الخبر وما وراء الخبر

أسرى الجيش واللجان في سجون العدوان والمرتزقة.. إجرام يتعدى الوصف وإعدام على الطريقة الداعشية

47

في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية يتعرض أسرى الجيش اليمني واللجان الشعبية في سجون السعودية والإمارات ومرتزقتهما لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل.

وقد وثقت تقارير دولية ووسائل اعلام في لقاءات اجرتها مع الأسرى اليمنيين المفرج عنهم خلال السنوات الاخيرة، آثار التعذيب الذي تعرضوا له في سجون ومعتقلات النظام السعودي وحليفه الاماراتي فضلاً عن سجون المرتزقة، والتي تنوعت بين بتر الأعضاء وتشويه أخرى، إلى جانب الصعق بالكهرباء وقلع الأظافر والحرمان من الطعام وقضاء الحاجة.

ومؤخراً خرج عدد من الاسرى المحررين من سجون السعودية وأجسادهم تشهد على فضاعة وبشاعة النظام السعودي الذي مارس أبشع صور التعذيب بحقهم

يقول عضو اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى أحمد ابو حمراء أن الاسرى المفرج عنهم الاسبوع الماضي تعرضوا لأفضع وسائل التعذيب.

وأضاف قائلا: ” أحد الجرحى بقي بدون علاج لخمس سنوات وتعمد السجانون تعذيبه في أماكن جراحه”.

وقوبلت شهادات التعذيب السعودي بحق الاسرى المفرج عنهم مؤخراً بموجة استياء شعبية وحقوقية عارمة داخل اليمن، حيث هاجم عدد من الناشطين والحقوقيين نظام السعودية على الأعمال التي كان يهدف منها إلى إهانة الأسرى اليمنيين، في الوقت الذي تسلم فيه أسراه من الجانب اليمني من دون تعرضهم للتعذيب أو الإهانة.

شهادات حية

ووفقاً لشهادات سابقة لأسرى الجيش واللجان، كان الهدف من التعذيب إجبار الأسرى على تقديم اعترافات ومعلومات عن المواقع العسكرية والطرق التي يتحرك فيها ابطال الجيش واللجان، خصوصاً في الجبهات الداخلية حيث أسروا.

الأسيرُ المحرّر بارق الشهاري قال في شهادته على الوضع: ‘‘أُسرت في وادي أبو جبارة قبلَ عام من قبل المرتزِقة اليمنيين الذين يقاتلون؛ دِفاعاً عن حدود السعوديّة بعد أَن جُرحت بإصابة كبيرة؛ نتيجةَ شظايا متعدّدة في أكثر من جزء في جسدي’’.

وأضاف: ‘‘بقيتُ في إحدى مواقع هؤلاء المرتزِقة شهراً كاملاً لم أتلّقَ خلال هذه الفترة من المساعدة الطبية إلّا القليل، فقد كانوا يستلذّون بآلامنا على الرغم من تفاقم إصابتي وبعد أَن كدت أفارق الحياةَ، تم نقلي إلى مستشفى بنجران، ومكثت هناك ثلاثة أشهر حتى بدأت حالتي الصحية تتحسن، بعدها نُقلتُ مع مجموعة من الجرحى إلى أحد السجون في خميس مشيط وهناك بدأت المرحلةُ الثانيةُ من التعذيب والتنكيل المستمرّ، بحيث لم يمضِ يوم دون أن يتم تعذيبنا بكلِّ أشكال وأنواع التعذيب التي تخطر على بال أي إنسان، لكننا اليوم نقولُ للعدو من مطار صنعاء ومع أولى لحظات وصولنا إلى وطننا الحبيب، بأننا لن ننسى جرائمه بحقِّنا وبحقِّ كُـلّ فرد من أبناء هذا الشعب المظلوم، ونعده بأننا عائدون إلى مرابض العزة والكرامة في الجبهات، فمن خلالها سنأخذ بثأرنا وثأر اليمنيين جميعهم”.

