اقتتال داخلي بعناوين زائفة وصناعة كيانات ومليشيات بتسميات فارغة, يمثل تجديد انطلاقة لإعادة الاعتبار لسيادة واستقلال اليمن، وأن أدار الكثير ظهره لها أو كاد. لتسهم في تصويب الاتجاه، وإعادة القاطرة إلى السِّكة الصحيحة باتجاه العدو الخارجي والقدس ، وبأي عنوان ستدور العجلة لنقطة الصفر يمن الوحدة و الحرية لقد رزحَتِ اليمن ما يقرب من 135 عام تحت الاحتلال البريطاني ثم اندحروا ولَفَظَتهم عدن فعمر الاستعمار قصير آل سعود وزايد أن توقِّع عقودا وتبني مسميات ومليشيات تستطيع أن تفتح سفارة أو قواعد، أو أن ترفع علماً او صورة في هذه المدينة أو الشارع، لكنها لن تنال شرعيةَ ووضعية الوجود الطبيعي في اليمن. ستظل دول تحالف مثلث الشر العالمي امريكا و إسرائيل وبريطانيا وادواتها العميلة صهاينة العرب وميليشياتها مرتزقة اليمن في نظر شعب اليمن كيانات غريبة منبوذة، إلى أن يأذنَ الله بتحرير وتطهيرها والنصر, إن عدم تحقق القبول بمبادرات السّلام والمصالحة الوطنية لأن قرارهم مرتهن بيد امريكا واسرائيل وبريطانيا محور الشر الذي لا يُؤمن إلاّ بسلام الهيمنةِ والسيطرةِ وفرض الأمرِ الواقع؛ لم يتخلص من النزعةِ العدوانيةِ التي تفتحُ شهيته لصفقات السلاح والاطماع على مزيدٍ من الحروب والصراعات الداخلية كثيرة هي الشواهد والدلائل التي تثبت لنا كم يُعاني هذا التحالف من عوامل الضَّعف، التي تؤكِّد أنه سيواجهُ ذاتَ المصيرِ الذي واجهتهُ كلّ الموجاتِ الاستعماريةِ السابقةِ من العثمانيين أو البريطانيين وغيرهم، طالَ الزمانُ أمْ قَصُر.
*س/ ما رسالتك لشرفاء وأحرار الجنوب؟*
– رسالتي للشرفاء الاحرار قوى وقبائل محافظات الجنوب هي في صيغةِ سؤالٍ: ماذا تنتظر القوى والقبائل؟! وعلى ماذا تُراهن، وهي تقفُ موقف المتفرِّج من الشعب الذي يحاصر ويُقتل ، وأرضها التي تُنهب، وببنيتها التي تُدمر وبحارها الذي يَحتلها وينهب ثرواته ونفطه الغزاة وحالات القتل والاغتيال والسحل والتعذيب والاغتصاب كلَّ يومٍ تزيد، والاخطر أنها تحشد لمقاتلة اخوانه شمالا لحماية حدود العدو.. وقد اضحى للجميع والعالم زيف مسمى اتفاق الانقلابين الشرعية مجرد غطاء لمخطط الاحتلال، وتكريسه عقدوا النيَّة والعزم على تقسيم اليمن، مُقدّمةً لتجزئتها وتحقيق الانفصالِ والأقلمة المزعومة وتفتيت نسيجها اثر ما شهدته من التناحر والاقتتال تصوير الامر والنزاع في ساحة عدن وشبوه ومارب وغيرها, أنّه نزاعٌ على سلطة لا يمتَلكُها القائمون ولا يستطيعون امتلاكَها، ودول تحالف الشر لهم وللثروة جميعاً بالمرصاد وتتحكّمُ في كل شيءٍ.
