الخبر وما وراء الخبر

اليمني الخائن والكولومبي المرتزق

131

عبدالكريم أحمد الديلمي


عندما أردنا أن نقوم بعمل مقارنة بين المرتزق والخائن وجدنا أنه لابد أن نتحدث عن أمور “ثلاثة” متعلقة بين الاستئجار والخيانة, الأمر الأول : آن أيّ جيش مهما كانت كفاءة أفراده وقوته يتم استئجاره ليحارب في وطن غير وطنه, لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يحقق نصراً على جيش يدافع عن وطنه وكرامته وحياته فالفرق واضح والهدف مختلف, فالمدافع عن وطنه أمامه طريقان إمّا الموت وإمّا النصر, وبكليهما يتحقق النصر, أما المرتزق والأجير فأمامه هدفان, المال أولاً والمال ثانياً, لا يهمه هزيمة أو نصر, فكلاهما لغيره.

الأمر الثاني : عندما قارنا بين المرتزق الكولومبي أو المكسيكي أو من أيّ جنسية أخرى وبين اليمني الخائن والعميل, توصلنا إلى نتيجة هو أن المرتزق اشرف بكثير من اليمني الخائن, لسبب بسيط جداً وهو لو طلبت من هذا المرتزق الكولومبي وأمثاله أن يحارب ضد وطنه كولومبيا أو المكسيك, لرفع السلاح في وجهك قائلاً : صحيح أنّي مرتزق لكن الوطن ليس للبيع, ولو تخيلنا أن اليمن قامت بالاعتداء على كولومبيا لسارع هؤلاء المرتزقة للدفاع عن وطنهم مجاناً وبكل قوة سيسعون لصد العدوان عن بلادهم.

الأمر الثالث : صحيح أن السعودية ودول الخليج قد وجدت خائنين في اليمن تم تجنيدهم لمحاربة إخوانهم في كثير من الجبهات, لكني في غاية العجب من سعيهم في الحصول على مرتزقة من دول أخرى بتكاليف باهظة, مع أن أمامهم خونة وعملاء في الرياض, يتمتعون بإقامة راقية في فنادق الرياض, لماذا لا يطلبون منهم استئجار أبنائهم وأقاربهم بدلاً من أولئك الأجانب؟ وبهذا يتحقق للسعودية ودول الخليج غايتان, الأولى التأكد من ولائهم وإذا كانوا على حق فلن يبخلوا بالشهادة لأبنائهم, والثانية هو أن التكلفة لهذه الدول ستكون أقل بكثير لأن سعر الخائن أرخص بكثير من سعر المرتزق.