بدوره، قال الأسيرُ المحرّر أنور الكينعي: لقد أُسرت في منطقة صرواح بمحافظة مأرب، استمرَّ سجننا في محافظة مأرب لفترة وبعدها تم بيعُنا من قبل المرتزِقة اليمنيين للعدوِّ السعوديّ مقابلَ الفتات من المال، حيث قضيت في الأسر في سجون العدو أربعَ سنوات وأربعة أشهر، معظمُها تحت التعذيب.

وفي حديثه لصحيفة المسيرة وصف أنور حالته في السجن بأنه كان في قبر استمر فيه سنوات، كانت المعاملةُ قاسيةً جِـدًّا، أربعُ سنوات وعدّة أشهر من التعذيب في سجون خميس مشيط التي تشبه سجونَ أبو غريب سيئةَ الصيت، فالحمدُ لله الذي أخرجنا من هذه السجون الظالمة’’.

وقال الأسير المحرّر عَبدالإله أبو مريم: ‘‘إنَّ العودةَ إلى الجبهات هي أكبرُ ردٍّ على كُـلِّ جرائم العدوان التي ارتكبها بحقِّ الشعب اليمني جميعاً’’.

وأشَارَ أبو مريم إلى أنَّ الردَّ سيأتي كذلك ثأراً لما طاله من تعذيب في سجون السعوديّة ومرتزِقتها خلال سنة ونصف سنة.

وبعد الفترة التي قضاها في سجون السعوديّة بعد أن تم أسرُه في منطقة مجازة على إثر إصابته في رجله والتي بترت فيما بعد، حيث أوضح أنَّ الجنودَ السعوديّين كانوا يتناوبون على تعذيب الأسرى بشكلٍ يصل الليل بالنهار، ويمنعونهم من أبسط حقوقهم حتى دخول الحمام، كما يرفضون السماحَ لهم بأداء فريضة الصلاة بالرغم من ادّعائهم بأنهم مسلمون، وهذا ما يعزّز من إرادة العودة إلى الجبهات بالرغم من إعاقته.

ولا تختلف شهادات الاسرى المحررين مؤخراً عن شهادات سابقة لعشرات المحررين فقد سرد إسماعيل محمد علي وهو واحد من الأسرى تفاصيل التعذيب الذي تعرض له خلال ستة أشهر من أسره في أحد سجون النظام السعودي في منطقة خميس مشيط جنوبي المملكة، بالقول ، “مكثت في زنزانة انفرادية لمدة ثلاثة أشهر متواصلة تعرضت خلالها للتعذيب بالكهرباء في أماكن مختلفة من جسدي، أبرزها الصدر والمفاصل”.

ويضيف: كنت إذا طلبت الذهاب إلى دورة المياه يتم جلدي 70 جلدة، ولم يكن يسمح لنا بتناول الطعام إلا بشكل يسير جداً، ويكون الطعام مخصّصاً لمجموعة كبيرة من الأسرى، وغالباً ما كان يتم وضع مادة فيه تسبب الإسهال الشديد لفترات طويلة.

رشيد العبادي الذي تم أسره في محافظة مأرب من قبل مرتزقة العدوان، يقول إنه تعرض لمعاملة سيئة من المرتزقة في مأرب، قبل أن يتم تسليمه للسلطات السعودية من أجل استخدامه مع آخرين في عملية مقايضة بأسرى سعوديين.

واضاف: “كان الجنود السعوديون يمارسون علينا مختلف أنواع التعذيب النفسية والجسدية لمحاولة إجبارنا على تقديم الاعترافات والمعلومات التي تتعلق بالجيش اليمني واللجان الشعبية، ولكننا تمكنّا من تحمّل هذا التعذيب”.