وبالمناسبة فإننا نؤكد رفضنا التام لكل المحاولات وتكتيكات مخطط الاستعمار لتستهدف استغلال هذا الاستهتار الذي سار ولايزال عليه تحالف قوي الشر ومليشيا العمالة والارتزاق من أجل التضييق على حياة شعبنا, وأمام ما يقدمه المرتزقة عبر اعمالهم الهوجاء ذات النزعة الاستعمارية، ادعوا كل شرفاء وأحرار اليمن للتوحد والالتحام للوقوف بكل تحدي وعنفوان بوجه العدوان والحصار سيشعر المتخاذلون غدا بسلبية صمتهم وسيندموا شر ندم، وهي تحل الكوارث كل يوم ، {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالمون{, اننا نؤكد بعون الله
وقوفنا خلف قيادتنا وتوجهاتها والتنسيق والوقوف مع كل قبائل اليمن عامة وقبائل وأبناء محافظات الجنوب والشرق من أجل انهاء وتحرير وتطهير وطننا وتجنيب شعبنا الآلام والمآسي الناتجة عن هذا الاستهتار، وسنستمر في التزاماتنا تجاه كل أبناء وطننا والذين يحرصون على وحدة شعبهم وسيادته واستقلاله ويرفضون أي تفريط بالسيادة بهذه الوحدة أو مساس بها. “فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون”
*دور محوري*
*س/ ما طبيعة الجهود التي يبذلها مجلس التلاحم بذمار، فيما يتعلق بالتحشيد ورفد الجبهات؟*
– بحمد الله التحشيد ورفد الجبهات بالمال والرجال أولويات مهام وآلية أساس طبيعة عمل ونشاط المجلس, بالعمل على حشد واستنهاض المواقف القبلية لنصرة الحق عملاً دؤوباً ومنظماً على جميع الساحات القبلية والمشاركة على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية مع التركيز على حشد وتحريك دور القيادات القبلية مشايخ ووجهاء حكماء وعقلاء ذمار في كل ما يتطلب لتعزيز موقف القبيلة الداعم و المساند, والمراقبة والمتابعة والتصدي للممارسات التي ينتهجها العدوان وفضح واجهاض مخططاته وأساليبه الاستقطابية وإثارتها بالاشتراك مع الجانب الرسمي والاشرافي والاجتماعي والامني, وعبر ممثلي واعضائه بالالتزام بخطط وبرامج وانشطة الحشد والعمل المشترك وبحمد الله المجلس قوه حاضرة داخل الساحة القبلية في القرى والعزل والساحة له دور محوري في استنهاض وتأطير دور وثبات مواقف ونفير اوفياء مشايخ ووجهاء قبائلنا الأبية المستنفرة وصمودها ومساندتها لقضيته الوطنية لقضيتنا العادلة والمصالح العليا عبر حشد وتحريك المشايخ والقبيلة للانصهار والتلاحم ورص الصفوف ودعم وتبني كل خيارات وأنشطة (التعبئة العامة) والمبادر بمختلف النشاطات والفعاليات والمناسبات المختلفة والنفير القبلي المسلح المستمر هذا الحضور الذي يعبر عن نفسه في الساحات بحمد الله كنّا ولازلنا من أوائل الملبيين لنداءات السيد القائد والقيادة العليا للمجلس وقيادة المحافظة للجهاد وهبات النفير والنكف القبلي المباركة والتعبوية والمساندة العسكرية وأسسنا مجاميع قبلية ساهمت ولازالت في تقديم الدعم اللوجستي للمجاهدين في مختلف الجبهات بحمد الله اننا وبدعم وتعاون رئيس المجلس الاشرافي ومتابعة رئاسة التلاحم أول من أسس و بادر بحشد ودعم هبة قبائل اليمن للساحل الغربي والاكثر في قوام مشاركتنا وتبني ودعم كل الخيارات في حملات حشد وتحريك الافراد والمشايخ في عدة محاور جبهات الدفاع والعمل بكل الوسائل والامكانات في مجال تصعيد نفير القبائل واستمراريته علي مختلف الصعد وبمختلف السبل التي تجلت وتأصلت بعون الله تجاه زخم استمرار وتصاعد