بأي ذنب رميت برصاصات المقاولة؟!
بقلم/ رند الأديمي
الحصب ومقبرة الأجينات بالتحديد وفي البارحة حدثت صاعقة إنسانية هزت عرش السماء …….وأسقطت ما تبقي من ثغر تعز الباسم في مستنقع الدم.
امرأة أربعينية جاءت لهفا من عمران تبحث عن ثلاثة من أولادها العساكر في أرض تعز جاءت وكانت تسبقها الصلوات والتنهيدات لتمكث في منزل أقارب لها …وكامرأة مسنة كانت تصرح بحبها للرئيس السابق والحوثيين.
لم تكن تعلم أن شيئا ما ينتظرها ويتوعدها.
لم تكن تعلم أن شبح الموت يترصد بها ويقترب ويبتعد بين الحين والأخرى.
مرت أيام و هي تطرق الأبواب راجية منهم أن يطمئنوا فؤادا مكسورا يسكن في عتبات روحها.
وجاء ذلك اليوم الذي ألتقت فيه بأحد المقاولين قائلا لها : لا تقلقي يا حجة أولادك سنسلمك إياهم غدا صباحا في العاشرة وبزغاريد من الفرح ردت قائلة “حفظك الله يا ابني ووفقك”.
وبين الآمال والصلوات وحلمها باللقاء مكثت تلك الليلة وهي ترسم معالم اللقاء فهل ستلقاهم بالحضن أم بالقبلات هل ستمكث معهم في تعز أم ستأخدهم إلي عمران بعيدا عن الحرب؟
وعند العاشرة ارتدت جلبابها وكانت والشوق يهرول قبلها.. وبخطى متسارعة كانت تلهث حنينا وراء ذلك السفاح وعند الأجينات بالتحديد قال لها ذلك السفاح ( المقاوم) :
هنا أولادك …هذه الأم لم تكن تعلم أن عصابة المقاولة تنتظرها بالأسلحة والحقد الأسود
وبعد أن نظرت لهم باستغراب
قالت أين أولادي؟
أدركت في تلك اللحظة أنها وقعت في فخ لا تستطيع حتي الفرار ، فالصراخ لا يفيدها حتي الدموع التي تبلل نقابها أيضا لن تشفع لها!!
وعندما صوبت أسلحتهم نحوها كانت ترتجف قائلة “أتركوني ماذا فعلت ما الذي اقترفته؟ ولكن لم يسمعها أحد لم يرأف بها أحد ..
ليصوبوا كلهم رصاصات حقدهم نحو جسدها الهزيل المرتعش.
وعندما فاض الدم على جسدها وغردت روحها خارج سرب الحياة، صرخ السفاحون قائلون : الله أكبر ونادي مؤذن اللجينات …الله اكبر ،حي علي خير العمل
فخير العمل لا يتم -عندهم- الا بأكوام من الجماجم البشرية!!
والله اكبر – بالنسبة لهم- سلاح للمتاجرة واستباحة الدماء بزعم التقرب إلى الله..