الخبر وما وراء الخبر

محاولة بائت بالفشل..

44

بقلم/ إكرام المحاقري

لعل رهانهم على عديمي الوعي والبصيرة مازال قائما، أو أنه مازال لديهم بصيص من الأمل لخلق نعرات وفتن في أوساط الشارع اليمني كورقة ديسمبرية يحركونها كل عام منذ وأد فتنة ”عفاش”، وهذه المرة كانت لهم محاولة لكنها بائت بالفشل الذريع كسابقاتها من الفتن الضالة، فما هو بالأمس تم وأده بعد ساعات من ولادته وما هو اليوم تم وأده في لحظات المخاض!! وهكذا كلما أشعلوا نارا للفتنة أطفأها الله بحوله وقوته..

هذه هي حال جميع الأوراق التي تحركها قوى العدوان من أجل إحراز أي إنجاز سياسي أو عسكري في اليمن خاصة في العاصمة (صنعاء) التي هي الحلم البعيد عن العدوان منذ بدايته عام 2015م، فورقة ”عفاش” التي يحركونها تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام باتت مهترئة أمام وعي ابناء الشعب اليمني، خاصة المؤتمريين الشرفاء، فجميعهم قد حدد وجهته نحو مواجهة العدوان وقبلتة كرامة الوطن..

لا يخفى على الجميع الممخطط الخطير الذي تم الكشف عنه من قبل وزارة الداخلية والذي يهدف لإعادة سيناريو ”الإنتفاضة” التي سبق وبثت سمومها بتاريخ 2 ديسمبر 2017م، حيث تم القاء القبض على خليتين تابعتين للإستخبارات السعودية من أجل تفجير الوضع في العاصمة صنعاء على أنها تحركات إحتجاجية شعبية، والتي راهنت على تمزيق اللحمة الشعبية وتمرير مخطط العدوان ضمن ورقة المؤامرة السياسية، في حينه تم بث خطاب للرئيس الأسبق ”صالح” وكان خطابا صادم من نوعه بل كان ضربة موجعة للشعب اليمني الذي بذل كل ما يملك من آجل قضية الدين والوطن ، وكانت تلك الفاجعة بحق الشعب الذي صدق بأن عفاش ضد العدوان!! اما الفاجعة بحق العدوان هو ما لاقاه ذاك الخطاب الفتنوي من رفض من قبل الشارع اليمني ولم يتجاوب معه غير الملثمين التابعين للخلايا النائمة بالعاصمة صنعاء، والتي تم تخريجهم من معسكر ”الملصي” تحت مسميات وطنية!!

وهذا ما يحدث اليوم ولكن بصيغة آخرى هي مكافحة الفساد وووووالخ، فأين كنا وأين أصبحنا رغم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار!! ولولا الحس الأمني الملموس لوزارة الداخلية لتمكن العدوان من تحريك عدة أوراق وليس فقط ورقة ”عفاش” وهذا ما لمسناه من تحريك ورقة خلية الدعارة للإفساد في العاصمة (صنعاء) وكان ”لعفاش”وأذنابه اليد الطولى لتمدد مشروع الإنحلال والمجون، ليس من أيام العدوان ولكن منذ عام ال 2011م

ورغم كل ذلك فقد اثبت الشعب اليمني وعيه ووطنيته على مر المؤامرات العدوانية، وبينما قوى العدوان تخطط لنفث سمها كان الشارع اليمني مشغولا بانتصارات نوعية تصدرت شاشات التلفزة والصحف الإخبارية بداية من إسقاط طائرة (الأباتشتي) بصاروخ أرض جو لم يكشف عنه بعد، كذلك إسقاط طائرة بلا طيار صينية الصنع نوع (وينغ لونغ) بعملية مشابهة، وعودة 128 أسير إلى حضن الوطن، وقبلها الإعلان عن عملية (وإن عدتم عدنا) وكلها ترافقت في آن واحد كان ضربة لقوى العدوان وشلل تام لكل ما يحيكونه من مؤامرات!!

فهذه المحاولة قد بائت بالفشل وما بعدها سيفشل ورهانات العدوان خاسرة لا محاله، فالقضية اليوم بالنسبة للشعب اليمني ليست قضية انتماء لحزب معين أو ”لزعيم” محسوب على مكون سياسي معين؛ بل أنها أصبحت قضية وطن وقضة (دم) وقضية كرامة ولا يوجد في الشعب اليمني من يساوم على كرامة (وطنه) مهما كلفه ذلك غاليا.