حالة النفير المستمرة على الدوام بوجه العدوان و التحديات والمخاطر وكذا الاشتراك والتعاون بالتصدي للمشكلات التي تواجه قيادة المحافظة تحديدا في البيئة القبلية وحل اشكالاتها وجمع وتسيير قوافل البذل والعطاء, إذ نسجل باعتزاز كبير هذه القدرة الفردية والمتميزة لتلاحم قبائلنا العريقة وحالة النفير المستمرة اثبت المجلس وممثليه حضوره في أخطر الميادين التي استوجبت بذل المهج وتقديم الغالي في مواكبة الاحداث ومراحل النفير لتلاحم قبائلنا وبحمد الله استطاع المجلس حشد نسبة قوام لا بأس بها وحالة التميز بتصدر قوائم النفير مشايخنا قدمنا العديد من الشهداء والجرحى وأسرى وأخرون من ينتظروا من مجاميع (ضمن تشكيلات نفير التلاحم القبلي اخرها استشهاد الشيخ المجاهد الشهيد محمد نجيب الحاذق مسئول فرع مجلس التلاحم بمدينة ذمار واثنين شهداء بجانبه اثر انطلاقتهم وعدد من المشاركين عاملي المجلس ضمن عملية نصر من الله ، رصيد اضافي لمن سبقهم من الشهداء العظماء والجرحى لكل أولئك الشهداء الذين فارقونا دونَ أن نودعهم، نقول لهم بأنهم في القلب كانوا وما زالوا، وسيبقونَ دائما في جوارحنا حتي نثار لهم في كل خطوة نخطوها نراهم يبتسمون فخراً، فحقّ علينا أن نستمر فخرا في تكريم وتخليد ذكراهم وبطولاتهم والمضي على الدرب والنفير والواجب التزاما بتوجهات ونداءات النفير إيماناً منا انه واجب ديني واخلاقي وشرعي على مستوى التكليف وقدر المسؤولية ومتابعة الاعمال والأنشطة التعبوية ورفد الجبهات بالمال والرجال حتى النصر بإذن الله.
*ترسيخ القيم*
*س/ ما هي خطط فرع التلاحم القبلي بذمار خلال الفترة القادمة؟*
– تفعيل دور القبيلة عبر إعادة الاعتبار لشيوخها, وتفعيل دورهم ومكانتهم وتأطيرهم بعيداً عن الدور والمكانة الزائفة التي تَّدعي القوى والحكومات السابقة بأنها قد حققتها لها، والتي كيفت دور القبيلة و المشيخ بمجرد الحصول عل الهوية الصادرة من مصلحة شئون القبائل وما خصصت اعتماد راتب مثل الصندوق والأداة على حساب القيم والمبادئ وأبناء القبيلة، ودورها القيمي والاخلاقي الطبيعي تعتبر قوى مادية وليست مفعلة ومن الخطرعلى تراث، وشيم مبادئ القبيلة تقليدها لها حقوقها كاملة دون أن تجبر على التحول واختزالها في رجل والتخليِّ عن دورها وقيم الاسلام الصحيح.
بذل مزيد من الجهد لتنقية الأجواء لترسيخ القيم والمفاهيم والسلوك التي افرزته الثورة والحد من انتقال السلبيات السابقة للوضع الجديد وبناء العلاقات الأخوية وروح المشاركة في المواقف وقيم التواصي والتعايش والعدل اساس الاندماج مع المجلس بالمشايخ و القبيلة كافه وتصميم برامج وانشطة وقائية لتحصين القبيلة من الاستهداف الموجه, وتصحيح وزيادة حالة الوعي لتفعيل دورها وعل غرار بنود وثيقة الشرف القبلية وإعادة الفعالية إلى مؤسسات العمل القبلي المشترك ووضع صياغة جديدة لهذه العلاقات تقوم على التضامن الرسمي المؤسسي القبلي، ويشدد المجلس على ضرورة تعزيز علاقاتنا وفق توجهات واتفاقات رئاسة المجلس مع القيادة الثورية والسياسية وندعو الحكومة إلى الوفاء بالتزاماتها كاملة، إن التنفيذ الدقيق والأمين لوثيقة الشرف القبلية بجميع بنودها هو الذي يرسخ الصلح العام ويحقق الأمن والسلم الاجتماعي ويحصن القبيلة من الخروقات والاستقطابات المعادية والعزل والبراءة والتكافل الاجتماعي .
