الخبر وما وراء الخبر

تطور خطير في مسار التطبيع بين الامارات وكيان العدو الإسرائيلي

29

تصاعدت وتيرة التطبيع الخليجي مع العدو الاسرائيلي خلال الاعوام الأخيرة فيما عرفت العلاقات التطبيعية بين الامارات وكيان العدو مستوى متقدما في ظل زيارات متبادلة واجتماعات بين مسؤولي الطرفين، آخرها استضافة دبي لوفد رسمي صهيوني وصل الى الإمارات بحجة حضور اجتماع تحضيري للمشاركين في معرض “إكسبو 2020” الدولي.

تتحضر الإمارات لاستضافة معرض “إكسبو 2020” الدولي في إمارة دبي، خلال الفترة من 20 أكتوبر 2020 إلى 10 إبريل 2021، والذي يقام كل خمس سنوات لمدة 6 أشهر. وبحسب التقارير فإن معرض أكسبو الذي تقدر الاستعدادات له بملايين الدولارات، يساهم في تسليط الأضواء على المدن المضيفة، واجتذاب زائرين من الداخل والخارج، كما يقدم المشاركون فيه أفكارا ومشاريع للعمل المشترك.

وفي هذا السياق وعلى ضوء ما تشهده الدول الخليجية من تصاعد في التطبيع مع الكيان الصهيوني بصورة ملحوظة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية، ذكرت وزارة خارجية كيان العدو الإسرائيلي، أمس الأحد، أن وفدا رسمي” إسرائيليا” يزور دبي لحضور اجتماع تحضيري للمشاركين الدوليين في معرض “إكسبو 2020“.

وحسب بيان للوزارة فإن “الاجتماع يهدف الى الاطلاع على الاستعدادات الجارية تمهيدا لانطلاق المعرض في دبي الذي سيشارك في وفد يمثل كيان العدو الصهيوني.

وكان كيان العدو، قد ادعى على لسان رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن مشاركة كيانه في المعرض بدبي “تعكس تقدم التطبيع مع الدول العربية على الأرض“.

وصرح نتنياهو، “لدينا علاقات تتعزز باستمرار مع 6 دول عربية، على الأقل، ويتم القيام بذلك بفضل سياستنا التي تدمج بين القوة والمصالح المشتركة ورؤية واعية جدا من شأنها دفع التطبيع قدما، خطوة بعد خطوة، بشكل يؤدي في نهاية المطاف إلى علاقات سلمية”، على حد تعبيره.

كذلك كتب نتنياهو عبر “تويتر”: إن “مشاركة “إسرائيل” في معرض إكسبو دبي 2020، فيها دلالة على تصاعد مكانة “إسرائيل” إقليميا وعالميا”، حسب زعمه.

بدورها كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في 6 نوفمبر 2019، أن إمارة دبي ستسمح” للإسرائيليين” بحضور معرض إكسبو دبي 2020، موضحة أن المعرض قد يكون بداية لمنح التأشيرات للإسرائيليين بشكل دائم، بحسب محادثات تجري بين الجانبين منذ فترة، وفق مصدر في فريق إدارة المعرض.

وخلصت الصحيفة إلى أن معرض “إكسبو دبي” قد يكون بمنزلة “رحلة تجريبية” يُسمح خلالها للسياح الصهاينة بدخول الامارات، وأنه “في حال نجح الأمر فإن الإمارات قد تترك أبوابها مفتوحة للسياح الصهاينة بشكل دائم“.

ويأتي الإعلان عن مشاركة كيان العدو الاسرائيلي في المعرض الدولي في دبي، في وقت تصاعدت فيه وتيرة التطبيع مع كيان العدو بشكل كبير، وتزامنا مع محاولات مخجلة من بعض دول مجلس التعاون، لجعل كيان العدو جزءا طبيعيا في المنطقة ودمجه مع العرب، رغم جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين.

وسبق أن ظهرت ملامح هذا التطبيع العلني، في المشاركات الصهيونية في فعاليات رياضية وثقافية في دول عدة منها الإمارات وقطر.

كما تأتي في إطار تسارع الحديث عما يسمى “صفقة القرن” التي يخططها الأمريكيون، لتصفية القضية الفلسطينية.

ويجابه النشطاء هذه الخطوات التطبيعية، بالحملات الإلكترونية والتوعوية، من مخاطر التطبيع مع كيان الاحتلال، وجرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والتهويد المتواصل بحق المسجد الأقصى والقدس المحتلة.

ويرى مراقبون أن خطوات التطبيع المتلاحقة تأتي في إطار تهيئة الأجواء لـ”صفقة القرن”، ومحاولات إخراج بعض العلاقات السرية مع الكيان من الخفاء إلى العلن.

وفي السياق، أكدت حركة “حماس”، على لسان القيادي فيها سامي أبو زهري، أكدت أن الإعلان عن مشاركة وفد “إسرائيلي” في معرض دبي الدولي تطور خطير، داعية الإمارات إلى عدم التورط في ذلك.

وقال أبو زهري، عبر حسابه على تويتر: إن هذه المشاركة تشكل تشجيعاً للجرائم الإسرائيلية، وإهداراً لحقوق الأمة، وانتهاكاً لقرارات قمة تونس.

كما عدّ مستشار رئيس السلطة الفلسطينية نبيل شعث، أن مشاركة الكيان الاسرائيلي في معرض أكسبو الدولي 2020 في دبي، مخالف لقرار وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، ومخالف للموقف الفلسطيني.

وقال شعث: “إن تطبيع أي دولة عربية مع إسرائيل يشكل “خطأ فادحاً” في حق القضية الفلسطينية، والموقف العربي والإسلامي”، معلناً أنه سيكون هناك تواصل رسمي مع الإمارات حول الأمر، دون تفاصيل أخرى.