جرائم لا تنسى بحق الاسرى

وتحدث آخرون من الأسرى لوسائل الإعلام عن حالات مشابهة من التعذيب الذي تعرضوا له طيلة فترة أسرهم. وأكد هؤلاء أن المرتزقة المنتمين لحزب الاصلاح الذين وقعوا في أيديهم أولاً، تسلّموا مبالغ مالية مقابل تسليمهم للسلطات السعودية. وفي هذا السياق، اعلن احدهم بان المسلحين المرتزقة باعوا الاسير الواحد بنحو مئة ألف دولار للسعودية ، وكان يتم نقلهم إلى معسكر صافر في مأرب ومن ثم إلى منفذ الوديعة الحدودي حيث ينقلون بطائرات مروحية إلى قاعدة خميس مشيط.

وفي 14/6/2018 أقدم مرتزقة العدوان على ارتكاب جريمة بشعة بحق أحد أسرى الجيش واللجان الشعبية وهو الأسير الشهيد علي محمد علي صالح السنمان من مواليد منطقة القفر سنمان في محافظة إب إلتحق للقتال الى صف مجاهدي الجيش واللجان الشعبية في جبهة عسير – قبالة منفذ علب.

وقد اقدم أفراد يتبعون قيادة مايسمى بمحور علب واللواء (63) بقيادة ياسر مجلي، وكذا مايسمى باللواء(102) قوات خاصة بقيادة ياسر المعبري المكنى ابوعبيدة وأفراد من ما يسمى باللواء الخامس حرس حدود بقيادة المدعو صالح قروش على تصفية الشهيد بكل إجرامية ووحشية على طريقة عصابات داعش والقاعدة الإرهابية.

وحسب المشهد الذي وزع على نطاق واسع، ظهر المجاهد الأسير علي السنمان وهو جريح ومن حوله مجموعة من المرتزقة.. فأقدم أحدهم على إطلاق وابلاً من الرصاص على جسده حتى أرداه قتيلاً على الفور، ثم تولى مرتزق آخر على رمي جثمانه من أعلى الجبل بطريقة وحشية بشعة لا تدع مجال للشك بأن هذه العناصر الإرهابية مجردة من كل القيم الدينية والاخلاقية والإنسانية.

وخلال الثلاث السنوات الأولى من العدوان على اليمن أقدمت مجموعة من المرتزقة في محافظة أبين على ذبح أحد أسرى الجيش واللجان الشعبية وهو مشهد كررته هذه الفئة مرات عديدة وكأنها تقول لقد أصبح للفكر التكفيري في اليمن موطأ قدم، وفي جريمة سابقة أقدم مرتزقة تحالف العدوان على إعدام أربعة أسرى من الجيش واللجان الشعبية بمديرية موزع بتعز بإشرافٍ مباشرٍ من القوات الإماراتية الداعمة والحاضنة لهذه المليشيات في تلك المنطقة وقاموا بتصوير المشهد ونشره على مواقع الاتصال الاجتماعي ضاربين بكل قيم الإسلام والإنسانية جمعاء عرض الحائط ولم تمض أيام على جريمتهم الوحشية سالفة الذكر حتى قاموا بما هو ابشع وافظع حين عرض زبانيتهم وبالفيديو مقطع مؤثر جداً لجريمتهم النكراء التي اقدموا من خلالها على دفن اسير من الجيش واللجان الشعبية وهو حي بمديرية المخا في جريمة تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين كل إنسان.

جريمة أخرى لا مثيل لبشاعتها ولم يسبق ان حدثت في قيفة بمحافظة البيضاء أقدمت بارتكابها عصابات داعش وعناصر القاعدة الإرهابية التابعة لقوى العدوان السعودي على قتل شاب من ابناء قرية المناسح وبعد ان تم قتله بثلاث طعنات بالرقبه تم التمثيل بجثته حيث تم فقء عينيه وبتر شفتيه واذنيه وسلخ وجهة وبطريقة تعبر عن مدى قبح وتفسخ هذا الفكر الارهابي الدخيل على أبناء القبائل اليمنية .