إن المصلحة تقتضي البحث عن أفضل الأساليب والوسائل المناسبة لاستمرار مشاركة ومساندة القبيلة واستكمال تأطير وانتظام القوى القبلية في كل أماكن وساحات تواجدها والتحامها كافة في معركة الحرية والكرامة والاستقلال مع الأخذ بعين الاعتبار وضع ومكانة المجلس والقبيلة وبما يجعله رافعة وقوة حقيقية لتعزيز عوامل صمود ونفير المجلس على أساس استخدام الوسائل والأساليب التعبوي الجهادية الأنجح في رفض ومواجهة الاحتلال ومراعاة المصالح العليا للقبيلة والتراث الاصيل.
*تمازج فريد*
*س/ ما الدور الذي قامت به قبائل ذمار في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان؟*
– التحام قبائل ذمار في معركة الدفاع عن الوطن بمواجهة العدوان ليس بالأمر الجديد ولا المستغرب ، فالقبائل اليمنية كانت ومازالت تلعب ادوارا بارزة منذ تأريخ اليمن الماضي والحاضر والتاريخ المعاصر ساهمت في معظم الاحداث التي شكلت نظام الدولة اليمنية، ولعل دورها الريادي الابرز في تحرير اليمن من الاحتلال العثماني والاحتلال البريطاني وكل مراحل الثورات وصولا الى اشعال ودعم بقوه ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر وتعاطيها الجاد والفاعل باستجابتها لنداء السيد القائد وفق مقررات وبرامج خطط التعبئة العامة وتبني ودعم مراحل الخيارات الاستراتيجية وكل خطوات الجيش واللجان والفعاليات واللقاءات خير شاهد ودليل، تلك المواقف القبلية التي بفضل الله غيرت مجرى الاحداث ورسمت خارطة اليمن العزة والاباء وكشفت اقنعة وزيف مخططات العدوان ورهانهم واثبتت مواقف ودور القبائل بطلان من زعموا ان القبيلة مصدر الجهل والعنصرية والعصبية, فالقبيلة اقدر على لم شمل ابنائها، والسيطرة عليهم ،وتوجيههم لما فيه المصلحة العامة والخاصة، وحل المشاكل بين ابنائها من جهة وبينهم وبين أبناء القبائل الاخرى، وغير ذلك فقد تفردت قبائل ذمار في تمازج فريد بوحدة صفها ضد العدوان اذ تضم القبيلة الواحدة احزاب ومذاهب الدين على اختلافها حاول العدوان استخدامها الا ان حالة الوعي والادراك مع القيم والغيرة والحمية والاعراف المتأصلة ابطلت رهان العدو على الاقتتال لصالح اجندته ويجعله امرا مستحيلا كون أبناء القبيلة الواحدة أبناء عم او خال وقبل كل شيء ادركوا بوعيهم مخاطر العدوان واستثمارا لهذه الروابط وتوظيفا لهذه المعاني بادر السيد القائد وسيرا على النهج الرباني المحمدي الاصيل طالب بإعطاء القبائل دورا اكبر وفاعل بإعلانه تشكيل مجلس أعيان قبائل اليمن بضرورة دخولهم الى الحياة السياسية جنبا الى جنب ليشكلوا قوة ضغط من أجل صناعة توازنات سياسية اذ ان المكون الواحد لا يستطيع بناء الوطن ومن يظن ان قوته تكمن بإضعاف الآخرين فليبشر بالخسران المبين واستمرارا لهذه السنة الحسنة بادر الى تحصين وتفعيل دور القبيلة وشيوخها وأبنائها من خلال مباركته والتوقيع على مبادئ وثيقة الشرف القبلية تأصيلا للثوابت والقيم القبلية ليؤكد حرصه على تماسك الجبهة الداخلية ووحدة اليمن وقبائله وتساويهم في ظل قيم الدين واهداف الثورة وتوجهات العمل الرسمي بعد ان ساواهم القانون الإلهي (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
