الخبر وما وراء الخبر

صفحة من مذكره الأيام .. بقلم / أمة الله الحجي

552

في الخامسة عشر من عمري وحين بدئت أتعرف على تفاصيل كل الاشياء حولي .. بدئت ادرك ان تلك الاشياء الملونة لم تكن ملونه إلا امام عيناي الصغيرتان .. ربما لأن كل اعباء العتمه وسوداويتها كانا والداي يحملانها عنا متستران بذلك عن كل عيوب بلادنا كي لا ينفضح امرها امام وتتوشح بالخزي امام عقول صغار تحتفظ بنسخ اصليه وتخلدها إلى الابد.. أنا لا اتحدث هنا عن والداي فحسب بل عن كل الآباء ابتداء من رئيس الدولة .. نحن شعب يحترف التأقلم وكثير من الصمود الذي يجعله فريسه سهله لكل الأطماع والاحقاد ، ومستودع للمكائد والصراعات .. وها انا ذي في التاسعة عشر من عمري ابدو اكثر سذاجه مع ابناء شعبي ونحن نواجه الموت باسمين .. ضاحكين في وجه كل المآسي .. متوشحين بالصمت والمزحة ؛ لا أدرِ انضحك من قدرنا أم عليه ؟ أنضحك لأن الحزن يتكوم داخلنا وعسى صوت الضحك المأساوي المدوي يجلي استعماره لنا أم انه يبقيه متربع بكل قبح ؟! وما زلنا شعب وديع .. بكلمة رقيقه يربت بها ساستنا علينا نذوب ولاء لهم .. رغم قمعهم لنا .. لحظة مسحهم بكلماتهم الخطابية على رؤوسنا الفارغة من التفكير مستقبلياً ننسى كل ما تعرضنا له بسببهم من أزمات .. صراعات .. مجاعات .. مخاوف . وحتى اعتداءات .. وها نحن في هذا العام الخامسة عشر وألفين وقعنا تحت مقصله اعتداء خارجي تحالف معه ساستنا الذين واليناهم يوماً مكرهين .. حتى آخر ما كنا نفكر بطعنه غدر منه – السعودية – التي تمثل حلم اليمنيين .. ليس لأنها بنيت على اكتافهم .. ولا نبت زرعها بعرقهم .. ولا اخرج نفطها و احيلت صحرائها إلى واحه إلا باليمنيين .. بل لأن فيها بيت الله .. وركن يماني خالتنا الكبرى السعودية – اخت الدول العربية الكبرى – عقلها اصغر من عينها كالنعامة وهذا ما يجعلها فريسه سهله لكل متديني السياسة واغبيائها وستظل إلى ان تترك الاسلام المتصهين .. السعودية ايتها العزيزة .. اتمنى لو تأملتِ الاحداث ، وخذي البوم صوركِ .. ودفتر مذكراتكِ ..أتذكرين حين كنتِ اميرة صحراء .. تركبين الخيل وتصلين في الكعبة .. ثرائكِ الفاحش .. ومنذئذ كان فيكِ الناس يحبون بعضهم .. يرحمون بعضهم .. حين لم يكن فيكِ جائع .. ولا عاري .. ولا مقموع .. حين حرركِ دين محمد عليه الصلاة والسلام .. وقيدكِ دين سعود .. دعينا من كل هذا يا عزيزتي ما اريد ان اذكركِ به هو ان هذه الصورة في البومكِ وانت تعرفينها جيداً .. ملوككِ خذلوكِ حين فرضوا افكار الاسلام المتصهين عليكِ وزاروا قبوي جلادي الحرب الاميركيين الذين سبوكِ .. واسسوا فيكِ قواعد اميركية وبريطانية .. وبعد ان كنتِ ملكه حولوكِ الى جارية .. في قصورهم وغيروا اسمكِ إلى سعودية نبسة لسعود .. وانتِ ” نجد والحجاز ” وها هي زواياكِ تحتضن الارهاب .. وتدعم الجماعات التي تسيء للإسلام ولكِ .. ارجوكِ ايتها الاخت الكبرى .. ايتها البلاد المقدسة ببيت الله ومسجد نبي الله .. اعتنقي الاسلام وارفضي كل ما سواه من تلفيق تحت رداءه .. ما ظهر الفساد في البر والبحر إلا بما كسبت ايدي الناس ..