جريمة أخرى وثقت شهادات بشأنها مداهمة منزل “لآل الرميمة ” قتلت فيه هذه المجموعات امرأة كبيرة في السن بلغ عمرها “88” عاماً وابنها في سن الثلاثين من العمر وهو اعزل، على خلفية انتمائهم العائلي أو المذهبي مما تعد جرائم تمييز “عرقي ” يعاقب عليها القانون والقانون الدولي الإنساني، أيضا شهدت مدينة تعز جرائم ســحل بشتى الوسائل لأسرى عزل..

سجون المرتزقة

ولا يختلف وضع الاسرى في سجون دول العدوان عن سجون مرتزقتهم، ففي اكتوبر الماضي أقدم مرتزقة العدوان في محافظة مأرب على إرتكاب جريمة نكراء بحق ثلاثة أسرى من الجيش اليمني واللجان الشعبية.

حيث قام مرتزقة العدوان بتعذيب الأسرى داخل السجن حتى استشهدوا تحت التعذيب، والاسرى هم: خالد أحمد علي عبدالله القريش، محمد حسين المحبشي وأحمد صالح أحمد علي جهموس.

ويعد تكرار هذه الجرائم بحق الأسرى دليل على أنها تتم بتوجيهات من أعلى القيادات في دول العدوان ومرتزقتهم وسط الصمت المريب من الأمم المتحدة تجاه هذه الجرائم والذي شجع المجرمين على تكرار جرائمهم بحق الأسرى.

في منطقة المصلوب بمحافظة الجوف، يروي ماجد الوتاري (30 سنة) قصته في الاسر مع من أسماهم بـ «البدو» (مسلحون يتبعون حركة الإخوان المسلمين، يقاتلون في صف تحالف العدوان) حيث يقول: «أخذوني إلى منطقة الحزم في الجوف، ومن ثم إلى هيئة مستشفى مارب العام، وبقيت أتألم طوال الطريق دون أن يعطوني أي مهدئات»، ويضيف: «في مارب أخبرتني الطبيبة الهندية أني قد أصبت بفيروس الكبد، رغم أنني أجريت فحصاً قبل الذهاب إلى المصلوب ولم أكن مصاباً، لقد أعطوني دماً ملوثاً بالفيروس في مستشفى الحزم».

واكد ماجد أن مجموعة من المسلحين قتلوا أحد الجرحى من الأسرى في مستشفى مارب بالجنابي وذلك في ال 23 مايو 2016م، حيث يقول لـ«الثورة»: في المستشفى تركونا دون ملابس، وظلت معاناتنا تتضاعف لمدة عشرة أيام، كانوا يغلقون علينا باب غرفة الرقود ويتركونا دون قضاء حاجاتنا لساعات، وأرغمونا على الشرب من دورة المياه».

في سجن «معهد الصالح»، الذي نقل إليه ماجد، بدأت التحقيقات رغم إصابته حيث قال: «طلبت منهم ألا يضربوني لأني جريح وسأجيب على كل أسئلتهم، أثناء إجابتي صفعني أحدهم على وجهي بقوة، ثم داس جلّاد اسمه «أبو قعشة» (اسم الشهرة) بقدمه على مكان الكسر في فخذي، ثم أمسك بي في قاعدة تثبيت المسامير ورفعني، صرخت حتى كدت أفقد وعيي، بعدها تقرحت الجراح في رجلي فأعادوني للمستشفى».

وقد قضى ماجد في مستشفى مارب أربعة أشهر مع (12) آخرين في غرفة رقود واحدة. يفيد بأن شاوشاً في المستشفى يدعى «منير» مارس تعذيباً يومياً بحق الجرحى، مضيفاً: «شاهدته يدوس على فم أحدهم أكثر من مرة، ويحاول الاعتداء الجنسي على شاب جريح، لم يبلغ ال 18 من عمره، لولا تدخّل الممرضة الهندية»، ويضيف:» كان منير يضرب رجلي بقوة أو يرفعها إلى أعلى مستوى ويلقي بها حتى أصرخ من الألم، أو يمسكني بمكان الكسر ويسحبني، كرر هذه التصرفات بشكل شبه يومي».