لم ينس السيد القائد حفظه الله الاشارة الى دور القبائل الفاعل امنياً واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا وقدرتهم على التحرك الفاعل، ودعم وتفعيل دور شيوخ القبائل بما اقره في توجيهاته والصلاحيات لهم من حرص قيادة الثورة على النهوض بالقبائل وحسب مقتضيات الدين والقانون, منبها على اصطفاف القبائل مع الجيش واللجان الشعبية في مقاومه ومحاربة المحتل ودحره، واستغلال الصلاحيات للمشايخ والوجاهات في اطار ما حدد لهم وفي الأمور الاخرى مثل اعتماد ضماناتهم على المغرر بهم بدلا ان يترك امرها للقانون بحيث يلعب المشايخ دور المصلحين وإعادة المغرر بهم وتأمين ساحاتهم اعطاهم دور اكبر وفاعل.
*س/ تعرضت القبيلة خلال الفترة الماضية لمحاولة طمس هويتها… ما الهدف من ذلك؟*
– على الرغم ماجرت من محاولات لإبعاد القبيلة اليمنية والهائها عن الدور الذي كانت تمارسه في حماية وحفظ النظام وفق القيم والثوابت الدينية والمأثر الحميدة المتأصلة والدليل على ذلك هو وبمجرد وصول الاخوان للسلطة كشف الدور الذي مارسته قوى محلية واقليمية ودولية بل ومشاركتها في مخطط حرف مسار بل وتفكيك واضعاف دور قبائل اليمن ضمن عمل منظم وممنهج بدء بمشاريع العولمة والانفتاح الشبابية وإلخ وضغوط الاخوان ومن لف لفهم بإلغاء مصلحة شون القبائل خلال مؤتمر الحوار اليمني.
ضمن مراحل تبشيرية (لثقافة التطبيع) استفحل الأمر حتى أن جعل بعض صغار العقول من أبناء القبيلة يلغي اسم القبيلة من هويته, لقد نجح هذا الفكر في أن يجعل ابن القبيلة يجلد ذاته, ويلقي باللوم على قبيلته ويقلب لها ظهر المجن ويتنكر لها نتيجة حرب شعواء غزت عقولهم حتى فككت اللحمة، لقد فقدت القبيلة كثيرا مما كانت تتميز به, في ظل فئوية سيطرت على حكوماته وهو ما شهدناه ونشهده اليوم بعضا من أعمالهم القذرة والمشينة لأفكار دخيلة لتعويض هزائمهم المتلاحقة وقرب تخليص شعبنا من شرورهم وآثامهم والبداية بلوغ مليشيات جهال الاحمر لمنتهى العيب والعار بقطع الطرق وقتل المسافرين (النساء والاطفال) جريمة حوث عمران وما سبقه واعقبه سلسلة مخططات تأجيج الصراعات والحروب الطائفية المصطنعة و فتنه ديسمبر محاولة عفاش جر القبيلة واليمن لفتنة دموية كانت الاخطر، إضافة الي ما تميزت به حالة وعي في نطاق السيطرة مقابل المذابح والسحل والمتاجرة بالأسرى والقبيلة اليمنية منها براء ولا تمثلهم ولا تشرفهم بل إنها اعمال العار في تعد صارخ على أعراف وأسلاف القبيلة والتي لم تكن يوما إلا رافدا للقيم وللثورة والوحدة والجمهورية لذلك يقف كبار عقلاء ومشايخ ووجهاء ذمار خاصة واليمن وعقالها ومرجع عرفها أمام كل العيب الأسود من زمرة لا هم لها سوى مصالحها أو الطوفان وهذه أوهام في أذهانهم قد عرفها شعبنا فخرجت ولازالت في كل المحافظات تعبر عن رفضها ومواجهتها للعدوان ولمشاريع التكفير.
*س/ أين يكمن دور مجلس التلاحم والقبيلة اليمنية فيما يتعلق بترجمة وتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة؟*
– مناقشتها بعقلانية وحكمة بعيدا عن العاطفة والمجاملة والنفاق، أو إلقاء التهم جزافا هنا وهناك, علنا نتمكن من دفع عجلة البناء الاصلاح من حيث معرفة واجب كل مسئول ومواطن ليقوم بدوره من خلال موقعه ليصحح المسار ونبني ونحمي الوطن ونخدم الامة بعيدا كل البعد عن الشخصنة والتبعية والرياء, فسيادة القانون والتعبئة العامة أساس مشروع بناء الدولة تناولت الرؤية العديد من الأفكار والرؤى حول مسار عملية الإصلاح سواءً تطوير الممارسات الضرورية، والأدوار المأمولة من كل جهة حكومية أو طرف سياسي ووطني وقبلي في الدولة والهدف النهائي المتمثل بالوصول إلى المستوى المنشود من المشاركة والتفاعل، والتي تعتبر ضرورة أساسية لازدهار واستقرار وبناء مستقبل واعد لأبنائنا.
قد لا توجد دولة في التاريخ الحديث تتحمل مخاطر العدوان والحصار والتكالبات الخارجية أكثر من اليمن, وعلى الرغم من كل ما يحيط بالقبيلة من نزاعات وحروب قبليه ومساعي لتفسخ النسيج الاجتماعي، وعلى الرغم من كل نازح عبر مناطق سيطرتنا ليستظل بالأمان ويذوق طعم الكرامة التي لم يجدها في منطقته، وعلى الرغم من كل التحديات التي واجهتنا وما تزال تواجهنا، إلا أننا نثبت لأنفسنا وللعالم أجمع كل يوم بفضل الله وحكمة قيادتنا وبعزيمة كل قبائل اليمن كم نحن أقوياء, وإنني أجد نفسي، على الدوام، فخوراً بهم وبعزيمتهم وحبهم وغيرتهم وحميتهم على الوطن، وأعلم أن في قلب كل فرد فينا، مهما اختلفت آراؤه ومهما تباينت تجربته في الحياة، الكثير من الفخر والاعتزاز بأنه يمني، ومن يعيش منا خارج الوطن يشهد كل يوم ما يحظى به هذا البلد الأبي وهذا الشعب الأصيل من احترام وإعجاب لما يمثله من قيم وصمود ومواقف لم يجدها في أكبر وأقوى الدول.
إن كل التحديات من حولنا اليوم تقودنا إلى مفترق طرق، ولا بد أن نحدد مسارنا نحو المستقبل بوعي وإدراك لتحديات الواقع وخطر حساسية المرحلة ورؤية واثقة لتبني مشروع بناء الدولة وفق النقاط ال12 لقائد الثورة في التعبئة الجهادية و لتحقيق طموح تفعيل دور القبيلة وتحصينها تجسيد بنود وثيقة الشرف القبلية، تثبيت الصلح العام لنترك لهم السلام والأمان والازدهار والكرامة والقدرة على مواجهة أصعب الصعاب, ولنتمكن من تعزيز منعتنا ومواجهة العدوان والحصار ومخاطره وك التحديات بثقة وصلابة وهو بالنسبة لي ما سيميز الرؤية الوطنية الشاملة الناجحة في خدمة مواطنيها ولم شمل قبائلها وحماية حقوقهم، وهو الأساس الحقيقي الذي تُبنى عليه المشاركة والاقتصاد المزدهر والمجتمع المنتج، وهو الضامن للحقوق والواجبات الفردية والعامة، والكفيل بتوفير الإطار الفاعل للإدارة العامة، والباني لمجتمع ايماني آمن وعادل؛ إنه التعبئة الجهادية وسيادة القانون المعبِّر الحقيقي عن هويتنا الإيمانية وحبنا لوطننا الذي نعتز به، إن إعلانات الولاء والتفاني لليمن تبقى مجردة ونظرية في غياب الاحترام المطلق للمواثيق وللقوانين.