في المستشفى، لا يسمح بدخول دورة المياه غير مرة واحدة كل 24 ساعة، كما أكّد من استمع معد التحقيق إلى شهاداتهم، وهم يرون أن معاناة المستشفى أقسى من معاناة السجن، حيث يقول أحدهم «تمنيت لو أني بقيت في السجن دون أخذي إليها».

ويضيف ماجد: إن المسلحين «جاؤوا بعدد من الجرحى، كانت الطلقات النارية موزعة على أجسادهم، بعد أيام كانت صالة الرقود في المستشفى تعج برائحة الأجسام الميتة»، ويردف: «أخبرتني الممرضة أن أعضاءً من أجسادهم ماتت وبحاجة إلى البتر».

وبعد إعادة ماجد إلى السجن بقي بملابسه التي أعطتها له الممرضة الهندية لمدة عام، وهي عبارة عن قطعة صوف مربعة صنع منها ما يغطي به عورته، حيث يقول «خلال ثلاث سنوات لم يغيروا لنا ملابسنا سوى مرتين، بينما لم يسمح لنا بغسلها إلا مرتين في العام، واستمر التعذيب»، يتذكر وهو يسحب أنفاسه ببطء «ذات يوم صعد أبو قعشة على ساقي فأغمي عليّ، إنه رجل عنيف جداً، يضرب في أي مكان في الجسم».

تتعدد أنواع التعذيب المستخدمة ضد الأسرى والمعتقلين في سجون مارب، لكنها تمارس بشكل شبه يومي، وإلى جانب ذلك فالأسرى والمعتقلون يعيشون في وضع صحي ومعيشي غير مناسبين ما يجعلهم عرضة للأوبئة والأمراض الفتّاكة كالكوليرا وأمراض جلدية متنوعة كالجرب والصنافير، والكلى والغرغرينا، بحسب الدكتور أمير الدين جحّاف الذي اعتقل في نقطة الفلج بينما هو في طريقه إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية(في المجال الطبي) التي بدأها في العام 2013م بمنحة من الحكومة اليمنية آنذاك.

موت في السجن

يقول أحد الناجين من سجون مارب: «شاهدنا سجيناً كان يعاني من حالة نفسية، وأصيب بالكوليرا، فلم يسعفه أحد حتى تجمّدت أعضاؤه، وبعد يومين قالوا إنهم أطلقوا سراحه لكن حين وصلنا صنعاء لم نجد له أثراً»، ويضيف آخر: «أحد الأسرى أصيب باحتكاك في عموده الفقري نتيجة التعذيب»، وتعرض الدكتور جحاف للضرب لأنه أعطى الحقنة لأحد السجناء المرضى، كما يقول ناجٍ آخر مضيفاً «دكتور السجن كان جلاداً هو الآخر ويضربنا بحجة أننا لم نتناول الدواء».

وبحسب شهادات الناجين فإن أحد الأسرى، وهو رجل مسن، أصيب بانحناء في ظهره وغرغرينا في قدمه المصابة، كما عذّب السجانون أسيراً يدعى «حسين» حتى فقد القدرة على الحركة، وتوفي بعد ساعات من وصوله المستشفى، أما الأسير أبو راشد، فقد عذّب حتى تفطّر جسده، فوضعه الجلادون في دورة مياه صغيرة داخل السجن، إلى أن تقرّحت جراحه وكانت رائحته تملأ الزنازين.