إن مسؤولية تطبيق وإنفاذ سيادة القانون بمساواة وعدالة ونزاهة تقع على عاتق الدولة, ولكن في الوقت نفسه، يتحمل كل مواطن مسؤولية ممارسة وترسيخ سيادة القانون في حياته اليومية، أقول هذا لأنني أعرف من التجربة أن كل فرد يقبل ويتبنى مبدأ سيادة القانون من الناحية النظرية، ولكن البعض يظنون أنهم الاستثناء الوحيد الذي يُعفى من تطبيق هذا المبدأ على أرض الواقع بغض النظر عن المكانة أو الرتبة أو العائلة، فإن مبدأ سيادة القانون والتعبئة العامة لا يمكن أن يمارس بانتقائية كون بلدنا تعيش بمرحلة طابعها الاساسي تحرري تعبوي تنموي.
*س/ قرار المجلس السياسي الأعلى بتشكيل فريق المصالحة الوطنية…. ما تعليقك على ذلك؟*
– قرار العفو العام وقرار تشكيل فريق المصالحة الوطنية ضمان لبقاء الدولة اليمنية ذات السيادة، وفرصة التوحد والتحاور ما بين كل الفرقاء اليمنيين بكل أشكالهم لمواجهة الاحتلال ومخطط سياساته، القرار يمكن مختلف القوي الوطنية من الانخراط فيه والتحاور والعمل جنبا إلى جنب والذي بات استحقاقه الأكثر إلحاحا, وانطلاقا من أن مواجهة العدوان والحصار بكافة اشكاله وادواته حق وواجب ديني وشرعي واخلاقي وطني، وتعبير مباشر عن رفض القوي للاحتلال وانتهاكاته وسياساته تحديدا في الدعوة لحشد وتعبئة القبيلة وتفعيل دورها وفق وثيقة الشرف القبلية التي ستحقق بإذن الله نجاحات هامة، إن لجان المصالحة القبلية رديف حقيقي لقيادة الوطن وندعو قبائل اليمن بالأخص قبائل الجنوب للاستجابة والاعلان عن تدشين مرحلة تضامنا وتلاحما اخويا يمنيا وموقفا موحدا.
*س/ ما رسالتك لبقية المغرر بهم الذين ما زالوا في صف العدوان؟*
– أقول لهم أن مشروع الارتزاق والعمالة والارتهان لصالح الاستعمار قصير العمر ولا مستقبل له وسيصبح جزءاً من احداث مأساوية أليمة في أقصر وقت, الاستفادة بقرار العفو العام وقرار المصالحة الوطنية فالاستجابة تعني التوحد لنستمر معا في مسئولياتنا وواجباتنا تجاه كل وطننا الذين يحرصون على وحدة شعبهم وسيادته واستقلاله ويرفضون أي تفريط بالسيادة بهذه الوحدة أو مساس بها. “فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون”.
وفي هذا النطاق فإننا نؤكد رفضنا التام لكل المحاولات وتكتيك مخطط الاستعمار لتستهدف استغلال هذا الاستهتار الذي سار عليه العملاء المرتزقة من أجل التضييق على حياة شعبنا حيث قدم هؤلاء العملاء عبر اعمالهم الهوجاء وتقديمهم لمصالحهم الفئوية الخاصة على مصالح الشعب والوطن، يقدموا أثمن الفرص لكل من يريد فصل عدن عن ابين وشبوه وصنعا وتعز وحضرموت والحديدة ومارب، ومن يعمل على إذلال وتجويع ومعاقبة شعب بأكمله بسبب حماقة وقصر نظر فئة تحمل النزعة الاستعمارية.