رصد وإحصائيات

منظمة سام للحقوق والحريات (منظمة حقوقية مستقلة) رصدت خلال أربع سنوات من العدوان على اليمن، «أكثر من ثلاثة آلاف حالة تعذيب في السجون، منها(800) حالة فقط في عام 2018م، بعضها مورس بصورة فردية وأخرى بصورة جماعية، حيث أدى التعذيب إلى الموت» كما جاء في تقرير صادر عنها في يوليو المنصرم.

وبحسب التقرير فإن «عدد المدنيين الذين قتلوا تحت التعذيب خلال هذه الفترة بلغ (158) حالة منها (56) حالة عام 2018م، منها (30) حالة وفاة في سجون محسوبة على حكومة المرتزقة غير تعز التي قتل في سجونها (10) معتقلين، والمحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها الإمارات».

ودوّنت سام جملة من أساليب التعذيب التي تمارس بحق المعتقلين في تلك السجون ومنها:»الركل، والضرب بالهراوات والقضبان المعدنية، والحرق، والحرمان من الطعام والمياه، كما شملت أيضاً الإعدامات الوهمية، والتعليق لساعات طويلة، والتحرش الجنسي، واستخدام الكلاب البوليسية، والدفن في حفر رملية، واستخدام العقاقير المنبهة، والرش بالماء البارد، والحرمان من الزيارة، والمحاكمات الصورية».

ورصد مركز عين الإنسانية للحقوق والحريات (منظمة حقوقية مقرها صنعاء)،(14) سجناً في محافظة مارب يتعرض فيها الأسرى والمعتقلون لصنوف شتى من «التعذيب الجسدي والنفسي وسلب الأموال المرسلة لهم من الأهالي، والتعرض للإهانات والسخرية والحرق والكي والصعق الكهربائي ونزع الأظافر والتعرية، والإهمال الصحي والتغذوي والمنع من أداء الشعائر الدينية».

سجون الأسرى … مجازر منسية وضحايا لا ناصر لهم

وخلال ما يقرب من خمس سنوات من العدوان على اليمن استهدف تحالف العدوان 45 سجناً، ما أدى إلى مقتل أكثر من 500 وجرح أكثر من 800 أسير”، كما قال عبد القادر المرتضى. رئيس اللجنة الوطنية للأسرى .

وسيظل سجن ذمار شاهداً على بشاعة العدوان السعودي الامريكي حيث مثلت مجزرةٌ ذمار دليل على حقيقة تعامل النظام السعودي مع المقاتلين تحت لوائها.

المجزرة التي وقعت في سجن شرق مدينة ذمار جنوبيّ العاصمة، تعمّد مرتكبوها استهداف السجن من الاتجاهات كافة بهدف سدّ أي منفذ نجاة، في ما يشير إلى أن الغارات السبع نُفذت مع سبق الإصرار والترصد لحياة العشرات من الاسرى.

وليست مجزرة ذمار هذه الأولى من نوعها؛ فقد سبق لطيران «التحالف» أن استهدف سجن الشرطة العسكرية في صنعاء في 14 كانون الأول/ ديسمبر 2017 بعدة غارات أدت إلى مقتل قرابة خمسين أسيراً وإصابة العشرات وفرار 45. لكن المجزرة الجديدة مرتبطة بعملية كتاف العسكرية الأخيرة، التي أدت إلى أسر أكثر من 1000 جندي موالٍ لـ«التحالف» في الحدّ الجنوبي.

وبحسب رئيس «مؤسسة دعم العدالة للدفاع عن الحقوق» في صنعاء، المحامي عبد الملك العقيدة، فإن «رجال الجيش واللجان الشعبية بذلوا كل الجهود لإنقاذ الأسرى من الموت بطائرات العدوان ، وتكبّدوا عناءً حتى أوصلوهم إلى ذمار». ولفت العقيدة إلى أن «استهداف الطيران السعودي سجون الأسرى أصبح عن عمد، لأنه لا سبيل لمن يقاتل في الحدّ الجنوبي مع السعودية للنجاة من شرها سوى تسليم نفسه للجيش واللجان، فيُنتقم منه بسبب ذلك».