يستطيعوا أن يضخوا طباعة مزيد من العملة الجديدة وصرف الأموال على أنفسهم، كما يفعلوا بتسميات حكومية، وبعد ذلك ليفعل الشعب ما يفعل، وسيكررون هذا، أموال تأتي عبر وسائل كثيرة [ليتصرفوا] فيها، وليذهب الشعب الى الجحيم وهذه ليست أول مرة.
إننا مسؤولون عن شعبنا كله، وعن وحدة ترابه الوطن، وعن حماية لقمة العيش لكل فرد فيه وأما هؤلاء الذين يضعوا بذور الضغينة والحقد الأعمى والارتهان والاقتتال الداخلي والانقسام الدموي فإننا لن نحاسبهم الا وفق القانون الذي سوف نظل نحرص عليه ونمسك به مهما طال الزمان, لن نفعل أفعالهم، ولن نحذو حذوهم التصدي للإمبريالية الأمريكية وسياساتها باعتبارها تقف على رأس المعسكر المعادي لقضيتنا العادلة وقتل وحصار وطننا وتفتيته واحتلاله, سياتي يوم نقول لا حوار ولمصالحه مع هؤلاء العملاء المرتزقة كفاكم ذلا و تشكيكا.
*س/ رسالتك للغزاة والمحتلين الجدد؟*
– عليهم أن يعوا جيداً أن المسرحية الهزلية التي يقومون بها في جنوب الوطن الغالي، وتبادل الأدوار بين المحتل الإماراتي السلف والمحتل السعودي الخلف، لن تدوم طويلاً وستكون نهايتهم قريبة بإذن الله تعالى، وكما خرج المستعمر البريطاني في مثل هذا التاريخ فإنهم سيكون لهم المصير نفسه والتأريخ خير شاهد.
*س/ رسالتك لأبناء الجيش واللجان الشعبية؟*
– رسالتي للقيادة العسكرية وقادات المناطق والمحاور العسكرية بمختلف التشكيلات الجوية، البرية، البحرية المجاهدين المرابطين في كل مواقع الرباط والجهاد المقدس, رجال الحق رجال الله في الميدان ابطال الجيش واللجان الشعبية والقبلية المساندة لهم كل التحية التقدير والمحبة والإجلال من وحي انتصاراتكم وعلى وقع انجازاتكم وخطى أقدامكم تتزاحم كل العباراتِ وتتهافت الكلمات الرجولة تستجدي لها موطنا فكنتم لها خير الرجال, أثبتم بحق أنكم أسود خلف قائد مسيرة حق حامل راية النصر بكل اقتدار ليسمع زئيره وزئير صرخاتكم في كل بقعة من هذا العالم ان نعالكم أطهر وأشرف وأقدس من عروشهم واسلحتهم وصولجانهم وعاصفة حزمهم.
*س/ كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟*
– أتوجه ومن خلال هذا المنبر بدعوة صادقة إلى الجميع في مختلف مواقع المسؤولية باستنهاض مسؤولياتهم تجاه قضية مكافحة الفساد بمختلف اشكاله وأنواعه والاستجابة السريعة للتوجهات وأنه لا يمكن التهاون بها وأماتتها مع مرور الوقت بل صرورة اضطلاع دور مشايخ ووجهاء وأبناء القبيلة ضمت لجان للتحرك والنزول لكافة الجهات كرقابة شعبية لتوضح الصورة الحقيقية للمواطن بشفافية، ويتحدثوا عن الجهات التي نفذت الخطوات واثبتت فاعليتها والتي نفذت صوريا فقط والتي لم تنفذ نهائيا.
كل المجد والخلود لأرواح الشهداء جميعاً والشفاء العاجل لجرحانا آملين من الله تعالى عودة جميع الاسرى المفقودين في القريب العاجل وكل عام وانتم الثابتين المنتصرين بإذن الله.